المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذكرى الحادية والخمسون لرحيل ألبير كامو...


القيصر
01-10-2011, 08:43 AM
الذكرى الحادية والخمسون لرحيل ألبير كامو... فضّل كرة القدم على المسرح


أختار جان بول سارتر معيار الأخلاق، ليصفه بعد موته (أحد أهم أخلاقيي العصر).

لم يقل: أحد أهم أدباء، فلاسفة، أو مناضلي العصر.‏‏
جمعت شخصية ألبير كامو كل ماتقدّم، ولو اختلفوا في تحديد طبيعة انتمائه الفكري الفلسفي،فلن يختلفوا على حقيقة كونه تصّدر قائمة من قرنوا القول بالفعل.‏‏

http://thawra.alwehda.gov.sy/images/NEWS7/M01/D10/14-10.jpg


ولد كامو في السابع من تشرين الثاني عام 1913 م في مدينة درعان، لأسرة فرنسية استوطنت الجزائر حيث درس ونال شهادته الجامعية في الفلسفة عام 1935م، بعد مرحلة طفولة امتلأت فقراً وحاجةً.‏‏
أصيب بمرض السل عام 1930م، مامنعه لاحقاً من الانضمام لصفوف القوات الفرنسية أثناء الحرب.‏‏
عندما بدأت تتبلور رؤاه السياسية الفكرية انتسب للحزب الشيوعي الفرنسي عام 1935، بدافع مساندة الوضع السياسي في اسبانيا، وللنضال ضد عدم المساواة مابين الفرنسيين والمواطنين العرب في الجزائر، مؤمناً أن الشيوعية تشكّل معبراً للممارسة الروحية. في تلك الأثناء دعم كامو نشاط حزب الشعب الجزائري، وهو ماولّد جفاء بينه وبين أصدقائه في الشيوعي الفرنسي، النتيجة كانت انسلاخه عن الحزب عام 1937م، معلناً ارتباطه بالحركة الفوضوية الفرنسية. آمن كامو أن لامبرر لوجود الكاتب إلا إذا قبل خدمة قضيتين تشكلان شرف مهنته (الحقيقة والحرية).. آمن وطبّق.‏‏
قبل انتقاله إلى فرنسا كتب لجريدة (الجمهوري الجزائري) الاشتراكية. ناقش فيها صعوبة حياة الفلاحين وظروفهم السيئة، فأبعد عن وظيفته.‏‏
في المرحلة الأولى من الحرب العالمية الثانية تبنّى موقفاً سلمياً، ثم دخل خلية(المكافحة) المنتمية للمقاومة الفرنسية ضد النازيين،أصدرت صحيفة بالعنوان ذاته، عمل فيها كامو تحت اسم (بوخادر).‏‏
تغيّر بعدها توجّه الصحيفة أصبحت تجارية، فتركها في تلك الفترة تعرّف على جان بول سارتر، في افتتاح مسرحية الأخير (الذباب). شهد مقهى (دي فلور) لقاءات عدّة بينهما.‏‏
عاش كامو العزلة لعامين بعد انتكاسته في مرض السل عام 1949 م، نشر أثناءها كتابه(الثائر) يشرح فيه، فلسفياً، معنى التمرّد والثورة. أثر الكتاب على علاقته بسارتر. خلافهما وصل الذروة عندما أعلن كامو انفصاله عن الحزب الشيوعي.. فأرسل إليه جان بول(هناك أشياء كثيرة تربط بيننا، وأخرى قليلة تفرّق بيننا،ولكن هذه الأشياء القليلة بالغة الخطورة بحيث أصبح من المستحيل أن نلتقي).‏‏
ظل كامو صاحب فكر فريد، بسبب فهمه الخاص لما يجري حوله، ولمواقفه الجريئة الواضحة أعلن اعتراضه على القنبلة الذرية في هيروشيما.‏‏
في خمسينيات القرن الماضي عرف عنه العمل لحماية حقوق الإنسان، سجلت له مواقف لاتنسى، منها:‏‏
رفض إتمام عمله في اليونسكو عام 1952 م لدى قبول الأمم المتحدة عضوية إسبانيا تحت قيادة الجنرال فرانكو.‏‏
ناصر دائماً العمال،في عام 1953 م انتقد أساليب القمع التي استخدمها الاتحاد السوفييتي لإيقاف إضراب العمال في برلين الشرقية. ومواقف أخرى كثيرة.‏‏
حارس المرمى(كامو)..‏‏
مارس كامو كرة القدم، كان حارس مرمى في فريق شباب الجامعات الجزائرية لمدة عامين(1928-1930م). توقف عن اللعب في عمر السابعة عشرة بسبب المرض.‏‏
أحب الرياضة لأنه رأى فيها تعبيراً واضحاً عن روح الفريق، وقال مرّة: (ماأعرفه عن الأخلاق أدين به للرياضة) قاصداً أخلاقيات التشكّل السلوكي الأولى لدى المرء.‏‏
سئل: أيهما تفضّل كرة القدم أم المسرح؟ أجاب قائلاً: كرة القدم ودون تردد.‏‏
لاعب كرة القدم أصبح فيما بعد لاعباً محترفاً بالأفكار والكلمات..‏‏
امتهن مستوى آخر من اللعب.‏‏
من أهم مؤلفاته: الغريب، أسطورة سيزيف.‏‏
لأن ماكتبه كان ذا اهتمام بالمشكلات الإنسانية منح جائزة نوبل عام 1957م لاسيما كتاباته ضد عقوبة الإعدام. وهو إلى الآن ثاني أصغر حائز على نوبل،وأصغر من مات من الحائزين عليها.‏‏
توفي في الرابع من كانون الثاني عام 1960م.‏‏
أراد كامو في مختلف انتماءاته (وجودية أم سريالية) التعبير عن الجوانب الإيجابية لهذه الاتجاهات الفلسفية، رافضاِ العدمية والسلبية لدى كل من جان بول سارتر وأندريه بروتون.‏‏
عبر إبداع ميتات واعية رغب بمقاومة الموت. فالإبداع كان بالنسبة له موتاً واعياً.. سلاحاً لمقاومة الموت (مايدهشني دوماً هو فقر أفكارنا عن الموت).‏‏
عن نظرتة للموت يقول:‏‏
(كل رعبي من الموت يكمن في غيرتي على الحياة، إنني غيور ممن سيعيشون من بعدي.. ومن سيكون للأزهار والشهوات إلى المرأة معنى من لحم ودم بالنسبة لهم، إنني حسود لأنني أحب الحياة حبّاً جمّاً لا أستطيع معه إلا أن أكون أنانياً.ولكن الموت يأتي ليخطف كل شيء.).
نقلا" عن صحيفة الثورة السورية في عددها يوم(الأثنين 10-1-2011م).

المستشار
01-10-2011, 08:54 AM
سيرة ذاتية لألبير كامو بأسلوب شيق .
مشاركة مفيدة .
كنا نقرأ لكثير من الكتاب العالميين ولكننا في الغالب لا نعرف شيئا عن سيرهم الذاتية .
شكرا للقيصر .