المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب اذان الانعام


عبد الرحمن العمري
10-05-2010, 09:25 AM
هذا هو الكتاب وان شاء الله ينا ل اعجابكم


ملاحظة : تنزيل الكتاب لايعني الموافقة على كل ماجاء فيه من افكار والكتاب قيد المناقشة

في منتدى اهل التأويل :


بخصوص الكتاب هذا هو الرابط :

http://www.4shared.com/file/88636240...n_Multaqa.html (http://www.4shared.com/file/88636240/628a00dc/azan_Multaqa.html)

عبد الرحمن العمري
10-05-2010, 10:03 AM
;كانت رغبتي ان يقول الاخ الدكتور المستشار بقراءة الكتاب ويعطينا خلا صة رأيه فيه .

هذه فقرة من الكتاب :




كانت رغبتي ان يقوم الاخ الفاضل المستشار بقراءة الكتاب ثم يعطينا رأيه فيه


هذه فقرة من الكتاب:


نــظــريــة آذان الانـــعام
لقومٍ يتفكرون
الجزء الثانى:
خلق الحياة من ماء وتطورها
الحلقة الثالثة:
آدم و مثل عيسى عند الله


اختصر هنا شرحه لمثل عيسى عند الله من كتابه كما يلى:


< هنا نعود الى قصة خلق آدم والمثل الذى طالما ظننا أن الله قد ضربه لنا لعلَّنا نفهم ولو القليل من سر الخلق.... المعروف أن القرآن ربط خلق آدم بالمثل فقط بخلق عيسى عليه السلام من دون سائر البشر والنبيين... وقد ورد ذلك فى آية واحدة هى قوله تعالى:

{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} 59آل عمران!

هذه الآية أيضاً هى الآية الوحيدة فى القرآن التى ارتبط فيها خلق "آدم" بالإسم "بالتراب" إذ أنَّ كل الآيات التى وصفت بداية الخلق من ترابٍ وماء وطين إنما أشارت الى خلق "البشر" أو "الإنسان" وليس أسم "آدم".....

الغريب فى هذا السياق أن المثل الذى ضُرب لنا ليسهل علينا أن نفهم كيف خلق الله عيسى من غير أب, هو مثل خلق "آدم".... وكأننا نفهم اصلاً كيف خلق آدم من غير أب ولا أم!... بمعنى آخر, حينما ضرب الله مثلا ليوضح مضاعفة الحسنات ضرب مثلا بالحبة التى تولد سبعة سنابل فى كل سنبلة مائة حبة, وهو مثل يُسهِّل فهم عملية البركة وزيادة الأجر فى أعمال الخير.... ولكن المثل الذى ضرب ليوضح لنا كيف خُلق عيسى من أمٍ فقط هو مثل آدم الذى خلق من غير أم ولا أب.... و ما يجعل هذا المثل اكثر غموضاً انه يوحى ايضا ان عيسى نفسه خلق من تراب وليس آدم وحده... فسبحان الذى خلقنا وخلقهم!

نحن لا نظن أن التمثيل هنا مقلوب، ولكن هناك حِكَمٌ خفية عديدة يمكن استنباطها من لغة هذه الآية:

1. الآية لم تقل " ضرب الله مثلا للناس..." وإنما نصت على: " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ", وهذا يعنى أن الله يصف لنا كيف قدر الله خلق عيسى, ولكنه لم يضرب لنا مثلا ليسهل علينا فهم المعنى كما نظن من الوهلة الأولى.

2. الآية تستفز العقل والمنطق وكأن الله يقول لنا: ما بالكم تستغربون خلق عيسى من أم معلومة فى الوقت الذى تجهلون فيه الكثير عن آدم الذى انحدرتم منه من غير ان تعلموا شيئا عن امٍ له او اب؟؟! سواء كنتم مؤمنين أو باحثين أكاديميين فألاجدر هو التدبر فى أصل الذى ما علمتم له لا أم ولا أب وليس الذى وجد من أمٍّ معلومة.....

