منتديات قبيلة البو خابور

منتديات قبيلة البو خابور (http://mouhassan.com/forum/index.php)
-   بوح القوافي (http://mouhassan.com/forum/forumdisplay.php?f=5)
-   -   سينية الأندلس (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?t=4387)

مجد 04-01-2010 12:30 AM

سينية الأندلس
 
قصيدة الشيخ ابن الابار البلنسي الاندلسي يستنجد فيه حكام بني حفص لانقاذ ما تبقى من الاندلس من قبضة النصارى

يقول ابن خلدون رحمه الله :
"ثم تملك طاغية قشتالة مدينة قرطبة، وظفر طاغية أرغون بالكثير من حصون بلنسية والجزيرة، وبنى حصن أنيشة لحصار بلنسية، وأنزل بها عسكره وانصرف، فاعتزم زيان بن مردنيش غزو من بقي بها من عسكر أرغون، واستنفر أهل شاطبة وشقر وزحف إليهم، فانكشف المسلمون، وأصيب كثير منهم واستشهد أبو الربيع بن سالم شيخ المحدثين بالأندلس (شيخ ابن الأبار)، وكان يوماً عظيماً، وعنواناً على أخذ بلنسية ظاهراً، ثم ترددت عليها سرايا العدو، ثم زحف إليها طاغية أرغون في رمضان سنة خمس وثلاثين (يعني 635ه) فحاصرها واستبلغ في نكايتها.
" وكان بنو عبد المؤمن في مراكش قد فشل ريحهم، وظهر أمر بني أبي حفص بأفريقية، فأمل ابن مردنيش وأهل شرق الأندلس الأمير أبا زكريا للكرة، وبعثوا إليه بيعتهم، وأوفد عليه ابن مردنيش كاتبه الفقيه أبا عبدالله بن الأبّار صريخاً، فوفد وأدى بيعتهم في يوم مشهود بالحضرة، وأنشد في ذلك المحفل قصيدته على رويِّ السين، يستصرخه فيها للمسلمين"، ولبى الأمير الحفصي النداء وأرسل اسطوله إلى شواطئ بلنسية يحمل المدد من طعام وسلاح لكن بعد فوات الأوان وسقوط المدينة بيد العدو بعد أن سلمت صلحاً "وكان أمر الله قدراً مقدوراً".




[frame="7 70"]



أدركْ بخيلـك خـيـل الله أندلـسـا


إن السبيـل إلـى منجاتهـا دَرَسَــا


وهب لها من عزيز النصر ما التمست


فلم يزل منك عـز النصـر ملتمَسـا


وحـاشِ ممـا تعانيـه حُشاشتـهـا


فطالما ذاقت البلـوى صبـاح مسـا


يا للجزيرة أضحـى أهلهـا جـزراً


للحادثـات وأمسـى جدهـا تعـسـا


فـي كـل شارقـة إلمـام بائـقـة


يعود مأتمهـا عنـد العـدى عُرُسـا


وكـل غاربـة إجـحـاف نائـبـة


تثني الأمان حِذاراً والسـرور أسـى


تقاسـم الـروم لا نالـت مقاسِمُهـم


إلا عقائلهـا المحجـوبـة الأنـسـا


وفـي بلنسيـةٍ منـهـا وقرطـبـةٍ


ما ينسف النفْس أو ما ينزف النَّفَسـا


مدائـنٌ حلهـا الإشـراك مبتسـمـاً


جـذلان وارتحـل الإيمـان مبتئسـا


وصيّرتها العـوادي العابثـات بهـا


يستوحش الطرف منها ضعف ما أنسا


فمن دساكـر كانـت دونهـا حرسـا


ومن كنائـس كانـت قبلهـا كنسـا


يا للمساجـد عـادت للعـدى بيعـاً


وللنـداء غـدا أثنـاءهـا جَـرَسـا


لهفي عليها إلـى استرجـاع فائتهـا


مدارسـاً للمثانـي أصبحـت دُرُسـا


وأربُعٍ نمنمـت يمنـى الربيـع لهـا


ما شئت مـن خِلَـعٍ مَوْشيّـة وكُسَـا


كانـت حدائـق للأحـداق مونـقـة


فصَوَّحَ النضرُ من أدواحهـا وعسـا


وحال ما حولها مـن منظـر عجـب


يستجلس الركب أو يستركب الجُلُسـا


سرعان ما عاث جيش الكفر وا حربا


عيث الدَّبَى في مغانيها التـي كبسـا


وابتـز بزتـهـا مـمـا تحيَّفـهـا


تحيُّف الأسد الضـاري لمـا افترسـا


فأين عيـشٌ جنينـاه بهـا خضـراً؟!


وأين غصـن جنينـاه بهـا سلسـا؟!


