المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة في المزاد العلني


المهاجر
11-30-2010, 08:11 PM
المرأة في المزاد العلني


د. عائض القرني





ظلمت المرأة عند الجهلة في مالها ثلاث مرات ، مرة قبل زواجها يوم كان أبوها الجافي ، وأخوها القاطع ، يحاسبانها في آخر كل شهر على راتبها ، ويقتران عليها بالنفقة ؛ وظلمت مرةً ثانية من زوج بخيل شحيح ، تسلط على مالها ، وحرمها حرية التصرف فيما تملكه ، فصارت تنفق عليه ، وهو يقابلها بالفظاظة والغلظة وصنوف الإيذاء ؛ وظلمت مرة ثالثة لما طلقت ، فمنعت من أبسط حقوقها المالية ، فخسرت المال والزوج والأطفال والبيت والحياة الأسرية ؛ وبسبب مال المرأة ، مُنعت الكثيرات من الزواج ، لأن الأب الشرس الكنود الجحود أراد أن يبقيها في بيته ليستفيد من دخلها الشهري ، حتى ذهب شبابها وصارت عانسا.

والمرأة مظلومة عند الكثير من القساة الجفاة الجهلة بالشريعة ، فإن تأخر زواجها لسبب من الأسباب الخارجة عن إرادتها قالوا: عانس حائرة بائرة ولو أن فيها خيرا لتزوجت؛

وإن طُلقت قالوا: لو أن عندها بعد نظر، وحسن تبعُّل، وجميل خُلق ، لما فارقها زوجها ؛

وإن رُزقت كثيراً من الأبناء والبنات قالوا: ملأت البيت بالعيال ، وأشغلت الزوج بالأطفال؛

وإن لم ترزق ذرية بأقدار إلهية ، قالوا: هذه امرأة عقيم لا يمسكها إلا لئيم ، والبقاء معها رأي سقيم ؛

وإن تركت مواصلة التعليم ، وجلست في بيتها تشرف على أولادها قالوا: ناقصة المعرفة ، ضحلة الثقافة ، رفيقة جهل ؛

وإن واصلت التعليم وازدادت من المعرفة قالوا: أهملت البيت ، وضيعت الأسرة ، وتجاهلت حقوق زوجها ؛

وإن لم يكن عندها مال قالوا: حسيرة كسيرة فقيرة ، أشغلت زوجها بالطلبات وكثرة النفقات ؛

وإن كان عندها مال وأرادت التجارة والبيع والشراء قالوا: تاجرة سافرة مرتحلة مسافرة ، لا يقر لها قرار ولا تمكث في الدار ، عقت الأنوثة وتنكرت للأمومة ؛

وإن طالبت بحقوقها عند زوجها وأهلها قالوا: لو أن عندها ذوقاً وحسن تصرف لنجحت في حياتها الزوجية ، ولكنها حمقاء خرقاء ؛

وإن سكتت فصبرت على الظلم ورضيت بالضيم قالوا: جبانة رعديدة ، لا همة لديها ، ولا حيلة في يديها ؛

وإذا ذهبت إلى القاضي ، ورفعت أمرها للحاكم قالوا: هل يعقل أن امرأة شريفة عفيفة تنشر أسرارها عند القضاة وتشكو زوجها وذويها عند المحاكم؟ أين العقل الحصيف ؟ وأين العرض الشريف ؟

وإنما يحصل هذا الظلم والإقصاء والتهميش للمرأة في المجتمعات الجاهلة الغبية ، فهي عندهم من سقط المتاع ، ومن أثاث البيت تُورث كما تورث الدابة ، ويُنظر إليها على أنها ناقصة الأهلية قليلة الحيلة ضعيفة التكوين تحتاج إلى تدبير وتقويم وتوجيه وتهذيب وتعزير، بل بعض المتخلفين الحمقى لا يذكرها باسمها في المجالس ، بل يعرض ويلمح ويقول مثلا: (المكلف) ، (والحرمة) ، و(المرأة أكرمكم الله) ، و(راعية البيت) لئلا يفتضح بذكر اسمها ؛ وهذه غاية النذالة ، ونهاية الرذالة ؛

وهي مخلوق كريم ، وجنس عظيم ، فالنساء شقائق الرجال ، وأمهات الأبطال ، ومدارس المجد ، وصانعات التاريخ ، وشجرات العز ، وحدائق النبل والكرم ، ومعادن الفضل والشيم ، وهن أمهات الأنبياء ، ومرضعات العظماء ، وحاضنات الأولياء ، ومربيات الحكماء ، فكل عظيم وراءه امرأة ، وكل مقدام خلفه أم حازمة ، وكل نازح معه زوجة مثابرة ، فهنّ مهبط الطهر ، وميلاد الحنان والرحمة ، ومشرق البر والصلة ، ومنبع الإلهام والعبقرية ، وقصة الصبر والكفاح ، فلا جمال للحياة إلا بالمرأة ، ولا راحة في الدنيا إلا بالأنثى الحنون ، فآدم لم يسكن في الجنة حتى خلق الله له حواء ، ورسولنا صلى الله عليه وسلم هو أبو البنات العفيفات الشريفات ، ذرف من أجلهن الدموع ، ووقف لأجل عيونهن في الجموع ، وسجل أعظم قصة من البر والإكرام والاحترام والتقدير للمرأة أما وأختا وزوجة وبنتا ؛
فيا أيها المتنكرون لحقوق المرأة ، لقد ظلمتم القيم وعققتم الفضيلة ، وجهلتم الشريعة ، ونقضتم عقد الوفاء ، ونكثتم ميثاق الشرف ، فأنتم خاسرون لأنكم ناقصون ، ناديتم على أنفسكم بالجهل والغباء ، وحكمتم على عقولكم بالتخلف والحمق ، فتبا لمن ظلم المرأة وسحقا لمن سلبها حقوقها.

