منتديات قبيلة البو خابور

منتديات قبيلة البو خابور (http://mouhassan.com/forum/index.php)
-   ديوان البوخابور (http://mouhassan.com/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   فلسفة الثقافة (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?t=11274)

القيصر 09-27-2020 10:07 PM

فلسفة الثقافة
 
مفهوم الثقافة من ناحية فلسفية :
إن خلق تعريف لفكرة الثقافة في الوطن العربي لا يملك العناصر الضمنية التي تكمله كما هي موجودة في الانظمة الوضعية ، لأن المشكلة هنا هي مشكلة خلق واقع اجتماعي يعي الثقافة أولًا، بعدها تتكون مشكلة الفهم والتفسير، وبهذا نلحظ أن هذا الواقع لا يملك العناصر الضمنية التي تكمله.

وعليه فإذا مضينا لمواجهة مشكلة الثقافة وجدنا أنفسنا نواجه ضمنًا مشكلة أسلوب الحياة ومشكلة السلوك؛ أي اللافاعلية، ولكي نعرف الثقافة يجب النظر من الجانبين النفسي والاجتماعي، لنربط الثقافة بكلا الجانبين، سواء النفسي أي الفردي، أو الاجتماعي أي المجتمع، بمعنى أنها تخدم القضيتين وتربط بينهما لا انفصال بينهما، وكذا اتصال بين جانب الفكرة وجانب الشيء. فالفكرة والشيء مترابطان ومتعاونان تعاون الذراع والعجلة.

للأفكار دور في تثقيف المجتمع، لكنها تمر عبر ظروف تاريخية واجتماعية، ولها شروط نفسية، فتبقى فاعلية الفكرة رهن تنوع الزمان والمكان. فالفكرة من حيث هي فكرة لا تمثل مصدرًا للثقافة؛ لأنها لا تحدد سلوكًا ونمطًا من أنماط الحياة، وبالتالي لفاعليتها ارتباط بمستوى حضاري في المجتمع، ففي حالة ارتفاع هذا المستوى تعرض له أفكار ليست من بين القوى الجوهرية لذلك تتقادم وتختفي.

وعندما يهبط هذا المستوى تكسب الأفكار وجودًا صناعيًّا وتفقد كل معنى اجتماعي. وبالتالي لا تفقد قدرتها على إبداع الأشياء فحسب، بل تفقد مقدرة الإنتاج كليًّا. وبهذا نؤكد أن للفكرة والشيء شروط تكسب قيمها في ظلها. ويخلقان الثقافة ومصدرها عند ازدياد الفاعلية أو مايسمى «اهتمام أسمى». وهنا يجدر لنا أن نقول إن قيمة الأفكار أو الأشياء تقوم على علاقتها بالفرد باختصار.

يحتاج الفرد لتكوين كيانه إلى عنصر مادي وعنصر نفسي، يبني كيانه المادي أو الجسدي من خلال الأكل والتنفس والدورة الدموية، أما لتنمية وبناء الكيان النفسي، فيحتاج إلى الثقافة بوصفها تواصلًا وتعبيرًا حسيًّا عن علاقته بالعالم؛ أي المجال الروحي، وبالتالي فإنه يموت موتًا ماديًّا إذا انقطعت صلته بالمجال الحيوي، وبالمقابل فإنه يموت موتًا ثقافيًّا إذا انقطعت صلته بالمجال الثقافي.

لقد قلنا إن للأفكار دورًا في تثقيف المجتمع سابقًا، فكيف يحدث هذا التثقيف؟ وما المشكلات التي يواجهها؟

إن المقاييس الذاتية التي تحدد سلوكنا كأفراد أو كسلوك اجتماعي في عمومه، والتي تكون في الواقع أسلوب الحياة، تحدد خاصية ثقافية، فهذه المقاييس إذن هي التي تحدد الأساس في ثقافة المجتمع، والتي تنقل للأفراد بطريقة غير شعورية عن طريق العادات والأعراف، الأمر الذي يلعب دورًا جوهريًّا في ظاهرة التثقيف.

مشكلة الثقافة هي مشكلة توجيه أفكار بالأساس، وتحديد وحدة أهداف، أما التوجيه فنقصد به تجنب الإسراف في الجهد وفي الوقت؛ أي إدارة العقول في أحسن الظروف الزمنية والإنتاجية، وبهذا يحدد هذا الجهاز المستقبل المنشود.


الساعة الآن 09:10 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w