والله أجمل ما سمعت ولو أنها غير مناسبة هي أبيات لأبي النواس عندما بعث بإحدى الجاريات تستعطف محبوبته وكان تحضر في بيت أحد الرجال الذي قد توفوا فاسترق النظر لداخل البيت فرأى من حالها ما لايسر فاقرض قائلاً :
ياقمراً أبصرت في مأتم يشجو ميتاً بين أتراب
دعي ميتاً حلّ في حفرة وابك قتيلاً لك في الباب
فما أن سمعت المرأة بقول إبن النواس حتّى أهالت من السباب المقذع الذي تدنى له الجباه وتخجل منه أياهم ( جمع أيهم )الرجال ، فما كان من ابن النواس حين سمع بالسُّباب إلا أن قال :
أتاني عنك سبّك لي فسبّي
أليس جرى بفيك اسمي فحسبي
أسمعتم بمجنون أكثر من ابن النواس