المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آراء الفلاسفة المسلمين في تربية الطفل وتعليمه


منى
12-29-2010, 06:40 PM
في القرن الثالث الهجري عرض الجاحظ أسلوب لتربية الطفل، فنهي عن المبالغة في تعليم الصبي النحو إلا بالقدر الذي يمكنه من تصحيح لسانه، وابتعاده عن جهل العوام.

ونهى أيضاً عن التكلف في قراءة كتب البلغاء، وأن يستفيد منها المعاني لا الألفاظ، ويكتفي بتعليمه الحساب دون الهندسة والمساحة، وأن يتعلم رواية الخبر (التاريخ) الصادق والمعنى البارع وكتابة الإنشاء بلفظ سهل وعبارة حلوة.

ويتفق معه ابن مسكويه في ضرورة أن يتعلم الصبي مبادئ الحساب وقليلاً من قواعد اللغة العربية.


وكان ابن سينا أكثر تفصيلاً في رؤيته التربوية، وفي كتابه القانون الموسوعة الطبية، أورد بعض النصائح، ومنها: الاهتمام بمراعاة أخلاق الطفل؛ فلا يعرض له غضب شديد أو خوف شديد أو غم أو سهر، وأن يقرب إليه ما يحنّ إليه وينحى عنه ما يكرهه، ليس استجابة لأمره، وإنما لتيسير الحياة عليه، وفي ذلك منفعة لنفسه ولبدنه؛ لأن الطفولة الحسنة ينتج عنها حسن الأخلاق وحسن المزاج، والعكس صحيح.

وعندما يستيقظ الطفل من نومه فالأولى به أن يستحم، ثم يسمح له باللعب ساعة، ثم يتناول طعاماً يسيراً، ثم يعود إلى اللعب، فإذا بلغ ست سنوات تقدم إلى المؤدب أو المعلم، ولكن بالتدرج. ولا ينبغي أن يجبر على ملازمة الكتاب مرة واحدة. وعندما يتقدم السن به تزداد جرعة المعلم على حساب الراحة واللعب.

وهذه رؤية طبية نفسية تصاحب الطفل من الحضانة إلى مرحلته الواعية، وفيها يقرر ابن سينا أهمية أن يتوجه الطفل في التعليم حسب موهبته واستعداده العقلي ورغبته، فليست كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مواتيه، ولكن ما شاكل طبعه وناسبه.
ويحرص ابن سينا على أن يحاط الطفل بفتية يكبرونه في السن والتفكير، يكونون له قدوة حسنة يتعلم منهم مناقبهم، يقول: "ويكون مع الصبي في مكتبه، صبية حسنة آدابهم مرضية عاداتهم؛ لأن الصبي من الصبي ألقن وهو عنه آخذ، وبه آنس)، أي أن الصبي يتلقى أكثر عن الصبي الذي يكبره ويأنس به ويتأثر به.

ولذلك ابتدعت الحضارة الإسلامية وظيفة المعيد، وهو صبى نابغ يتخرج في المؤسسة التربوية العلمية، ثم يتعين فيها ليساعد المعلم في تعليم الأولاد.


وفي كتاب (محاضرات الأدباء) عرض الأصفهاني في الجزء الأول لبعض الوصايا عن تربية الطفل المميز وهو يؤكد على أهمية المبادرة بتعليم الأطفال قبل أن يكبروا وينشغلوا بهموم الدنيا.
كما يؤكد على أهمية الترفية والراحة بين الدروس، ويحذر من مواصلة الدروس دون راحة؛ لأنها مرهقة للطفل وتؤدى إلى فشله.

ويلتفت الأصفهاني إلى معلم الصبيان فيوصيه بألا يفرق بين طفل غنى وطفل فقير في المعاملة، وأن يتصفح الصبيان يتعرف على ميولهم واستعدادهم ومواهبهم ، وإذا عرف أن تلميذاً لا يصلح في اتجاه ما، أشار عليه بتركه ووجه إلى غيره يكون أصلح له.

ابوعبدالله
12-29-2010, 11:32 PM
وهذه رؤية طبية نفسية تصاحب الطفل من الحضانة إلى مرحلته الواعية، وفيها يقرر ابن سينا أهمية أن يتوجه الطفل في التعليم حسب موهبته واستعداده العقلي ورغبته، فليست كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مواتيه، ولكن ما شاكل طبعه وناسبه.

نعم أخت منى كما قال إبن سينا ما شاكل طبعه و ناسبه
هذه الحقيقة ما زلنا لهذا التاريخ نجهلها سواء الأهل
أو سياسة الدولة
سلمت يداك