عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /01-16-2011   #27

القيصر
التميز الحقيقي

الصورة الرمزية القيصر

القيصر غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 644
 تاريخ التسجيل : Apr 2010
 المشاركات : 1,245
 النقاط : القيصر is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 16

مزاجي:
افتراضي

الفصل السابع

1
عدت إلى البيت فوجدت السيدة دين كالثروب جالسة تتحدث مع جوانا . بدت لي كئيبة ومريضة . قالت : " لقد كانت هذه صدمة مروعة لي يا سيد بيرتون , مسكينة , مسكينة . "
قلت : " نعم , إنه لشيء مروع أن تفكري في يقوده أحدهم إلى الإنتحار . "
" أوه , أتقصد السيدة سيمنجتون ؟ "
" ألا ترين أنت ذلك ؟ "
هزت السيد كالثروب رأسها قائلة : " بالطبع إن المرء ليأسف عليها , ولكن ذلك كان سيحدث على أية حال , أليس كذلك ؟ "
قالت جوانا بجفاء : " سيحدث ؟ "
التفتت دين كالثروب إلى جوانا .
" أوه , أعتقد ذلك يا عزيزتي . إذا كان اانتحار وسيلة لهروبك من المشاكل فلا يهم كثيراً نوعية المشكلة التي أدت إلى ذلك . فلو أنها واجهت صدمة كبيرة , لارتكبت نفس الفعلة . إذن فالمهم أنها كانت من هذه النوعية من النساء اللاتي يبغضهن الجميع , فقد كانت أنانية وغبية ومتشبثة بالحياة . يخيل لمن يراها أنها ليست من النوع الذي يحزن الإنسان من أجله ـ ولكنني بدأت أدرك كم كنت لا أعرف الكثير عن الآخرين . "
قلت معلقاً : " ولكنني ما زلت أشعر بالفضول لمعرغة من تقصدين بقولك (( مسكينة )) . "
أخذت تحدق إلي ثم قالت : " إنها المرأة التي تكتب الرسائل بالطبع . "
قلت بجفاء : " لا أعتقد أن مثل هذه المرأة تستحق أي تعاطف . "
مالت السيدة دين كالثروب للأمام . ووضعت يدها على كبتها قائلة : " لكن ألا تفهم ـ ألا تشعر ؟ استخدم خيالك . فكر في مدى الإحباط والتعاسة التي يعاني منها قطعاً كل من يكتب هذه الأشياء . كم هي وحيدة ومنعزلة عن الآخرين ! تتجرع السموم واحداً تلو الآخر ولا تجد متنفساً لها إلا بهذه الطريقة . لذا فإنني أشعر بتأنيب الضمير , لأن في هذه البلدة من يعيش في كل هذه التعاسة , ولا أعرف عنه شيئاً كان لابد أن أعرفه . يمكنك تغيير مجرى الأحداث , لا أفعل ذلك أبداً . ولكن الشعور بالتعاسة أشبه بذراع متعفنة , انتفخت وأسود لونها . ولو أحدثت فيها ثقباً وتركت السم يتدفق لتخلص من كل سمومها دون أن يصيبها بأذى . نعم , إنها مسكينة , مسكينة . "
نهضت وهمت بالمغادرة .
لم أكن متفقاً معها في الرأي . فلم أستطع أن أكن أي نوع من التعاطف مع كاتب رسائلنا المجهولة أياً كان ما به , ولكنني سألت بفضول : " سيدة كالثرب , ألديك أية فكرة عن هوية كاتبة الرسائل ؟ "
نظرت إلي بعينيها الصغيرتين المرتبكتين قائلة : " حسناً , أستطيع أن أخمن . لكنني قد أكون مخطئة , أليس كذلك ؟ "
وفيما كانت عند الباب مستعدة للخروج , استدارت لتسأل : " أخبرني , لماذا لم تتزوج إلى الآن يا سيد بيرتون ؟ "
