دائما ماكانت تبهرني الصحف العربية بمصداقيتها العالية وحياديتها و هي تنشر نبأ موت بطة المستشار الألماني السابق بسبب تشمع في الكبد أو حين يتصدر نبأ وفاة المغفور لها قطة ابنة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش صفحاتها الأولى...
وتعجبني الصحف العربية حين تُسرفُ في الحديث عن الجنازة المهيبة التي أقامها أحد الملوك (لكلبه) الذي توفي أثر صراع طويل مع المرض،
ولا أخفيكم بأن الغبطة قد أصابتني حين وجدت إحدى الصف قد افردت ثلاث صفحات كاملة مع شبكة مراسلين غطوا الولايات الأمريكية كافة ليتفردوا بالسبق في طرح أخر مستجدات الوضع الصحي للذُبابة التي حاول الرئيس الأمريكي أوباما أن يقضي عليها حينما كان يجري مقابلة في لقاء متلفز، و كيف أن جمعيات الرفق بالحيوان الأمريكية طالبت الرئيس بالاعتذار لمجتمع الذباب و ألحت عليه أن يذهب شخصيا لزيارة الذبابة في المستشفى حاملا معه باقة ورد لعل الذبابة ترضى
بينما قامت إحدى الصحف الأخرى المنافسة بتكذيب خبر زيارة أوباما للذبابة وأكدت أن محامي الرئيس أوباما قام برفع دعوى قضائية ضد الذبابة بتهمة التسلل إلى البيت الأبيض و التخطيط لعمل إرهابي في حين تصر صحف أخرى تُعنى بالتحليلات الأمنية و التحقيقات الكبرى ولها مركز دراسات شهير على الاعتقاد بأن الذبابة المزعجة قد تكون من أصول عربية !
ولن أنسى إهتمام الجرائد بحادثة الحمار الذي مثل أمام القضاء في أحد دولنا العربية لوقوفه المتعمد أمام سيارة أحد المسؤولين الكبار في الدولة .
و كيف أن حالته النفسية إثر محاكمته لا تسمح بأن يقوم بعقد مؤتمرات صحفية أو التحدث إلى الإعلاميين و لا التقاط الصور
وكذلك ولن يفوتني تناول صحفنا لمعضلة القط البريطاني الذي صنف على أنه أسمن قط في العالم وكيف أستطاع هذا القط أن يفقد عشرات الأرطال خلال فترة وجيزة وكيف أنشغلوا بنوع الحمية التي أتبعها القط لكي ينجح في الوصول إلى ماهو عليه الأن وكيف حاول منتجوا برنامج " الرابح الأكبر " أن يتفاوضوا معه كي يقوم بتدريب أو إسداء النصائح للمتسابقين في البرنامج ..
ولم تغفل صحفنا العربية عن أخبار دجاجة إحدى الممثلات الأمريكية التي كسرت ساقها أثناء ممارسة الرياضة الصباحية وكيف أنفقت صاحبتها مبلغ 1200 دولار لعلاج رجل الدجاجة ..
صحفنا العربية جبارة حقاً
وإن كان لي بعض العتب عليها كيف تجاهلت نبأ الفراشة التي جاءت أمس لتسرق الرحيق من الأزهار التي في شرفتي ، ولم تتحدث عن جرأة ووقاحة الدودة التي وجدتها في تفاحة كنت أنوي أكلها وكيف هددتني وتوعدتني بمقاضاتي وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن لأني حطمت بيتها بقضمة واحدة ...
بصراحة ما كان ينبغي لصاحبة الجلالة أو السلطة الرابعة أن تهمل أنباء كهذه..
هل تعلمون وإن حدث أن عطفت علي إحدى الصحف العربية وتكرمت علي بجعلي مراسلا لديها سوف لن أتوانى لحظة واحدة في جمع أنباء مثيرة و هامة من قلب حدائق الحيوانات في العالم كله .