محـا محاسنَهـا طـاغٍ أتيـح لهـا


ما نام عن هضمها يومـاً ولا نعسـا


ورجّ أرجاءهـا لمـا أحـاط بـهـا


فغادر الشُّـم مـن أعلامهـا خُنُسـا


خلا له الجـو فامتـدت يـداه إلـى


إدراك ما لم تطـأ رجـلاه مختلسـا


وأكثـر الزعـم بالتثليـت منـفـرداً


ولو رأى رايـة التوحيـد مـا نبسـا


صِلْ حبلها أيها المولى الرحيـم فمـا


أبقى المراس لهـا حبـلا ولا مرسـا


وأحـي مـا طمسـت منـه العـداة


كما أحييت من دعوة المهدي ما طمسا


يامَ سِـرْتَ لنصـر الحـق مقتبسـاً


وبتَّ من نـور ذاك الهـدي مقتبسـا


وقمـت فيهـا بأمـر الله منتصـراً


كالصارم اهتز أو كالعارض انبجسـا


تمحو الذي كتب التجسيم مـن ظلـمٍ


والصبـح ماحيـة أنـواره الغلسـا


وتقتضـي الملـك الجبـار مهجتـه


يوم الوغى جهرة لا ترقـب الخلسـا


هذي وسائلهـا تدعـوك مـن كثـب


وأنت أفضـل مرجـوّ لمـن يئسـا


وافَتْـكَ جاريـةً بالنجـح راجـيـةً


منك الأميرَ الرضا والسيـدَ النَّدِسـا


خاضت خضارة يعليهـا ويخفضهـا


عبابـه فتعانـي الليـن والشـرَسـا


وربمـا سبحـت والريـح عاتـيـة


كما طلبـتَ بأقصـى شـده الفرسـا


تؤم يحيى بن عبد الواحد بـن أبـي


حفـص مقبّلـة مـن تربـه القدسـا


ملـك تقلـدت الأمــلاك طاعـتـه


دينا ودنيـا فغشاهـا الرضـا لبسـا


من كل غـادٍ علـى يمنـاه مستلمـا


وكـل صـادٍ إلـى نعمـاه ملتمسـا


مؤيـد لـو رمـى نجمـاً لأثبـتـه


ولو دعـا أفقـا لبـى ومـا احتسبـا


تالله إن الـذي تُرجَـى السعـودُ لـه


ما جال في خلـد يومـاً ولا هجسـا


إمـارة يحمـل المـقـدار رايتـهـا


ودولـة عِزُّهـا يستصحـب القعسـا


يبدي النهار بها مـن ضوئـه شنبـا


ويطلع الليـل مـن ظلمائـه لَعَسـا


ماضي العزيمة والأيـام قـد نكلـت


طلق المحيا ووجه الدهر قـد عبسـا


كأنـه الـبـدر والعلـيـاء هالـتـه


تحف من حوله شهب القنـا حرسـا


تدبيره وسـع الدنيـا ومـا وسعـت


وعرف معروفه واسى الورى وأسـا


قامت على العدل والإحسان دعوتـه


وأنشرت من وجود الجود ما رمسـا


مبـاركٌ هـديـه بــادٍ سكينـتـه


ما قـام إلا إلـى حسنـى ولا جلسـا


قـد نـوَّر الله بالتقـوى بصيـرتـه


فما يبالي طـروق الخطـب ملتبسـا


َبَرى العصاةَ وراش الطائعيـن فقـل


في الليث مفترسا والغيـث مرتجسـا


ولم يغـادر علـى سهـل ولا جبـل


حيّـاً لقـاحـاً إذا وفيـتَـه بَخَـسـا


فـرُبَّ أصيـدَ لا تلفـي بـه صَيَـداً


ورُبّ أشـوسَ لا تلقـى لـه شوسـا


إلى الملائك ينمـى والملـوك معـاً


في نبعة أثمرت للمجـد مـا غرسـا


من ساطع النور صـاغ الله جوهـره


وصان صيغتـه أن تقـرب الدنسـا


لـه الثـرى والثريـا خطتـان فـلا


أعز من خطتيـه مـا سمـا ورسـا


حسب الذي باع في الأخطار يركبهـا


إليـه مَحْيـاه أن البيـع مـا وكسـا


إن السعيد امـرؤ ألقـى بحضرتـه


عصـاه محتزمـاً بالعـدل محترسـا


فظل يوطـن مـن أرجائهـا حرمـا


وبات يوقـد مـن أضوائهـا قبسـا


بشرى لعبد إلى الباب الكريـم حـدا


آماله ومـن العـذب المعيـن حسـا


كأنمـا يمتطـي واليمـن يصحـبـه


مـن البحـار طريقـا نحـوه يبسـا


فاستقبـل السعـد وضاحـا أسرَّتـه


من صفحة غاض منها النور فانعكسا


وقبّـل الجـودَ طفـاحـاً غـواربـه


من راحة غاص فيها البحر فانغمسـا


يا أيها الملك المنصـور أنـت لهـا


علياء توسـع أعـداء الهـدى تعسـا


وقـد تواتـرت الأنبـاء أنـك مَـنْ


يُحيي بقتل ملـوك الصفـر أندلسـاً


طهّـر بـلادك منهـم إنهـم نجـس


ولا طهارة مـا لـم تغسـل النجسـا


وأوطِـئ الفيلـق الجـرار أرضهـم


حتى يطاطِئ رأساً كـل مـن رأسـا


وانصر عبيداً بأقصى شرقها شرقـت


عيونهم أدمعاً تهمـي زكـاً وخَسَـا


همْ **** الأمر وهي الدار قد نهكـت


داءً وما لم تباشـر حسمـه انتكسـا


فاملأ، هنيئاً لـك التمكيـن، ساحتهـا


جُـرْداً سلاهـب أو خَطّيّـة دُعُسـا


واضرب لها موعـداً بالفتـح ترقبـه


لعل يوم الأعادي قـد أتـى وعسـى



[/frame]


الساعة الآن 10:35 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w