عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-29-2019   #7

المستشار

المستشار غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 303
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 المشاركات : 2,376
 النقاط : المستشار is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 17

افتراضي

زواج القاصرات
إن ظاهرة زواج القاصرات في مجتمعنا قبل الأزمة كان ينطلق من مفاهيم إجتماعية موروثة تتلخص بالنقاط التالية :
1- أن الفتاة خلقت لتكون زوجة وربة بيت ولم يكن التعليم عائقا من الزواج المبكر سابقا بإعتبار أن الفتاة ليست بحاجة إلى التعليم , بل كان ينظر إلى تعليم الفتاة نظرة سلبية وسببا لكثير من الأمور السلبية , وطبعا بعد ذلك حدث تغير في المفاهيم الإجتماعية وصار تعليم الفتيات أمرا محبذا به وحتى تفوقن على الذكور
لهذا فإن عدم التعليم هو سبب في الزواج المبكر فقط لدى الأسر التي لا ترسل بناتها للمدارس .
2- السبب الآخر للزواج المبكر هو العرف الإجتماعي فبنات العائلة اللاتي يطلبن للزواج في سن مبكرة يعتبر نقطة إيجابية في تقييم العائلة إجتماعيا .
3- الزواج المبكر للفتيات بالعرف الإجتماعي والديني القديم كان يعتبر حصانة للفتاة وعامل يبعد الفتاة عن احتمال الوقوع في ما يمس شرف وسمعة العائلة .
4- العامل الإقتصادي : البعض يلجأ لتزويج الفتيات في سن مبكر إما للتخلص من تكلفة معيشتهن أو لتحقيق فوائد مادية إذا كان الطرف الآخر غنيا .
طبعا هذه هي الأمور التي تتسبب في زواج القاصرات بعضها لم يكن موجودا في الفترة ما قبل الأزمة مباشرة وبعضها كان موجودا بنسب متفاوتة .
ولكن بعد الأزمة :
يعيش الناس في معاناة وازمات أين ما وجدوا وبنسب متفاوته ويعانون من :
1- عد الإستقرار .
2- عدم الأمن .
3- الوضع الإقتصادي المتردي بسبب إنقطاع موارد الرزق ( رواتب , زراعة , تجارة , عمل , سكن )
4- النزوح الداخلي , واللجوء الخارجي خلق أوضاعا مخيفة وعوامل تجعل الناس لا تشعر بأنها تعيش في بيئة متجانسة ولا تستطيع التحكم والسيطرة على مسار حياة أفراد اسرهم , في الماضي هناك عوامل عديدة تتضافر في تأمين الأمن الإجتماعي لأفراد الأسرة فتيات وفتيان فهناك عرف عام يحيط بالأسرة يشكل عامل وقاية ( الأعمام , الأخوال , الجيران , العشيرة , الزملاء , المدرسة , العرف العام ...الخ )
والآن دعونا نتصور على سبيل الإفتراض وضع عائلة ما نرمز لها ب س :
- العائلة كانت تعيش في منبت رأسها ولديها أولاد وبنات قصر في مرحلة التعليم الإبتدائي .
- رب العائلة متقاعد وبالإضافة لذلك لديه ارض يفلحها وامورهم المعيشية مستقرة .
- لديهم منزل ملك واسع يجعل حياتهم داخله مريحة .
- الأولاد والبنات في المرحلة الإبتدائية يذهبون للمدرسة .
لنتصور أن هذه العائلة إنتقلت للعيش في احد المخيمات سواء داخل البلد او خارجه فلنتصور الوضع الجديد :
- في رحلة النزوح لم تتمكن العائلة من اخذ اي شئ من متاعها معها .
- لا يوجد لديهم رصيد مالي كبير ودفعت اغلبه في رحلة النزوح حتى الإستقرار في احد المخيمات