لو أن شخصاً آخر هو من طرح هذا السؤال لقلت أنه وقح . ولكنك تشعر بأن الفكرة قد طرأت فجأة على ذهنها وأنا أرادت حقاً أن تعرف .
قلت مستجمعاً قواي : " هل يمكن القول أنني لم أقابل المرأة المناسبة ؟ "
قالت السيدة كالثروب : " يمكننا قول ذلك , ولكنها ليست بالإجابة السديدة , لأنه من الواضح أن الكثير من الرجال تزوجوا من نساء غير مناسبات ؟ "
في هذه المرة غادرت بالفعل .
قالت جوانا : " إنني أظن أنها مجنونة حقاً , ولكنني أحبها , إن الناس في القرية هنا يخشونها . "
" وهكذا أنا , إلى حد ما . "
" ألأنك لا تستطيع توقع تصرفاتها ؟ "
" نعم , بالإضافة إلى تخميناتها الغريبة . "
قالت جوانا ببطء : " هل تعتقد أن كاتب هذه الرسائل تعيس حقاً ؟ "
" لا أعرف ما الذي تفكر فيه أو تشعر به هذه الشيطانة اللعينة . فهذا لا يعنيني شيئاً . ولكن ضحاياها هم الذين آسف عليهم . "
بدا لي غريباً الآن أن تحليلنا لعقلية صاحب القلم المسموم أهمل أوضح الجوانب . فقد تصورت جريفيث أنه ربما تكون مبتهجة , بيسنما تخيلتها أنا نادمة ـ مذعورة مما جنت يداها . أما السيدة كالثروب فترى أنها تشعر بمعاناة شديدة .
غير أن رد الفعل الحتمي والواضح الذي نفكر فيه ـ أو بالأحرى لم أفكر أنا فيه ـ هو الخوف .
فبعد موت السيدة سيمنجتون , انتقلت الرسائل من فئة إلى أخرى . لا أعرف الموقف القانوني بالضبط ـ وإن كنت أعتقد أن سيمنجتون يعرف , ولكن من الواضح أنه مع موت شخص بفعل أحد هذه الرسائل , فقد أصبح موقف كاتبة الرسائل أكثر خطورة . فما لا شك فيه أنه إذا ما تم اكتشاف هوية كاتبة الرسائل المجهولة فلن يؤخذ الأمر على أنه مجرد هزل . وقد نشطت الشرطة وتم استدعاء خبير من سكوتلانديارد . وعلى هذا أصبح من الضروري على كاتبة الرسائل المجهولة أن تظل مجهولة .
ومع التسليم بأن الخوف هو الرد الأساسي , فإن ثمة أشياء قد تترتب عليه . ومع أنني أجهل ماهية هذه الأشياء , إلا أنني واثق من أنها ستحدث .
2
نزلت أنا وجوانا لتناول الإفطار في وقت متأخر من صباح اليوم التالي , وذلك التأخير لا يتناسب مع عادات سكان لايمستوك . فقد كانت الساعة التاسعة صباحاً , وحينما كنا في لندن كانت جوانا في تلك الساعة تفتح عينيها بالكاد , بينما أكون أنا لا أزال غارقاً في النوم . ومع ذلك فحينما قالت بارتريدج : " موعد الإفطار في الساعة الثامنة والنصف , أم التاسعة ؟ " لم أقو أنا ولا جوانا على اقتراح تأخيره ساعة أخرى .
وقد شعرت بالضيق حينما رأيت إيمي تتحدث مع مجان عند عتبة الباب .
وكعادتها أطلقت للسانها العنان عند رؤيتنا .
" مرحباً أيها الكسالى ! لقد استيقظت منذ ساعات . "
لقد كان هذا بالطبع شأنها وحدها . فعلى الطبيب أن يتناول إفطاره مبكراً , وعلى الأخت الوفية أن تصب له الشاي , أو القهوة . ولكن لا عذر لها في المجيء وإزعاج الجيران النائمين , فالتاسعة والنصف ليست بالموعد المناسب للزيارات الصباحية .
عادت ميجان إلى غرفة الطعام لإكمال إفطارها الذي ـ حسبما أعتقد ـ قطعته عليها إيمي .
