منتديات قبيلة البو خابور

منتديات قبيلة البو خابور (http://mouhassan.com/forum/index.php)
-   حديث الروح ... (http://mouhassan.com/forum/forumdisplay.php?f=30)
-   -   انسانية وإخلاص (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?t=10142)

عثمان الغدير 03-03-2011 05:02 PM

انسانية وإخلاص
 
درس في الإخلاص


تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رَحاها علىَ أطراف البلاد ,
وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ
فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ..
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ..
وفي طريق عودته شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر
رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ وهم يظنون أنه كفيف..
وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ .. وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..
وأدركوا أنهُ تظاهر بالعمى لمدة 15 سنة حباً في زوجته المصابة بداء الجدري ( نجانا الله وإياكم من كل داء وسوء )وأغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيته لها ...
تلكَ الغمضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة .. وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ
والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر , لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية والإبقاء على ألقها...
حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا ولو فترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ
المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي .


ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال , لكنْ ...
هل من أحدكم أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم لكي لا يجرح مشاعرهمْ ؟؟


منقول ............ مما راق لي

ابو عمر 03-03-2011 05:24 PM

تظاهر بالعمى لمدة 15 سنة حباً في زوجته المصابة بداء الجدري ( نجانا الله وإياكم من كل داء وسوء )وأغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيته لها ...


صورة في التعبير عن الحب والعطاء رائعة الجمال

أخ عثمان ابو مقداد راق لي ما راق لك

أبو مقداد الزواج يحمل روابط لاتقدر بثمن ومتى ماوجد الحب
تصبح التضحية خيار محبب لكلا الطرفين يصتصعبه من لايعيش ذلك الشعور

تفضل وتمعن بهذه القصيدة من زوجة لزوجها

رُوحَ الفؤادِ لأنتَ غيثٌ ماطِرٌ = يروي الفؤادَ المُستهامَ الصادي
زوجي إليكَ تحيةً ممهورةً = بالشوقِ بالحُبِّ النبيلِ تنادي
مشفوعةً منّي بأصدقِ لهفةٍ = حرّى يسطّرُها دَمِي و مِدادي
هذا يَراعي اليومَ يرشُحُ ثوبَهُ = في أسطرٍ ممزوجةٍ بودادِ
بِكَ أستعينُ على الزمانِ و صِرفهِ = بعدَ الإلهِ ألستَ أنتَ عِمادي
بعدَ الإلهِ و حُبّهُ ماذا تُرى = للروحِ قد كان السراجُ الهادي
أخشى عليكَ نسائماً رقراقةً = و أُديمُ فيكَ تفكري و سُهادي
شوقي إليكَ و أنتَ تدخُلُ عُشنا = شوقٌ يدومُ على مدى الآمادِ
لا تحسبنْ أني أقولُ تجملاً = أو أنني أقتاتُ في إنشادي
قلبي الذي يملي السطورَ بنبضِهِ = و الروحُ قد سعِدتْ بذا التردادِ
بالشوقِ و الحُبِّ فاضتْ بهِ = صارتْ تُبينُ عن الهوى الوقّادِ
ترنو إليكَ لواحِظي مشتاقةً = و القلبُ يهتِفُ صادِقاً و ينادي
كُن لي أباً و مُعلمّاً و مقوّماً = كُن لي الهوى يا مُهجتي و مُرادي
و ترفقّنْ حِبّي فقلبي عاشِقٌ = حتفي إذا حَكمَ ( الإلهُ ) ببعادِ
قد قدّرَ الرحمنُ أن أهنأَ بكمْ = فاللهُ خيرٌ واهِباً و الهادي
أدعو الرحيمَ بأن يزيد هناءنا = يا جنتي .. يا فارسي .. يا ودادي

