سلوك الإنسان منه ماهو شخصي ومنه ماهو إجتماعي .
هناك تصرفات شخصية تتعلق بالإنسان لا يتأثر بها غيره ( وهذا ما يعبر عنه بالخصوصية ) ولكن مفهوم الإستقلالية الفردية يختلف من مجتمع إلى آخر فما يعتبر في مجتمع ما شأنا شخصيا ربما ينظر إليه في مجتمع آخر أنه شأن عام .
وهناك تصرفات أو سلوك من الأفراد يؤثر في المجتمع ويتأثر به وهذا ما يطلق عليه السلوك الإجتماعي .
في المجتمعات الغربية تشكل الخصوصية الفردية مساحة كبيرة في ثقافة وعرف المجتمع .
بينما في مجتمعاتنا فتضيق تلك المساحة حتى يكاد لا يكون هناك خصوصية في المجتمعات المغلقة والقبلية والريفية , وهذا يشكل مشكلة حقيقية وكثيرا من المشاكل تنشأ بسبب إنحسار وتقلص ما يسمى الخصوصية , فالناس تتدخل فيما يعنيها وفيما لا يعنيها , وتنظر , وتنصح , وتقيم , وتمتدح , وتنتقد , وتحدد ما يجب وما لا يجب في حياة الأفراد وهذا هو سبب التوتر الدائم بين الأفراد في مثل تلك البيئة .
وهناك مشكلة لها إرتباط وثيق بهذه الفكرة وهي السماح للآخرين في التدخل بما يراه الإنسان أنه من خصوصياته , أو الإهتمام الشديد بما يقوله الآخرون , أي أن كثيرا من الأشخاص يضبطون إيقاع حياتهم وسلوكهم وفق ما يريده الآخرون وكثيرا ما نسمع عبارة " لا نستطيع أن نفعل ذلك أين نذهب من كلام الناس "
كلام الناس , السيف المسلط على رقاب العباد .
الناس في المجتمعات المغلقة لا يرضون سواء تصرفت وفق ما يريدون , أو تصرفت بما تراه أنت صحيحا فالنتيجة واحدة .
بالنسبة لي فأنا أتصرف وفق قناعتي ولا أسمح أبدا بالتدخل فيما أعتبره شأنا خاصا من أي كان , وأنا على يقين كما تقول الأغنية
" كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر "
شكرا لك إبنة الأخ آرام على طرح هذا الموضوع الذي له جوانب وزوايا متعددة يمكن تناوله من خلالها وقد تحدثت من منظور شخصي عن أحد تلك الزوايا , وأود توجيه نصيحة لنفسي أولا ولجميع الأخوة والأخوات أعضاء منتدى البوخابور أن ننتبه لهذا الجانب من علاقاتنا من خلال المنتدى وإحترام خصوصيات الأعضاء وعدم التدخل بها لأن ذلك يفسد الجو الرائع الذي يسود منتدانا , وأن تبقى علاقاتنا تتصف دائما بالروح الإيجابية التي تجمع ولا تفرق , التي تزيد الود والترابط ولا تكون سببا للتفكك وزرع المشاعر السلبية في النفوس .