- العائلة التي تتكون من 6 افراد تعيش في خيمة صغيرة واحدة في ظروف الصيف والشتاء والمطر والثلج , بعد ان كان كل فرد يعيش في غرفته الخاصة
- الجيران في الخيمة المجاورة يسمع كل كلمة وهمسة داخل خيمة الجار الآخر
- مصادر المياه والمراحيض بعيدة عن الخيم ......
- بيئة المخيم غير متجانسة وفيها الصالح والطالح , ومن مختلف البيئات والمنابت ولا يوجد عرف موحد ولا يوجد اي نوع من عوامل الحماية الإجتماعية , لا أخ ولا إبن عم ولا عشيرة ولا مدرس ولاشيخ عشيرة ؟
- المخيم هو مكان شبه إعتقال الدخول والخروج بإذن .
- المعاملة داخل المخيم إن كانت جيدة فالإنسان يحس بأنه عالة وأن الآخرين يتصدقون عليه وهذا يخدس إحساس وكرامة المرء , وإن كانت المعاملة سيئة فالإنسان يحس بالمهانة والعجز ولا شيء أصعب على النفس وخاصة الأحرار من الشعور بفقدان الكرامة .
- البنات والأولاد أصبحوا في سن المراهقة .
- لم تتح للبنات والاولاد الذهاب للمدارس , وإن أتيح لهم ذلك فتلك بيئة غير متجانسة وتحمل كثير من السلبيات .
- الأب المسكين والأم المنكوبة تجاوزت اعمارهم الستين من العمر يفكرون ليل نهار في مستقبل أبنائهم وبناتهم ويريدون أن يطمئنوا على مستقبلهم قبل أن يغادروا الحياة ؟
- إن أقرب ما يتبادر إلى ذهن الأبوين فيما يخص البنات هو تزويجهن باي حال من الأحوال لأن ذلك حصن للفتاة وهذا اهم شيء بالنسبة للعرف الإجتماعي السائد .
- الأمر بالنسبة للشاب أقل وطأة فيرى الأبوين أن الشاب الذي لايرتاد المدرسة وليس هناك عمل له ولديه كثير من الفراغ وأصحاب لا يدرون ماهم , ومن هم ويعيش داخل مخيم في واقعه شبه معتقل , هذا الوضع مدعاة للقلق للأبوين فيعتقدون أن زواج الشاب ربما يكون أداة حماية له , وبنفس الوقت كما هو حال جميع الآباء الشيوخ ( الكبار في السن ) يريدون أن يروا أحفادهم فليس هناك ما يسعد قلوب كبار السن من رؤية أحفادهم الصغار وكما يقول المثل ( ليس هناك اغلى من الولد إلا ولد الولد )
- الأشخاص الذين هذه هي اوضاعهم , وهذا هو موروثهم الثقافي , وليس لديهم اي إمكانات لمواجهة ظروفهم وآمالهم في التغيير محدودة إن لم تكن معدومة فماذا نقترح عليهم ؟
- واما الذين يعيشون في الغرب فحدث ولا حرج :
- تقمص قيم الغرب والبعد عن الرادع والرقيب الجمعي .
- القيم التي كان الأفراد يلتزمون بها في موطنهم كان إلتزام إملاء وليس قناعة
- في ظل النظم المتعلقة بالحرية وحماية القانون لها وعجزالآباء عن ممارسة الضغط على البناء .
- القيم الغربية التي يتعلمها الأبناء من المدرسة والشارع والمجتمع لا يمكن للأهل مقاومتها لا فكريا ولا عمليا في مثل هذه الظروف كلاجئين إنها حالة فصام جبرية .
- أنا لست من المؤمنين أو المناصرين للزواج المبكر ولكنني اما الوضع الذي وصفناه فإني اتوقف عن تأييد او رفض هذه الظاهرة .
- في النهاية أود ان يعلمنا الأخوة المهتمين ما هو السن الذي تعتبر فيه الفتاة قاصرة , والولد قاصر ( لأن المصطلحات لها تعريفات ومعاني متعددة )












 
التوقيع - المستشار

أنا من " آل منتدى البوخابور "


التعديل الأخير تم بواسطة المستشار ; 11-29-2019 الساعة 01:07 PM
  رد مع اقتباس