المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبع الخلود


منى
12-07-2010, 10:56 AM
سأورد لكم الآن قصة بقلم أديبتنا وشاعرتنا تماضر

الموح من مجموعة قصصيه كتبتها بعنوان نبع

الخلود سنة 1999

كنت قد أوردت لها قصة من قبل وهي حكايه مبدعه

لكن العنوان الذي في الكتاب

هو المعلمه ازدهار

القصه الأولى في الكتاب

هي الكلب الذي نطق


من منكم يعرف حمدان مؤكد تستغربون من حمدان

هذا ؟

ربما هو أنت وربما جارك أو صديقك حمدان رجل من

سكان العالم الثالث

تقتلني كثيرا هذه التسميه البغيضه

لماذا سمينا بالعالم الثالث هل لأن الكثيرين منا

يقطنون بيوتا طينيه

ينامون على الأرض ويلتحفون السماء ويتناسلون

كالارانب يعود حمدان في الظهيره

رائحة العرق والزيت والشحم تغرق يديه وملابسه

تسارع زوجته للقائه تناوله ثيابا نصف نظيفه

يغتسل يتحلق الصغار حول صينيه الطعام تتعلق

العيون على قطع اللحمة العائمه في المرق

كل يخطط أي الأصابع ستكون أكثر مهارة في

الأقتناص انها بلا شك أصابع علياء زوجة حمدان

أبعدوا أيديكم الشرهه والدكم يتعب وهو بحاجه

للغذاء تنال منه نظرة شكر وامتنان

تضع اللحمه في فمه يفهم ما تريد ينظر اليها أولادها

تقطع الخبز وتلقيه في المرق

كلوا واشكروا نعمه الله هناك ناس لا يجدون لقمة

الخبز يستلقي حمدان على ظهره

تمد علياء يدها تمر بها على وجهه برفق مخطىء

من يظن بأن حمدان

لا يعرف الحب ترتجف جنبات قلبه ذلك القلب الذي

يفيض بالمشاعر

يبدو في عينيه بريق غريب عندما يصادف المعلمة

مفيدة تخرج مفيدة في السادسة والنصف

صباحا لتذهب الى القرية حيث تعلم هناك رائحة

عطرها الأخاذ

تثير في نفس حمدان الكثير من الأحاسيس التي

اعتقد انها ماتت بداخله

شهرها الفاحم يسترسل على ظهرها بجنون خداها

المتوردان كل شيء فيها

يفيض بالحيويه أنوثة صارخة ترى من صاحب الحظ

السعيد أي وجه ذاك الذي سيغرق

في خصلات شعرها ويعب من عطرها حتى الثمالة

تخرج من صدر حمدان زفرات لاهبه

يصل الدم ساخنا الى رأسه وهو يتخيل فكرة

مجنونة أغمض عينيه شد بقوة

وسرعان ما صرخت علياء بوجهه هيه الأولاد ينظرون

اليك باستغراب ماذا تفعل

رماها بنظرة حانقة سحقا لك وللثوم الكريه رائحته

تملأ ثوبك وشعرك

أغربوا عن وجهي أريد أن أنام من الذي يصدق أن

حمدان يستطيع النوم

في هذه اللحظه صوت المعلم فياض يمزق أذنيه

قلت لك مئة مرة لا تترك المحل

في الظهيره أصحاب السيارات لا يصبرون علينا

سأحضر لك الغذاء الى الورشة

الغذاء هو عبارة عن رغيف خبز نصف طازج

يحتوي على قرصين من الفلافل وشيء يسير من

البصل والبندوره ممزوجه برائحة

شحوم السيارات لقد وعتدني يا معلم بأن تزيدني

الأجره يعني أنت تعرف الدنيا غلاء

والحمل أصبح ثقيلا على ظهري أجرة حمدان لم تتعد

المئه ليرة منذ سنتين

ومن قال لك بأني أقعد على كنز المعلم يحاسب كل

يوم يعد الآلاف ويخفيها في جيبه

علياء تطلب منه أن يفتح ورشة يضحك بمرارة والده

يأتي من القرية

مضى عليكم زمن لم تقدموا ولم تؤخروا أين المصاري

يا ولد

حتما الست علياء تشتري كل يوم فستان وتأكل

وأولادها الشرهين كل يوم كيلو لحمه

ترنو اليه بعينين دامعتين ايها العجوز المقيت لو انك

تموت الآن يتبادل الصغار نظرات البؤس

شفاه مبيضة يابسة وجوه شاحبة الولد الأصغر

لحمدان يفكر كثيرا ترى ماذا لو أحضر لنا والدي


