بالرغم من كل الهدوء ..... لا زلت أسمع للأمواج ضجيجا صاخبا
يقتل السكون الذي عم الشاطىء
يذكره بأن الليل قد حل ولكنه لن يرحل بعيدا وسيعود
تلاطمت الأمواج كيفما كان ..ولكن الزمان أحضرها
هناك وحدها وقفت و لم يكن معها أحد
امرأة في عمرها يقف العمر فخرا بها
وقد مضى من عمرها عمرا ... وانهمر
وحدها على الشاطىء ... بين عيني كانت
بها أتذكر دائما بأن عاصفة هوجاء ...صماء
تحطم جميع الأغصان اليابسة في شجرة حياتنا.........
ولكنها تزيد جذورنا الحية ثباتا في القلب .....
قد لاح الحزن فيها وبين عينيها ......
تركها متصدعة النفس والخاطر ......
لم تأتي يوما لذاك الشاطىء دون أن تبلل رماله
بدموع ... حرارتها كحرارة حضنها الغائب...
لو تسألها عن حالها.. ستحكي لك... عن كل شيء...
بشيء ... فقط بنظرة من عينيها
وتنهيدة تخرجها بألم ... فتحسها قد عانقت عنقك لتخنقه
لتضيق عليك بعد اللاشيء ..كل شيء
بنظرة واحدة ستفهم كم هي جبارة
وربما ستلامس أنت حزنها وتبكي عنها
وهي .... ما تزال كما هي صامدة رغم الألم
على ذاك الشاطىء جاءت لتلملم أصداف الذكريات
وتجمعها في جعبة الأيام والحكايا وتعاود الرحيل
تجعل إحساسا يسيطر عليك يقول لك
كأن طيفا ما للحزن كان يجول بعينيها
ورحل ... وليس جزء من عمرها هو الذي رحل
ولكن قبل أن تغادر المكان ......
انظر فقط لروعة الزمان الذي جمعك بها ...
ثم اشكره جزيل الشكر ....
فقد قابلت سيدة تستحق التحية في كلمة تحكيها لك ......
لو تعرف من هي ... لاخفضت رأسك أمامها
احتراما .....
إنه الاحترام .. هو ما أقدمه لها
أغلفه بورق الحب والامتنان ....