http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_...07f4443296.gif

القيصر 03-05-2011 10:15 PM

إن الوفاء من كرائم طباع الرجال، والنفوسُ الكريمةُ تعرف لأهل الفضل فضلهم، ولأهل الإحسان إحسانهم، و هي أشدُّ نَصَاعةً ونَقَاءً من صافي الزجاج، تَبِينُ فيها أقلُّ صور المعروف وأدقُّها، وهي تقابِل أقلَّ البرّ بوافِيْهِ، وأصغرَ الإحسان بأكبرِه، وربُّنا يقول: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وليست خَصْلَةٌ في المرء أَلأَمَ من نسيانِهِ سَوَالِفَ المعروف، وما تقادَمَ من صور الإحسان إليه من قِبل الآخرين، وكم هو الفرق شاسعاً بين تلك النفوس الرضيّة.. وبين هذه النفوس الكَدِرَةِ المَذِرَة، التي لا تبين فيها جبال المعروف.
لقد ظهرت أجلى صورُ الوفاء وأوضحُها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في تعامله مع ربه تبارك وتعالى، وتعامله مع أصحابه رضي الله عنهم، بل وحتى مع أهل المعروف من الكفار..
أوقع الله في أيدي المسلمين سبعين أسيراً من رجالات قريش، بعد نصر الله لهم يوم الفرقان في معركة بدر، وانقَسَم الأسري بين قتيلٍ ومَفْدِيٍّ ومَمْنُونِ عليه طَليقٍ، وكان فيمن جاءت رسلُ قريشٍ بمفاداته (أبو العاص بن الربيع)، صهر النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب رضي الله عنهما، وكانت لا زالت في مكة قبل أنْ يُمَكِّنَهَا زوجُها من الهجرة إلى المدينة النبوية بعد ذلك.
فأرسلت -رضي الله عنها- في مفادات زوجها أبي العاص بن الربيع؛ (قلادةً) لها كانت أمُّها أمُّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- قد جَهَّزَتْهَا بها يوم زفافها على أبي العاص بن الربيع، وفعلاً وصلت الرسالة إلى يد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فما هو إلا أن وقعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك العقد حتى تذكّر ابنته زينب -رضي الله عنها- وغُرْبَتَهَا ووحْدَتَهَا بمكة.. لقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم هذا العقد؛ وأنه عقد خديجة.. فترحَّم عليها –كما في رواية الواقدي-.. لقد عادت الذكرى بقلبه المكلوم إلى أيام خديجة الخوالي وما فيها من ألوان الوفاء: فتذكر حبها.. سرعة إسلامها حتى كانت أول من أسلم من أهل الأرض مطلقاً –على بعض الأقوال-..، تذكر صبرها وثباتها في بواكير الدعوة حيث لا ناصر ولا معين إلا الله تبارك وتعالى.. تذكر مالها الذي بذلته سخياً ونَثَلَتْهُ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه ويَدَعْ.. سقا الله تلك الأيام.
لقد بقيت وفاة خديجة -رضي الله عنها- ندبةً في قلبه الشريف.. وقد نَكَأَ العقد ذلك الجرح، وأهاج العقدُ تلك الذكريات، حتى رَقَّ النبي صلى الله عليه وسلم لذلك رِقَّةً شديدةً، وتحادَرَتْ دمعاتُ الوفاءِ دَافِئَةً على وجهه الشريف –كما في رواية الطحاوي في شرح المشكل- فما كان منه إلا أنْ التفت إلى أصحابه وقال لهم: (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها؟)..
ما أعظم الوفاء من معدنه، وبعد خمسِ سنواتٍ من مصابِهِ بخديجة -عليها رضوان الله- يأمر رسول الله بفكّ الأسير إكراماً لذكراها العطرة..
وفي ذات الفترة التي تلت غزاة بدر، يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسرى قريشٍ وقد وُثِّقُوا بالأغلال والحبال، فيتذكر نعمةَ الله عليه؛ وما أمكنه منه وأبدَلَهُ به بعد الخوف أمناً وبعد الضعف قوةً، فكأنما قد رَجَعَتْ به الذاكرة إلى أيام الحِصَار في شعب أبي طالب، وما عاناه فيه مع من معه من الشدة والشظف، حين دُوِّنَتْ صحيفة المقاطعة ظلماً وبغياً فلم يَسْعَ في نَقْضِهَا كبيرُ أحدٍ قبل (المطعم بن عدي)، ويوم خرج إلى الطائف للبحث عن موضعِ قدمٍ فيها للدعوة الجديدة، فَخَيَّبُوا ظَنَّهُ ورَجَعَ مَرّةً أخرى إلى مكة ليَمْنَعَهُ جَلاوِزَتُهَا من الدخول.. فلا يجد صلى الله عليه وسلم من يُجِيْرُهُ ليعود إلى بيته وأهله سوى (المطعم بن عدي).. ويتمنى النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك لو كافأ المعروف للمطعم بمثله في يوم أظهر الله فيه عِزَّهُ على من عاداه؛ فيقول: (والله لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النَّتْنَى لتركتهم له)..!، سبعون رجلاً بلغ من عداوتهم لرسول الله أن خرجوا بأرواحهم لقتاله، ومع ذلك يطلقهم ويتركهم لمجرَّد كلام المطعم بن عدي في إطلاقهم.. هذا هو الوفاء عندما تُجَسِّدُهُ الطبائعُ الشريفةُ خُلُقاً يُسَيِّرُ الحياةَ ويوجِّهُ المواقف.
رَبـَّاهُ..؛ أين وفاءُ الأزواج لبعضهم وموعظةُ: (ولا تنسوا الفضل بينكم) تطرق آذانهم، وأين وفاء الطلاب لمدرسيهم ،، ليت شعري: في أيِّ ركنٍ من مَقْبَرَةِ أخْلاقنا دُفِنَ الوفاء؟
قفزت كل تلك المعاني إلى ذهني وأنا أنظر إلى نماذج من العقوق وألوان من اللؤم، يَتَمَدَّحُ بها بعضُ من دارَ الزمانُ دورَتَهُ ليكونُوا كتّاباً أو متكلّمين أو مؤثِّرين.. فيُعلِنوا القطيعةَ والمُبَايَنَةَ لموائِدَ من المعروفِ طالما ارْتَخَتْ بطونُهُمْ شِبَعاً من خيراتها، ويَتَشَفَّوا بنقدٍ -غيرِ رشيدٍ- لجهودِ سنواتٍ خَلَت في الدعوة إلى الله تعالى؛ ودِلالة الناس على صراط الله المستقيم، والتي طَابَ لهم أن يَنْعَتُوها على سبيل الذم: بـ(الأنشطة الصَحَوِيَّة)، فَبَخِلُوا عليها بأيِّ مَدْحٍ حتى قَلَبُوا ما كان الناس يمدحونها به إلى ذم،
وشكرا"