كيلو لحمة سنأكل حتى نصاب بالتخمة علياء تتسائل

يا الهي لا استطيع تخيل نفسي بفستان

جديد وتشاهدني جارتنا أم عزيز أنا ألبس ثوبا

جديدا الأبنة الصغيرة لحمدان ما زالت تحاول أن تقف

على قدميها تصفيق زغاريد الصغرى وقفت سارت

أنها تمشي نظر اليها حمدان حملها بفرحة

عارمة مكافأة لكم جميعا سأحضر لكم كيلو غرام

حلوى تبادلت العيون نظرات الاستغراب

نعم لأن وردة الصغيرة تمشي على قدميها سأخذها

معي الى السوق صعد حمدان بصعوبة بالغة

حشر نفسه وطفلته تصرخ بنزق داخل الباص عيون

في عيون وأفواه في أفواه رائحة النسوة

تختلف بين البصل والثوم والبارفان جسد تلفه عباءة

سوداء فستان يكاد يغطي الركبتين بصعوبة

السائق يطلب من الركاب أن يضغطوا على بعضهم

يا لله يا اخوان كلها خمس دقائق

كاد أن يختنق وهو يسحب نفسه من بين امرأتين

بدينتين لكزته احداهما في خاصرته

انشا الله عمى في السوق انزلق حمدان وسط

المئات من الوجوه المختلفة بين متعب ومرهق

كثيرون يمشون في السوق معظمهم لا يدري الى

أين هو ذاهب خصلات الشعر تنساب من أمام

وجه حمدان عطورات يشعر بشيء من النشوة يردد

حالما مفيدة

وقف أمام بائع يحمل الحلوى على عربة متنقلة هذه

ارخص من حلوى المحلات ثمن الكيلو

اربعون ليرة أريد أرخص هذا أرخص نوع عندنا نوع

ثالث دفع ثمن كيو ونصف بيدين مرتجفتين

نظر الى عربة الفاكهه انتابه الفزع الشديد أشارت

طفلته الى عنقود الموز نظر اليه ضاحكا

قال بصوت مخنوق هذه موزه لو يصدق ما سمعت

أذناه نطقت طفلته كلمة واضحة انها تنطق

لأول مرة بلثغة رائعه موذه موذه نظر الى التسعيرة

بعينين دامعتين مئة وأربعون ليرة

فر هاربا نحو الباص تجاهل صراخ الطفلة أغلق أذنيه

اختطف الأولاد كيس الحلوى

هرعت الأم مسرعة لعقت باصبعها بقايا حبات القطر

على الكيس الفارغ ما زالت وردة تردد

موذه موذه تحلق الجميع حول التلفاز الصغير يتابعون

باهتمام برنامجهم المفضل

طرائف الفيديو المنزلي انظروا ما ترونه الآن طرائفا

تحصل في البيوت الأمريكيه

صاحب أفضل طرفة يحصل على جائزة البرنامج

وقدرها عشرة الآلاف دولار

ياه كم تساوي هذه العيون معلقة على اللوحة

القادمة الكاميرا على وجه كلب

يقوم ببعض الأعمال المنزليه يغلق الباب يرد على

الهاتف يحمل السماعة ويناولها

لصاحبه وأخيرا علموا الكلب في أمريكا كيف ينطق

الكاميرا على وجه الكلب

وهو يردد ماما تصفيق حاد في التلفزيون بالهتاف

الجائزة الأولى

يحصل عليها الكلب الذي نطق

عشرة آلف دولار يستحقها كلب لأنه قال بوضوح ماما

حمدان يعتقد بأنه اذا صور ابنته وهي تنطق لأول مرة

وتقول موذه

ربما أثارت اعجاب الناس في أمريكا وربما كافأها

برنامج الفيدو المنزلي عشرة آلاف دولار

ولكن من أين لحمدان كاميرا وفيديو اذا

كان قد هرب من ثمن كيلو الموز

آلا ترون معي بأن حمدان مخطىء وهو يفكر ببيع كل

ما يملك لشراء كاميرا وفيديو

انه بالتأكيد مخطىء اذ لا أعتقد بأن الناس في

أمريكا سيجدون الوقت الكافي لمشاهدة ابنة حمدان

وهي تقول موذه موذه



الى اللقاء في قصة أخرى من قصص نبع الخلود

عثمان الغدير
12-07-2010, 06:21 PM
قصة رائعة واقعية
تشكري أختنا أم محمد والشكر من خلالك موصول
للأديبــــــ .................ــــــة والشاعرة تماضر
وهذا عنقود موز باسم المنتدى
لأختنا تماضر بلكي ترجع عالمنتدىhttp://www.tarooti.net/upfiles/Tb339700.jpg