قالت إيمي جريفيث : " من المناسب ألا أدخل . " ـ على الرغم من أنني لا أدري ما الذي يجعل إجبار الناس على المجيء والتحدث معهم على عتبة الباب أكثر ميزة من التحدث معهم داخل البيت . واصلت حديثها : " لقد أردت فقط أن أطلب من الآنسة بيرتون إذا كان لديها أية خضروات فائضة أن ترسلها إلى جمعية (( رد ستول )) على الطريق الرئيسي . إن كان الأمر كذلك , فسأبلغ أوين ليأخذها بسيارته . "
قلت : " لقد استيقظتِ مبكراً , وتتجولين مبكراً . "
قالت أيمي : " البركة في البكور كما يقولون . كما أن فرصتي أكبر في إيجاد الاس في هذا اليوم . سوف أذهب إلى السيد باي , ثم إلى برينتون عصر اليوم . "
قلت : " إن نشاطك يشعرني بأنني متعب جداً . " وفي تلك اللحظة دق جرس الهاتف فعدت للردهة للرد عليه , تاركاً جوانا تتمتم بشك على البازلاء والفاصوليا الفرنسية مظهرة جهلها بخضروات الحديقة .
قلت في الهاتف : " مرحباً . "
جاءني صوت مرتبك .
على الطرف الآخر من الخط كان هناك من يلتقط أنفاسه بارتباك ثم سمعت صوتاً أنثوياً يبدو عليه التشكك : " أوه ! "
قلت مرة أخرى مشجعاً : " مرحباً . "
قال الصوت مرة أخرى : " أوه ! " ثم تساءلت بارتباك : " هل هذا ـ أقصد ـ هل هذا منزل ليتل فيرز ؟ "
" نعم , هو ليتل فيرز . "
" أوه . " بدا لي أن هذه الكلمة لابد أن تأتي في افتتاحية كل جملة . تساءل الصوت بحذر : " أيمكنني محادثة الآنسة بارتريدج لدقيقة واحدة فقط ؟ "
قلت : " بكل تأكيد , أقول لها من ؟ "
" أوه , قل لها آجنس وودل . "
" آجنس وودل ؟ "
" نعم . "
مقاوماً إغراء أن أقول : " دونالد دك يتحدث معك . " وضعت سماعة الهاتف وصحت منادياً على بارتريدج في الطابق الثاني حيث كنت أسمع تحركاتها في الطابق الثاني .
" بارتريدج ! بارتريدج ! "
ظهرت بارتريدج أعلى السلم وبيدها ممسحة طويلة وفي عينيها نظرة تقول : " ما الأمر الآن ؟ " ؛ تلك النظرة التي تطل من خلف أسلوبها المهذب .
"نعم , سيدي . "
" آجنس وودل تريد الحديث معك على الهاتف . "
" معذرة يا سيدي . "
رفعت صوتي قائلاً : " آجنس وودل . "
" آجنس وودل ـ ماذا تريد الآن ؟ "
متخلية عن هدوئها , ألقت بارتريدج الممسحة وهرولت على السلم , حتى أن رداءها كان يُسمع له صوت لشدة اهتياجها .
ولكي لا أتطفل عليها عدت إلى غرفة الطعام , حيث وجدت ميجان تتناول إفطارها بنهم . وعلى العكس من إيمي جريفيث فلم تكن ميجان تبدي " وجهاً صبوحاً مشرقاً" , حتى أنها ردت علي تحية الصباح بتجهم , ثم تناولت طعامها في صمت .
فتحت جريدة الصباح وبعد دقيقتين أو ثلاثة دخلت جوانا وهي تبدو مشتتةً بعض الشيء .
قالت : " ووه ! لقد تعبت . أعتقد أنني كشفت عن جهلي التام بزراعة الخضراوات . ألا توجد فاصوليا في هذا الوقت من العام ؟ "
قالت ميجان : " في أغسطس . "
قالت جوانا : " حسناً , إن المرء يتطسع في لندن أكلها في أي وقت . "
قلت : " إنها معلبة , يا جميلتي الحمقاء , وجاءت لنا مجمدة على سفن من أقصى البلاد . "
سألت جوانا : " مثل العاج والأبنوس والطواويس ؟ "