لهيب_الشوق 03-05-2011 10:22 PM

والله احبتي اكثر مانحتاج اليه الآن وفي هذه المرحلة من الزمان

التخلي عن المادية التي تثقل كاهلنا

والتحلي ببعض الانسانية المجردة من الانانية وحب الذات

وان نتطلع الى الايجابيات في علاقاتنا حتى نستطيع غض الطرف عن بعض السلبيات

وهي كثيرة في حياة كل منا

موضوع رائع.. سلمت يمينك

عثمان الغدير 03-06-2011 09:36 PM

تشكر أبو عمر على هذا المرور الرائع
ويالروعة ما زدتنا به من أبيات غاية في الصدق والوفاء
نعم أخي أبو عمر ... فقد قال تعالى في كتابه العزيز
خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ... هن لباس لكم وأنتم لباس لهن

عثمان الغدير 03-06-2011 09:44 PM

ابن الأخت العزيز القيصر أبو عمر شكرا لهذه المداخلة القيمة من السيرة العطرة لرسول الهداية والرحمة رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهو قدوتنا وإمامنا إلى طريق الخير والفوز بالجنة بإذن الله.

عثمان الغدير 03-06-2011 09:48 PM

كل الشكر لهذا المرور اللطيف والذي حمل بين ثناياه نصيحة ثمينة بالابتعاد عن الماديات والتحلي بالروح الانسانية والمودة

القيصر 03-06-2011 10:14 PM

ولو يا خالوووووووووه
قديما" قالوا : الولد ثلثينه خاله أليس كذلك نحن من بعدك يا أبو مقداد.
والشكر لك في اصله.

عثمان الغدير 03-06-2011 10:53 PM

الله محييك أبو عمر الغالي
فأنت موضع فخر ونعتز بك كثيرا ... لك تحياتي واشتياقي ... الجميع يبلغونك تحياتهم ونتمنى أن نراك قريبا

ارام 03-07-2011 07:10 AM

ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال , لكنْ ...
هل من أحدكم أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم لكي لا يجرح مشاعرهمْ ؟؟


كلام رائع وراقي بروعتك عمي عثمان
لاتحرمنا من مواضيعك المتميزه دوماً
دمت بحفظ الله ورضاه..




الساعة الآن 02:04 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir

a.d - i.s.s.w