وائل
01-07-2011, 12:38 PM
أعان الله كل حمدان في هذا الزمان وكل زمان
زاد ثمن كل شيء وغمره الغلاء إلا قيمة بني البشر مازالت تنقص يوما بعد يوم !!!
تكفيه رصاصة لا تتجاوز بقيمتها القرش الواحد فقط كي تنقله إلى عالم أخر
مبروك لحمدان خطوات ابنته الصغيرة موذة
قصة جميلة باسلوب مرسل مبدع
ننتظر المزيد من الإبداع نجمتنا وعمتنا أم معاذ

زهرة قاسيون
01-07-2011, 01:54 PM
قصة جميلة..وعبرة أجمل!!
شكراً لكما...الأديبة تماضر الموح..والأستاذة منى

جنى الدخيل
01-07-2011, 05:08 PM
انا اصابني اكتئاب بعد هذه الحلقة
مشكورة استاذة تماضر
مشكورة استاذة منى

تماضر الموح
01-08-2011, 09:25 PM
مناي الغالية كل الشكر والتقدير لجنابك الكريم لما تشرفيني به عندما تطبعين
بأناملك الجميلة حكاياتي المشاغبة أشكرك من قلبي سيدتي الأنيقة

تماضر الموح
01-08-2011, 09:32 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جنى الدخيل http://mouhassan.com/forum/images/buttons/viewpost.gif (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?p=73262#post73262)
انا اصابني اكتئاب بعد هذه الحلقة
مشكورة استاذة تماضر

مشكورة استاذة منى
عزيزتي جنى شكرا لمرورك الغالي لا تصابي بالإكتئاب :a (368):
فقد كانت هذه الحكاية في زمن كان الموز يباع في الصيدليات الآن ولله الحمد تدفق بلدنا بالخيرات تحياتي لك ولمنانا الغالية

تماضر الموح
01-08-2011, 09:34 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة قاسيون http://mouhassan.com/forum/images/buttons/viewpost.gif (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?p=73189#post73189)
قصة جميلة..وعبرة أجمل!!


شكراً لكما...الأديبة تماضر الموح..والأستاذة منى
مرورك يزيد الجمال جمالا زهرتي العطرةتقبلي تحياتي زهرة قاسيون

تماضر الموح
01-08-2011, 09:36 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل http://mouhassan.com/forum/images/buttons/viewpost.gif (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?p=73174#post73174)
أعان الله كل حمدان في هذا الزمان وكل زمان
زاد ثمن كل شيء وغمره الغلاء إلا قيمة بني البشر مازالت تنقص يوما بعد يوم !!!
تكفيه رصاصة لا تتجاوز بقيمتها القرش الواحد فقط كي تنقله إلى عالم أخر
مبروك لحمدان خطوات ابنته الصغيرة موذة
قصة جميلة باسلوب مرسل مبدع
ننتظر المزيد من الإبداع نجمتنا وعمتنا أم معاذ



وائل أيها الصقر الحر والقمر المتألق شكرا لمرورك الغالي

تماضر الموح
01-08-2011, 09:39 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عثمان الغدير http://mouhassan.com/forum/images/buttons/viewpost.gif (http://mouhassan.com/forum/showthread.php?p=67509#post67509)
قصة رائعة واقعية
تشكري أختنا أم محمد والشكر من خلالك موصول
للأديبــــــ .................ــــــة والشاعرة تماضر
وهذا عنقود موز باسم المنتدى
لأختنا تماضر بلكي ترجع عالمنتدىhttp://www.tarooti.net/upfiles/Tb339700.jpg




الللللللللللللللللللللله يسعدك أستاذ عثمان خيي العزيز ولله رجعت للمنتدى بدون برطيل
بس ولله خوووووووووووووش موزات الله يوفقك انشالله دايمة وشكرا عالمرور والضيافة الكريمة