منى
01-08-2011, 12:22 PM
الى كل النساء المقهورات في العالم
الى أم عبد وضحه
الليل يتزحزح ببطء شديد كأنه قدر لا مفر منه ومع
خيوط الفجر الأولى تعالى
صياح الديك كان أشبه بعويل إمرأة ثكلى يبدو أنه
عرف مصيره المحتوم
رفعت راسها بتثاقل رمته على الوساده ثانية التعب
الشديد أنهك بقايا جسدها
حتى أنها لم تعد تمييز مواقع الألم فيه
وضحه انهضي وكفاك كسل هذا ما قاله الديك
سحقا له لو إنه يصمت قليلا
سانتقم منه الله لا يخليني إذا لم أجعل منك عشاء
هذه الليله
قدماك الآ تتعبان من المسير الطريق طويلة وشاقة
الى المديريه
بالاضافة الى ما تقومين به من عمل ليس عندي
الوقت لأفكر بهذ المسألة
ما يشغل رأسي دائما آخر يوم في الشهر عشرون
ورقة نقدية كافية لأن تنسيني الآلام
الفقرات لبعض الوقت ابتسمت ابتسامة صفراء إنها
تسأل زميلتها أسئلة باهتة
تمنت لو أنها هي تستطيع الأجابة عليها شردت
وضحه قليلا
بدا القلق يسيطر عليها ابطات في خطاها أمينه ما
رأيك بطلب المدير
يريد منا أن نقوم بتنظيف منزله ازدردت أمينة ريقها
بمرارة هي تعرف
بأنها مستخدمة في المديرية فقط كذلك وضحه ولكن
من التي ستقول هذا الكلام
للمدير أنا نعم سأصرخ بأعلى صوتي أنا لن أعمل
خادمه في بيتك
يا حضرة المدير أنا موظفة مثلي مثلك حسرتي
عليك يا وضحه ستدفعين الثمن غاليا
أمينه أنت أجمل من زوجته بالف مرة لا تذهبي
لتنظيف منزلها المتعفن
كم صنعت له خبزا محمرا اقتطعتيه من رمق أولادك
إنه لم يمنحك اجازة وأنت منهكة من المرض
وضحه صرخ المحقق بأعلى صوته
أنت متهمه بإحراق مكتب المهندسه معاونة
المدير
لا يا سيدي أنا بريئة من هذا الأتهام
لقد كنت آخر
من غادر المكتب مساء أمس
نعم بعد أن قمت بتنظيف المكان وترتيب الأشياء
ونسيت سيكارتك على الطاوله
ضحكت وضحه
بمرارة نظرت الى المحقق بعينين مجهدتنين
ولكن الطاولة لم تحترق يا سيدي المكان محروق
من الجهه اليمنى التي تحتوي المكتبه
وما فيها من أوراق ثم إنني لا أدخن يا حضرة المحقق
وهذا الصدا الكريه الذي يغطي أسنانك
رغم أنه يعرف جيدا بان أولاد وضحه بحاجة لربطة
خبز أكثر من حاجتهم لفرشاة أسنان الا أنه أصر
على توقيفها بحجة
أن الأدلة التي أمامه والتوصيات
التي انهالت عليه تؤكد إدانة المرأة
بل وتؤكد اثبات الجرم عليها حيث أنها تسببت
بإحراق مكتب التخطيط الذي يحتوي
على عقود تقدر بملايين
دفع خالد كرسيه المتحرك الى الأمام حتى أصبح
عند الباب
الخارجي للمنزل سرت قشعريرة البرد في النصف
الأعلى من جسده نظر الى الأفق
المبهم أخطبوط من الهواجس التف عليه لماذا لم
تعد أمه حتى الآن
في زاوية قذرة ترامى بقايا الجسد المرهق
قطع من الجمر المالح حفرت اخدودين عميقين على
خارطة
حملت في خطوطها مآسي خمسين عاما
كلي هذه القطعة من البطاطا
نظرت وضحه الى جارتها بأسى لم أنت هنا تهمة
سرقة وهل هي تهمة
ام لا أظن بأن ما فعلته يعد سرقة رأيت أمامي على
الارض كيسا مليء
باللحوم والخضار والفواكه الى جانب سيارة فخمة
لرجل من كبار الاغنياء
أعرفه جيدا فتحت عيناها وشردت أصبحت في عالم
آخر
ماذا لو أكل أولادي من هذه الخيرات توسلت إليه
يستطيع أن يشتري بدلا منها
ركض ورائي عرفت بعد ان سلمني لأقرب شرطي
عرفت بأنه شيطان رجيم
سحب من الدخان المتصاعد قطع من الجمر
المتساقط رائحة العفن رطوبة الجدران
تحت بطانية تحمل الآف الانفاس رقدت وضحه بتهالك
في غرفة المحقق
رفع السماعة الو ام إنها تصر على الأنكار يا سيدي
يبتلع المحقق ريقه بصعوبة
ولكنها إمرأة مسنة قد لا تحتمل حاضر حاضر أرجو أن
لا تضطرني لذلك
وضحه ماذا تعرفين عن المهندسه
كنت أنصحها أن
تطيل تنورتها تستر شيئا من صدرها
أن لا تضحك مع المدير كثيرا
حاول المحقق أن ينتزع من وضحه ولو اعتراف
بسيط
طلب منها جاهدا أن تتهم أي شخص
أرجوك لا
تتضطريني لضربك
ضحكت استغرب المحقق ربما أصابها مس من
الجنون لا عليك يا سيدي
لقد تعود ضهري على الضرب أن الزمن ينهال علي
بالسوط منذ ثلاثين عاما
بقلم تماضر الموح 6\5\1991
