الصداقة شيء جميل والصدق فيها اسمى مايتمنى المرء،وقد قيل والله إنَّ عداوة العاقل لألذَّ وأحلى من صداقة الجاهل ، لأنَّ الصديق الجاهل يُدلُّ عليكَ بصداقته ، ويصليك بحرّ جهله ، والعدو العاقل يتحايل بعداوته ، ويُهدي إليك فضل عقله ومن نكد صداقة الجاهل أنك لا تستطيع مُكاشفتَه حياءً منه ، وإيثاراً للرعاية عليه ، ومن فضل عداوة العاقل أنك تقدر على مغالبته بكلِّ ما يكون منه إليك
وقيل لروْح بن زنباع : ما معنى الصديق ؟
قال : لفظٌ ... بلا معنى
وأنشد هلال بن العلاء :
لما عفوتُ ، ولم أحقد على أحدٍ ........أرحتُ نفسيَ من غمِّ العدواتِ
إنّي أُحيي عدوِّي عند رُؤيته .........لأدفعَ الشرَّ عنَّي بالتحياتِ
وأُظهرُ البِشْرَ للإنسان أبغضه......... كأنه قد ملا قلبي محبّات
والناسُ داءٌ ، وداء الناس قربهمو.... وفي الجفا لهمو قَطْعُ الأخُوّات
فلستُ أسلمُ ممّنْ لستُ أعرفه .......فكيف أَسْلَمُ من أهل المودّات
أَلقْىَ العدِّ بوجهٍ لا قُطوبَ به....... يكاد يقطرُ من ماء البشاشات
وأحزمُ الناس من يلْقى أعاديَهُ....... في جسمِ حقدٍ وثوْبٍ من مودّاتِ
شكرا لك اخي عبد السلام .