ثم قالت متفكرة : " لكم أحب أن يكون لدي طواويس . "
قالت ميجان : " أما أن فأحب أن يكون لدي قرد . "
قالت جوانا وهي تقشر برتقالة : " إنني أتساءل كيف يكون شعوري لو كنت مثل إيمي جريفيث المفعمة بالصحة والحيوية والاستمتاع بالحياة . أتعتقدون أنها شعرت من قبل بالتعب , أو الاكتئاب ـ أو الحزن ؟ "
قلت إنني متأكدة من أن إيمي جريفيث لم تحزن يوماً , ولحقت بميجان عند الشرفة .
بينما أنا واقف أدخن غليوني سمعت بارتريدج تدخل حجرة الطعام قادمة من الردهة وسمعتها تقول بتجهم : " أمكن أن أتحدث معك لدقيقة يا سيدتي ؟ "
تمنيت ألا تبدي بارتريدج ملحوظة بأن إيميلي بارتون ستتضايق منا إذا فعلنا كذا وكذا .
واصلت بارتريدج حديثها : " يجب أن أعتذر يا سيدتي عن اتصال أحدهم بي هنا . أقصد أن الفتاة الصغيرة كان ينبغي أن تنتهج سلوكاً أفضل , فأنا لم أعتد على استخدام الهاتف ولم أسمح لإحدى صديقاتي بالاتصال بي هنا . وأنا آسفة جداً أن تصادف وتلقى سيدتي المكالمة . " قالت جوانا مهدئة إياها : " لماذا ؟ لا بأس بذلك إطلاقاً , لماذا ينبغي على صديقاتك ألا يتصلون بك إذا أرادوا محادثتك ؟ "
شعرت بأن وجه بارتريدج ـ وإن كنت لا أراه ـ قد أصبح أكثر صرامة وهي تقول : " إن مثل تلك الفعلة لم تحدث إطلاقاً في هذا البيت . ولم تكن الآنسة إيميلي بارتون لتسمح بذلك أبداً . وكما قلت فإنني آسفة على حدوثه , ولكن آجنس وودل التي فعلت هذه الفعلة كانت قلقة وهي صغيرة جداً أيضاً ولا تعرف السلوكيات اللائقة في بيوت السادة . "
قلت بيني وبين نفسي سعيداً : " هذه ضربة يا جوانا . "
واصلت بارتريدج : " إن المتصلة تدعى آجنس , يا سيدتي , وقد اعتادت على العمل هنا تحت إشرافي . كانت تبلغ 16 عاماً عندئذٍ , وقد جاءت إلى هنا من الملجأ مباشرة . ولأنه لم يكن لديها بيت , أو أم , أو أي من الأقارب يقدم لها النصيحة , فقد اعتادت اللجوء إلي لأقدم إليها النصائح . "
قالت جوانا : " ثم ماذا ؟ " قد كان واضح أن هناك المزيد من الكلام .
" لذا فإنني أتشجع لأسألك ما إذا كان من الممكن أن تسمحي لآجنس بأن تأتي إلى هنا وتتناول الشاي معي بعد الظهر في المطبخ . فاليوم هو عطلتنا , وكما ترين فهناك شيء يقلقها تريد استشارتي فيه , ولم أكن لأجرؤ على طلب شيء كهذا في الأحوال العادية ."
قالت جوانا مرتبكة : " ولكن لماذا ينبغي ألا يأتي أي أحد لتناول الشاي معك ؟ "
انتصبت بارتريدج عندئذٍ , هذا ما قالته جوانا فيما بعد , وبدت متحفزة وهي ترد قائلة : " لم نعتد على ذلك في هذا البيت يا سيدتي , فلم تسمح السيدة بارتون أبداً بقدوم زوار إلى المطبخ , فيما عدا يوم إجازتنا , وفي ذلك الوقت كانيُسمح لنا بقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء بدلاً من الخروج , ولكن بخلاف ذلك , في الأيام العادية , لم يكن يُسمح باستقبال أي زوار . وتحافظ الآنسة إيميلي على هذه القواعد القديمة . "
إن جوانا متلطفة جداً مع الخدم ومعظمهم يحبونها ولكنها لم تستطع إذابة الجليد بينها وبين بارتريدج .