رمانة
11-30-2010, 11:30 PM
بارك الله فيك د. القرني , تكلمت وانصفت ومن قبلك انصف الاسلام المرأة وكرمها , ولكن كما قلت لا يهينها الا جاهل مستبد , واسلامنا الحنيف حافظ عليها بكل الوسائل لانها جوهرة كريمة بعين من يقدرها , اما الغرب فقد حولها الى سلعة تباع وتشترى بحجة التحرر والانفتاح والكذبة الكبرى التي اوهمها اياها " المساواة بين الجنسين" دون مراعاة للاختلافات الكثيرة بينهما ,هذه الاختلافات التي ميزت بينهما وبين واجبات وحقوق كل فرد ,كما اقر ديننا الحنيف .والتي لو طبقت بشكلها الصحيح لعمت السعادة والتفاهم في بيوتنا جميعا........اذكر مرة اني قرأت عن دراسة عن النساء في امريكا حيث كانت نسبة النساء اللواتي يرغبن بالتخلي عن هذه المساواة المزعومة والمعاملة المادية والعودة الى حياة النساء في الاجيال السابقة حوالي 70 % .غاية القول ان هؤلاء النسوة اكتشفن زيف الادعاءات الموجهة اليهن وادركن انهن وقعن ضحية لابشع صور الاستغلال وكله باسم الحرية...........الحمد لله على نعمة الاسلام والحمد لله اكثر انه هو الله ربنا هذه النعمة التي اعتبرها بحق اكبر نعمة وهبنا اياها الله ...فهنيئا لمن كان ربه الله و هنيئا لمن عرف هذه الحقيقة واعتبر............. شكرا على الموضوع الجميل .....بارك الله فيكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لهيب_الشوق
12-01-2010, 12:34 AM
انصفت المرأة بموضوعك اخوي المهاجر

بالفعل هذا الموضوع لم يغادر حقيقة الواقع المر للمرأة في مجتمعاتنا

شكرا لك

تماضر الموح
12-01-2010, 01:58 AM
شكرا لك أخي المهاجر بارك الله فيك ولك على هذه الشهادة العظيمة والوصية
الكريمة جعلها الله في ميزان حسناتك تقبل مروري وتقديري وكل عام وأنت بخير

منى
12-01-2010, 08:29 AM
فيا أيها المتنكرون لحقوق المرأة ، لقد ظلمتم القيم وعققتم الفضيلة ، وجهلتم الشريعة ، ونقضتم عقد الوفاء ، ونكثتم ميثاق الشرف ، فأنتم خاسرون لأنكم ناقصون ، ناديتم على أنفسكم بالجهل والغباء ، وحكمتم على عقولكم بالتخلف والحمق ، فتبا لمن ظلم المرأة وسحقا لمن سلبها حقوقها.


نعم فتبا لمن ظلم المرأة وسحقا لمن سلبها حقوقها.

مشكور أخي المهاجر أيها الراقي

باختيارك لمواضيع هامه ومن صميم واقعنا

ايهم
12-01-2010, 06:48 PM
و أخيرا تذكرنا بعض المحاسن للمرأة
أشكرك جدا أخي المهاجر على هذه الإضافة المميزة كشخصك

المهاجر
12-06-2010, 03:04 PM
شكرا لكم أخوتي أيهم وعبد الرحمن وشكرا لكن أخواتي رمانة ومنى وأم معاذ
بارك الله بكم جميعا
أخوتي الإسلام أعطى المرأة حقوقا لم ولن تحلم بها في أي دين أو معتقد آخر , وصانها وحماها مماكان ينوبها قبل الإسلام من جشع الطامعين وخبث سرائر الفاسدين الذين ساموها أشد العذاب وامتهنوا كرامتها
ولكننا نرى اليوم أناسا ربما عملوا مثلما عمل الفاسدون المفسدون قبل الإسلام تحت شعارات منها تحرير المرأة ومساواتها مع الرجل وهمهم في ذلك ليس دفاعا عن المرأة بل لتحقيق رغباتهم الدنيئة
وبالمقابل هناك من امتهن كرامة المرأة بتضييع حقوقها التي شرعها الله لها فأكل ميراثها ولم يعطها حقها من ميراث والدها او حجرها في البيت لمصلحة له وساهم في عنوستها وغير ذلك
هناك في مجتمعنا أمثلة كثيرة معروفة من قبل الجميع