يكفينا متاجرة بالرجل .....
فبعض القصائد قد كتبت بالدم، وكانت سبباً في اندلاع الحروب ، وقد كتب فيه الشعراء ما شاؤوا ومالم يكن في حساب الشعراء .
أما أن نركّز على نزار قباني ونحاول دائماً الإضاءة في ظلامه ( كما قال الأخ بشار الدرويش ) فهو ظلم من نوع جديد .
أنا الآن مستعد أن أكتب قصيدة أروي فيه أقبح المشاهد وأضمنها أقذر الكلمات وأصورها وأنشرها، ويوم أو يومين أصبح شاعر المجون وأمجن الشعراء في يوم واحد لماذا ؟؟!!
نزار كتلة شعرية نضحت بالالتزام والوطنية والمرأة والجمال ،كتب في السياسة لأنّ زمانه زمن الخضّات السياسية ،وكتب في الجمال فهي ضالة الشباب شاء من شاء وأبى من أبى، وكتب في المرأة كتابة تعبّر عن زمانه ، فالمرأة في ذاك الزمان كانت متفلّتة خرجت من عباءة الفرنسة " بُعيد الاحتلال الفرنسي " ومن عباءة الحريات الرأسمالية التي حلّت محل الاحتلالات والانتدابات الأجنبية ،وكتب بالالتزام الذي شكلّ ردة فعل طبيعية على التخبّط السياسي في زمانه، وكتب في أبيه فأبيه شخصية وطنية من أبناء دمشق وعائلة قباني أشهر من تذكر ، وكتب في أخته التي رحلت، وكتب في الشعر ، وكتب في الأماكن، وكتب في كلّ شيء، وكتب في المرأة لأنّه رجل .
نقيّمه كدين ومعتقد، فأظنّ أنّه له ربّ عليم حكيم هو أعلم بخلقه من خلقه.
ولد في دمشق ودفن في دمشق.