الموضوع: الكرمل يحترق
عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /12-06-2010   #1

منى

منى غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 205
 تاريخ التسجيل : Apr 2009
 المكان : espana
 المشاركات : 2,447
 النقاط : منى is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 18

افتراضي الكرمل يحترق

كرملنا» يعريهم من جديد


احتراق الكرمل الشامخ ورغم ما يثير في النفوس من غصة وألم.. إلا أن هذا المعلم الأزلي الرابض في قلب فلسطين، أبى إلا أن يعري رواياتهم وبدعهم ويكشف عجز قدرتهم على زحزحة الجبال، كما يدعون.

الكرمل كرملنا.. لا كرملهم.. هو كرمل عز الدين القسام ومحمود درويش وإميل حبيبي وكل شعب فلسطين.. فهل كان عليه أن يحترق ويلتحق برقع الرماد ليثبت لنا وللعالم أنه هو الأولى بنا وبحبنا.. ليثبت بأن الغطرسة أضعف من ألسنة النار.. وجبروته أقوى من كل الروايات المزيفة والغطرسة المصطنعة.

نعم نحن نحترق عندما يحترق الكرمل الذي ارتوى بعرق آبائنا وأجدادنا.. نتألم عندما يتألم الكرمل، فهو منحنا سر التألق والتشبث والبقاء وهو أحد الشواهد الشامخة على عروبة هذه الأرض.. وهو الجبل الذي شهد ترحيل شعبنا ومأساته الكبرى.. واليوم يشهد على سقوط الغطرسة والاستعلاء.

هذه التراجيديا أثبتت للقاصي والداني مدى الغطرسة التي يحياها حكام إسرائيل.. والكرمل عراهم وكشف عوراتهم أمام العالم.. فإسرائيل التي تمتلك ترسانة من معدات إشعال الحرائق تقف عاجزة عن إخماد حريق كاد يلتهم المدن والبلدات الرابضة في أحضان جبال الكرمل.. كل ذلك بفضل العجز والغطرسة الكاذبة.

وهنا من حقنا أن نسأل.. هل التهديدات الإسرائيلية المتكررة بإشعال فتيل حرب مع لبنان وإيران وغزة تمتلك الرصيد الكافي.. أم أنها تندرج في إطار "البروباغاندا" لا أكثر؟ فدولة عاجزة عن إخماد حريق بسيط بمقاييس الحرائق الحربية.. هي غير مهيأة وغير قادرة على تنفيذ غطرستها وتهديداتها المتكررة.. وعليها أن تسلك سلوكا آخر في التعامل والتعاطي مع شعوب ودول المنطقة.

العالم بأكمله هب لإخماد حريق الكرمل ليس حبا بنتنياهو أو ليبرمان.. بل من دافع إنساني بحت.. فتركيا التي تشهد علاقاتها توترا مع إسرائيل.. لم تتردد في تقديم يد العون حفاظا على الأرواح وتلبية لإنسانيتها.. لكن غطرسة نتنياهو جعلته يتردد بداية في قبول العرض التركي بالمساعدة!! لكنه قبل مرغما في النهاية.. العالم كله غمرهم بإنسانيته.. لكنني متيقن من أن هذه الإنسانية لن تبدل وتغير شيئا في عقيدتهم!

حتى في غمرة المأساة لم ترتدع الأصوات العنصرية.. وبدأت تبحث عن كبش فداء للتغطية على الفشل والعجز الذي يلفهم.. فمحاولة إلقاء التهمة على "مزبلة" بلدة عسفيا العربية هو الفشل والغباء بعينه.. واعتقال بعض المواطنين من بلدة دالية الكرمل هو إمعان في العجز والفشل.. عليهم أن يبحثوا عن المجرم الحقيقي في أروقة وزاراتهم وبين مسؤوليهم ووزرائهم الذين تناسوا بأن إشعال الحرائق يحتاج إلى معدات لإطفائها.. وبدلا من أن تتسلح دولتهم بأحدث المعدات الحربية.. كان عليهم أن يفكروا في كيفية إطفاء الحرائق!

العرب اون لاين



لكن الحقيقة السياسية التي نعرفها هي أنهم يتقنون إشعال فتائل وحرائق الأزمات ولا يجيدون إطفاءها.. هكذا يسلكون في التعاطي بالسياسة والتعامل مع الأزمات.













 
التوقيع - منى

[frame="8 80"]
لن ينكسر قارب الحياة على

صخرة اليأس مادام هناك

مجداف اسمه الأمل
[/frame]

  رد مع اقتباس