قلتُ عندما ذهبت بارتريدج وانصممت لجوانا بالخارج : " لا فائدة يا عزيزتي , فإن عاطفتك ولينك لم يقابلا بالتقدير . فالقواعد القديمة المتكلفة تتناسب مع بارتريدج ولابد من اتباع السلوكيات اللائقة في بيوت السادة . "
" لم أسمع عن مثل هذه الغطرسة من قبل , كيف لا يسمحون لهم برؤية أصدقائهم ؟ حسناً يا جيري , ولكنهم لا يمكن أن يحبوا معاملتهم كالعبيد . "
قلت : " من الواضح أنهم يجبون هذه المعاملة , على الأقل بارتريدج . "
" لا يمكنني تخيل سبب بغضها لي , بينما معظم الناس يحبونني . "
" ربما تبغضك لأنك ربة منزل غير قديرة , فأنت لا تمررين يديك على الأرفف لتعرفي إن كان بها بقايا أتربة عالقة كما أنك لا تنظرين تحت السجاد , ولا تسألين عما حدث لبقايا كعكة الشيكولاتة , ولا تطلبين أبداً كريم الخبز اللذيذ . "
قالت جوانا : " أوه ! "
ثم استطردت بحزن : " لقد فشلت في كل شيء اليوم , فقد احتقرتني إيميلي جريفيث لجهلي بمملكة الخضروات , وازدرتني بارتريدج لمعاملتي لها بإنسانية . يجب أن أذهب الآن إلى الحديقة وآكل الدود . "
قلت : " إن ميجان هناك بالفعل . "
كانت ميجان تتجول هناك منذ بضع دقائق , وهي الآن تقف بلا هدف وسط العشب مثل طائر متأمل ينتظر طعامه .
غير أنها جاءت إلينا وقالت بعصبية : " أعتقد أنني يجب أن أعود إلى المنزل اليوم . "
قلت مستاءً : " ماذا ؟ "
واصلت كلامها بوجه تكسوه الحمرة , ولكنها كانت تتحدث بعزم وتصميم : " لقد كنتم في غاية الكرم معي وأعتقد أنني كنت مصدر إزعاج لكما , لكنني استمتعت برفقتكما كثيراً , وعلي أن أغادر الآن , لأنه منزلي على أية حال ولا يستطيع المرء أن يبتعد عن منزله للأبد , لذا أعتقد أنني سأغادر هذا الصباح . "
حاولت أنا وجوانا إثناءها عن رأيها , ولكنها كانت مصرة , وأخيراً أخرجت جوانا السيارة وصعدت ميجان للطابق العلوي,وهطت بعد بضع دقائق وهي تحمل متعلقاتها .
كانت بارتريدج الشخص الوحيد الذي بدا سعيداً , فقد كانت ترسم ابتسامة على وجهها المتجهم , حيث إنها لم تحب ميجان أبداً .
كنت أقف في وسط العشب عندما عادت جوانا .
سألتني إذا كنت أعتقد أنني ساعة شمسية .
" لماذا ؟ "
" لأنك تقف مثل تمثال الحديقة , غير أننا لا نستطيع أن نضع عليك المؤشر الذي يحدد الساعات الشمسية . لقد كنت متعكر المزاج . "
" إنني في حالة مزاجية سيئة . فقد استيقظنا على صوت إيمي جريفيث . " تمتمت جوانا : " يا إلهي ! أكان علي أن أتحدث عن تلك الخضروات ! " . وأضفت : " ثم غادرتنا ميجان , وقد كنت أنوي التريض بصحبتها حتى ليج بوتر . "
قالت جوانا : أعتقد أنك كنت ستأخذ معك طوقاً وحبلاً . "
" لماذا ؟ "
كررت جوانا جملتها بصووت مرتفع بينما استدارت نحو ركن المنزل متجهة إلى حديقة المطبخ : " لقد قلت : ( أعتقد أنك ستأخذ معك حبلاً وطوقاً ؟ ) لقد فقد السيد كلبه , وهذا ما يضايقك . "
3
يتبع............











 
التوقيع - القيصر

http://up.arab-x.com/Oct11/4rc41652.gif

  رد مع اقتباس