أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب ..
عجباً لي ولتركي وطناً فيه حبيبي !
وطناً فيه أناسي .. وبه مسقط رأسي ..
لست ما عشت بناسي .. لذة العيش الخصيب
بين أهل وقريب .. وصديق وحبيب ..
لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب ..
عجبا لي ولتركي وطنا فيه حبيبي ..
عجبا لي يا بلادي .. كيف ضيعتي رشادي !؟
لم أوفق في اجتهادي .. حين فارقت حماك
وتوطنت سواكِ .. بان لي قدر الغريب ..
لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب ..
عجبا لي ولتركي وطنا فيه حبيبي ..
أترى يذكر حبي ؟ أم سلا حبي لبُعدي ؟
ورأى في الناس بعدي .. من له مثل ولوعي
في هواه وخضوعي .. ووفائي لحبيبي !
لم أكن يوم خروجي من بلادي بمصيب ..
عجبا لي ولتركي وطنا فيه حبيبي ..
ان من عاش وحيداً .. عاش لا شك كئيباً
وإذا كان أديبا .. عاش مهموما مضاعاً
ينفق العمر التياعاً بين شوق ونحيب
للشاعر الليبي الكبير أحمد رفيق المهدوي