كم من التهم تقيد ضد الضعفاء وضد مجهول
الى أم عبد وضحه
الليل يتزحزح ببطء شديد كأنه قدر لا مفر منه ومع
خيوط الفجر الأولى تعالى
صياح الديك كان أشبه بعويل إمرأة ثكلى يبدو أنه
عرف مصيره المحتوم
رفعت راسها بتثاقل رمته على الوساده ثانية التعب
الشديد أنهك بقايا جسدها
حتى أنها لم تعد تمييز مواقع الألم فيه
وضحه انهضي وكفاك كسل هذا ما قاله الديك
سحقا له لو إنه يصمت قليلا
سانتقم منه الله لا يخليني إذا لم أجعل منك عشاء
هذه الليله
قدماك الآ تتعبان من المسير الطريق طويلة وشاقة
الى المديريه
بالاضافة الى ما تقومين به من عمل ليس عندي
الوقت لأفكر بهذ المسألة
ما يشغل رأسي دائما آخر يوم في الشهر عشرون
ورقة نقدية كافية لأن تنسيني الآلام
الفقرات لبعض الوقت ابتسمت ابتسامة صفراء إنها
تسأل زميلتها أسئلة باهتة
تمنت لو أنها هي تستطيع الأجابة عليها شردت
وضحه قليلا
بدا القلق يسيطر عليها ابطات في خطاها أمينه ما
رأيك بطلب المدير
يريد منا أن نقوم بتنظيف منزله ازدردت أمينة ريقها
بمرارة هي تعرف
بأنها مستخدمة في المديرية فقط كذلك وضحه ولكن
من التي ستقول هذا الكلام
للمدير أنا نعم سأصرخ بأعلى صوتي أنا لن أعمل
خادمه في بيتك
يا حضرة المدير أنا موظفة مثلي مثلك حسرتي
عليك يا وضحه ستدفعين الثمن غاليا
أمينه أنت أجمل من زوجته بالف مرة لا تذهبي
لتنظيف منزلها المتعفن
كم صنعت له خبزا محمرا اقتطعتيه من رمق أولادك
إنه لم يمنحك اجازة وأنت منهكة من المرض
وضحه صرخ المحقق بأعلى صوته
أنت متهمه بإحراق مكتب المهندسه معاونة
المدير
لا يا سيدي أنا بريئة من هذا الأتهام
لقد كنت آخر
من غادر المكتب مساء أمس
نعم بعد أن قمت بتنظيف المكان وترتيب الأشياء
ونسيت سيكارتك على الطاوله
ضحكت وضحه
بمرارة نظرت الى المحقق بعينين مجهدتنين
ولكن الطاولة لم تحترق يا سيدي المكان محروق
من الجهه اليمنى التي تحتوي المكتبه
وما فيها من أوراق ثم إنني لا أدخن يا حضرة المحقق
وهذا الصدا الكريه الذي يغطي أسنانك
رغم أنه يعرف جيدا بان أولاد وضحه بحاجة لربطة
خبز أكثر من حاجتهم لفرشاة أسنان الا أنه أصر
على توقيفها بحجة
أن الأدلة التي أمامه والتوصيات
التي انهالت عليه تؤكد إدانة المرأة
بل وتؤكد اثبات الجرم عليها حيث أنها تسببت
بإحراق مكتب التخطيط الذي يحتوي
على عقود تقدر بملايين
دفع خالد كرسيه المتحرك الى الأمام حتى أصبح
عند الباب
الخارجي للمنزل سرت قشعريرة البرد في النصف
الأعلى من جسده نظر الى الأفق
المبهم أخطبوط من الهواجس التف عليه لماذا لم
تعد أمه حتى الآن
في زاوية قذرة ترامى بقايا الجسد المرهق
قطع من الجمر المالح حفرت اخدودين عميقين على
خارطة
حملت في خطوطها مآسي خمسين عاما
كلي هذه القطعة من البطاطا
نظرت وضحه الى جارتها بأسى لم أنت هنا تهمة
سرقة وهل هي تهمة
ام لا أظن بأن ما فعلته يعد سرقة رأيت أمامي على
الارض كيسا مليء
باللحوم والخضار والفواكه الى جانب سيارة فخمة
لرجل من كبار الاغنياء
أعرفه جيدا فتحت عيناها وشردت أصبحت في عالم
آخر
ماذا لو أكل أولادي من هذه الخيرات توسلت إليه
يستطيع أن يشتري بدلا منها
ركض ورائي عرفت بعد ان سلمني لأقرب شرطي
عرفت بأنه شيطان رجيم
سحب من الدخان المتصاعد قطع من الجمر
المتساقط رائحة العفن رطوبة الجدران
تحت بطانية تحمل الآف الانفاس رقدت وضحه بتهالك
في غرفة المحقق
رفع السماعة الو ام إنها تصر على الأنكار يا سيدي
يبتلع المحقق ريقه بصعوبة
ولكنها إمرأة مسنة قد لا تحتمل حاضر حاضر أرجو أن
لا تضطرني لذلك
وضحه ماذا تعرفين عن المهندسه
كنت أنصحها أن
تطيل تنورتها تستر شيئا من صدرها
أن لا تضحك مع المدير كثيرا
حاول المحقق أن ينتزع من وضحه ولو اعتراف
بسيط
طلب منها جاهدا أن تتهم أي شخص
أرجوك لا
تتضطريني لضربك
ضحكت استغرب المحقق ربما أصابها مس من
الجنون لا عليك يا سيدي
لقد تعود ضهري على الضرب أن الزمن ينهال علي
بالسوط منذ ثلاثين عاما
بقلم تماضر الموح 6\5\1991
كم من التهم تقيد ضد الضعفاء وضد مجهول