عندما يحاولون الإرتقاء إلى سدرة المجد .....
يأتونك طائعين .. طيبين ... يقطر عسل الوعود من ألسنتهم ...
يصبح الجميع ... أقاربهم ؟؟ ينسبون أنفسهم لأكثر العشائر عددا .. وعزوةً .. و .. و..
يحملون بأيديهم عصي السحرة .. ويلقونها أمام الجماهير ... فإذا هي ... خشبة كاذبة !!
إنهم الساعون المهرولون للتعربش في أذيال القافلة البرلمانية ....
حفلات ... وولائم ... وزيارات ... وهدايا ...
تبنى الخيام العربية وتدار الأسماط ... وتفوح رائحة الهيل والقهوة المرّة ...
وتنهال سيول الكلمات المنمقة والمدهونة بألوان المعاني المبطنة برغبة جامحة
للحصول على كرسي أحمر في مجلس الشعب ...
تتعلق عيوننا بشفاههم ... وأدمغتنا بما يرسمونه من أمنيات ...
اللللللللللللللللللللللللله ... مااكثر مايرسمون من أمنيات ..
نركض كاطفال فرحين بالعيد ونجمع لهم الأصوات ....
هؤلاء هم العرّابون ...
هم من سيمثلوننا أمام مجلس الوزراء ....
هم من سيوصلون رغباتنا و احتياجاتنا وماينقص مدينتنا ....
هم وهم وهم ... وينجح المرشحون ويتعالى إطلاق الرصاص والزغاريد
فرحا ً وبهجة ً .... لقد أصبح لدينا في السرب خيال ...
وتمضي برهة من الزمن ... ويعتلي الخيال مهرته السوداء اللامعة ..
ذات الزجاج المظلل .. لكي لايراه الحاسدون ... لقد أصبح مسؤولاًً
ولديه مهاماً جسيمة ً ولكنها ... تعنيه وحده ... وتصب في بوتقة مصالحه
الخاصة جدا ً ...
هو يأتي للمحافظة بسيارنه الفارهة بسرعة تمنعه من رؤية طريق الموت
بين دمشق ودير الزور ...
ذلك الطريق الذي افترس صدورنا من الرعب والتهم خيرة شبابنا وشاباتنا
بل إنه مفجوع مفجوع .. قضى على عوائل بأكملها ...
هذا الذي لهثنا طويلا لنوصله إلى دار البرلمان ونجلسه على مقعد المخمل
الأحمر ... لو أصابه صداع .. لن يذهب إلى المشفى الحكومي لأنها
ستصيبه بالتقزز .. حيث لاتدفئة مركزية ... ولا أسرة وثيرة ناعمة
ولا أجهزة طبية تصور رأسه المثقل بالأنانية وذاكرته الممسوحة من التفكير
بالآخرين .... لم يعد بحاجة إليهم .. فقد وصل .. وحان موعد القطاف قبل نهاية الموسم
سوف لن يمر من الطرق التي تحولت إلى بقايا نخور داخل المدينة
لأنه يتجنب أن يصيب الغبار سيارته العروس ...
سوف يبتعد عن زحمة السوق لكي لاتؤذي عينيه مناظر العمال الذين
جلسوا واهنين على الأرصفة بانتظار من يرممون له مجاري منزله التي
أكل عليها الدهر وشرب ....
سوف لن يمر على مديرية الشؤون الإجتماعية والعمل لأنه سيشعر بالحرج من
منظر المتراكمين الذين أخفيت ملفاتهم بحجة انتهاء صلاحيتها وآخرين
دفعوا للحصول على وظائف متجاوزين من قبلهم بسنوات ....
لماذا يا أبناء محافظتنا يجري الدم الأسود الفاسد في عروقكم ؟؟؟
يالفجيعة أمهاتكم !!!
أولم يرضعنكم لبنا ً نقياً ؟؟؟ بلى ولله .... ولاتزر وازرة وزر أخرى !!
أولم يمنحكم وطنكم ثقته ؟؟
أولن تمنحكم هذه الأرض الطاهرة خبزاً ؟؟
أو لم تشربون عذب مائها وتستنشقون هوائها ؟؟؟
لماذا تتركونها خرائباً و براميل قمامة ؟؟؟
لماذا تنهبون بيوتكم وتسرقون أهلكم وتصعدون على بطون آبائكم ؟؟؟
نحن نعيش في وطن يتدفق بالخير ...
وفي ظل قيادة منحتنا الأمن والأمان والسلام ..
ولكن الوفاء والإخلاص والصدق والطهر ... لا يباع للمرء
بل يزرع في داخله ... ويالوجعي من تربتكم النفود أيها المتصدرون
إنكم واحسرتي نفوس بلا أدمغة .. تفكرون ببطونكم و تههتمون بأسرّتكم ..
أما آن لكم أن تفتحوا عيونكم التي رمدها الجشع ...
لتنظروا حولكم ...
لتقدموا شيئا لمحافظتكم التي دفعت بكم إلى المقدمة ... لتكونوا عناصرا
فعالة تساهم وتبني وتصنع وتقدم وترتقي وتسمو ...
فهناك فرق بين من يأكل وبين من يفكر .....
لأن الطعام وحده لا يصنع منك إنساناً فالحيوانات تأكل بلا تفكير ...
افتحوا لي عقولكم .... وأجيبوني !!!