[بشار الدرويش]

أيها الأخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راعني مؤخرا تواتر الأخبار عن ظاهرة مخزية بدت مألوفة بعدما تبلد الحس بسبب تكرارها ألا وهي التفريط بأراضي القريه وخاصة موقعي الحاوي والنحامه من خلال بيعها لغرباء مشبوهي الأموال , واقول غرباء لأنهم حقا كذلك إذ لاانسجام لنا معهم ولا باي حال, فهؤلاء الأغراب تربوا على الهمجية والمشاحنات ولايمكن ان يرتقوا إلى مستوى الوئام والألفة السائدة بيننا نحن ابناء البوخابور وهذا تثبته الإحصائيات إذ لا ثارات ولا احتقانات , بينما يقوم عنصر من تلك القطعان بإطلاق النار الحي على احد موظفي الري من أبناء عمومتنا ابناء القريه
أين الأمان الذي كنا نشعر به على أعراضنا وارزاقنا في أرضنا خاصة - وهذا ليس سرا -ان المراة عندنا تساند اخاها الرجل في العمل الزراعي ورعاية الماشية وغيرها.
وإذا عدنا للوراء قليلا إلى الثورة الإشتراكية الأولى في سوريا أو سمها ماشئت يوم خاض آباؤنا واجدادنا صراعا مريرا مع الإقطاع واعوانه لانتزاع مايمكن انتزاعه من أرض أجدادنا وقد نجحوا وعضوا عليها بأسنانهم يوم كان استثمارها أمر من العلقم , مقابل اولئك الأجداد طالعنا جيل من المستهترين المفلسين يحاولون خرق السفينة التي نركب ويتشدق متمنطقا " ياأخي أرضي وأنا حر بيها"
ولهذا المفرط نقول كيف تكون هذه الأرض لك وانت لم تعرق ولم تدفع ولا " متليك" ثمنا لها ؟ ستقول يافيلسوف هذه الأرض آلت إلي إرثا من المرحوم والدي وانا أتصرف بالإرث تصرف المالك بملكه ومصلحتي تستدعي البيع إذ إني أمر بظروف صعبة و و و و .
ولقصٌر النظر هؤلاء نقول إن سوء تدبيركم اوصلكم إلى ماانتم عليه من سوء الظروف التي تدعون كما ان هذه الأرض ورثتموها عن آبائكم فمن سمح لكم ان تحرموا أبناءكم منها, بل سيلعنك أبناؤك غدا عندما يعجزوا عن تأمين أرض لبيت يؤيهم , إنك يافهيم ينطبق عليك قول الشاعر أو مامعناه ومن آلت إليه البلاد بغير حرب يهون عليه تسليم البلاد.
ياجماعه الأمر ليس فلوس وبس , فلو كان كذلك فليتاجر من يريد بالرقيق الأبيض فلربما المردود أكبر, فالأرض كالعرض , وإلى اللواتي يضغطن على إخوتهن ويضطررنهم للبيع بدعوى نريد حقنا من الأرض " ومحنا مستفيدين من هالقاع" وما إليه من الكلام الفارغ أقول إتقين الله ولاتجرن وبالا على غيركن , أيهون عليكن ان يأتي همجي غريب ليجاور اخواتكن من بنات القريه
إن الأمر محزن ومخز حقا وخاصة عندما ينطلق من ذكور يعدون انفسهم متعلمين متنورين, و جل هؤلاء يسكنون خارج القريه في الدير أو المحافظات أو ربما خارج القطر وأقول مع احترامي لكل مغترب لم يذوب لاباس بغربتكم وشقوا طريقكم حيث انتم ونود سماع اخبار طيبة عن كل واحد منكم و كونوا كمغتربي دير عطيه وإذا لم تسمح إمكاناتكم فمعذورون أما ارضكم فهي هويتكم وهي رمز انتمائكم للقرية التي طالما تفاخرتم انكم تنتمون إليها ولاسبيل ان تنكروا اصلكم فالمجتمعات الأخرى تعاملكم على انكم لستم منهم عندما يجد الجد بتزويج بناتكم مثلا. غامروا وتاجروا حيثما انتم و لتبق أرض القرية بيت الأمان للجميع إذ مايدريك ماسيحصل غدا فكما تلاحظون منطقتنا العربيه مستهدفه بل هي على كف عفريت فماذا جنى الذين باعوا أوطانهم غير التشرد والعوز والمهانه وللحديث بقيه

هذه مشاركة المهندس عثمان السيدي في موضوع سابق ..