وحتي نبحث بصورة علمية فى أصل خلق آدم مستهدين بما نعلمه عن أصل خلق عيسى, فإنّ البدء بوضع الحقائق المتفق عليها هو الوسيلة العلمية السليمة لاستنباط معلومات عمَّا لم يُتفق عليه... وهذا كان مدخلنا العلمى فى البحث فى قضية التطور أصلا.... لو اتبعنا ذات الأسلوب العلمى فى المقارنة بين خلق آدم وعيسى, فان بين يدينا, من القرآن ومن الواقع, عن خلق عيسى فى عالم الشهادة أكثر مما لدينا عن خلق آدم فى عالم الغيب... لذلك سنحاول أن نطرح الحقائق المعروفة عن خلق عيسى عليه السلام، لنرى ما هى صفات التشابه بين خلقه وخلق آدم, عليهما السلام :
خلق عيسى تم داخل النظام الأزلى لخلق البشر، ولم يكن فيه استثناء الا فى كونه جاء من غير أب.... فعيسى قد حملت به أمه حملا عاديا قدره الله بفعل كن, بمعنى أن الحلقة الوحيدة المفقودة فى حمله كانت غياب الحيوان المنوى من الرجل، ولكن بعد أن تمَّ الحمل بفعل كن, استمر فى رحم أمه حملا عاديا وتطور جنينها تطورا عاديا، و كانت مريم وهي بشر عادى, شاهدا على حملها به وشهد أهلها واستترت منهم ساعة المخاض وحاجُّوها فى هوية الطفل الذى أنجبت...!

عيسى ولد بمخاض طبيعى ووضع طبيعى، بدليل أن الله تعالى تتبع سلوك مريم وحزنها من الحمل الذى كان كالفضيحة لها، مما يؤكد أنه حمل عادى يثير الريبة فى مجتمع لا يقبل حملا من غير زواج... ثم وصف لناعملية المخاض وصفا طبيا وأنه سبحانه وتعالى أطعمها رطبا جنيا ساعة المخاض, إذ أن الرطب يحتوى على هورمون "الريلاكسين" الذى يساعد على ارتخاء المفاصل والعضلات، مما يسهل عملية الوضع, ليؤكد لنا أن عيسى لم يتم بناؤه كتمثال من طين أُهدِى الى مريم كما نفهم أن آدم بنى من تراب وطين كتمثال, وأن حمله وولادته لم يكونا الا حملا طبيعيا ووضعا طبيعيا فقط لم يكن للأب دور فيه!!!

إذاً فخلق عيسى سرٌ من حيث الكيفية البيولوجية، ولكنه كحدثٍ اجتماعى كان حملا ووضعا شهده شهود من البشر... أما خلق آدم فغيب لم يشهده إلا الله تعالى والملائكة.... ولمَّا كان مَثَلُ الخلقين عند الله واحداً فانه يمكننا أن نتدبر فى القليل الذى نعرفه عن خلق عيسى فى عالم الشهادة، لنتخذه وسيلة لمحاولة فهم خلق آدم الذى تم كلية فى عالم الغيب، وليس لدينا أى تفاصيل عملية أو شهود أو وصف اجتماعي لعملية خلق آدم.

ومن هذا المنطلق نطرح أسئلة منطقية مستوحاة من خلق عيسى عليه السلام:
* عيسى خلق كجنين فى رحم أمه مريم...فهل هذه صفة تشابه أو اختلاف مع خلق آدم؟

* عيسى خرج من بطن أمه فى مخاض طبيعى ... فهل هذه صفة تشابه أو اختلاف مع خلق آدم؟

* كان عيسى يوماً فى نظر الناس صبيا فهل كان آدم يوماً صبياً أيضاً؟
* بافتراض أنَّ آدم قد خلق من تراب فما هى علاقة عيسى وهو جنين فى رحم امه بالتراب اذاً؟

ثم آخرا وليس أخيرا, إن كان عيسى قد خلق بفعل "كن" فكان, لماذا يصف الله تعالى انه قال لآدم: كن "فيكون" ؟ اذ أن كلمة "يكون" فى الآية جاءت بعد ذكر مثل آدم, مما يوحى بان الذى "يكون" هو آدم ونفترض لغة أن عيسى "كان"؟؟!

بعد التدبر فيما سبق ذكره يمكننا هنا أن نستنتج أوجه التشابه بين الخلقين كما يلى:

1. إنّ الله يخلق ما يشاء بفعل "كن"، سواء تشابهت طريقة الخلق البيولوجية أو اختلفت فإن أصل التشابه هو قدرة الله على أن يخلق ما يشاء كيفما يشاء!
2. معلوم أن عيسى خلق من تراب وطين تكوَّن به جنينا فى رحم امه كسائر البشر كما شرحنا فى باب "قصة الخلق"-- لخصناه فى الحلقة الثانية اعلاه--, ولكنه لم يبن من طين فى هيئة كاملة, وهذا أمر شهده الناس ووصفه القرآن فى وصف الحمل والمخاض.... وبالتالى فان علاقة آدم بالتراب يمكن ان تكون شبيهة بعلاقة عيسى به..... بمعنى آخر أن هذا التمثيل يمكن أن يكون دليلا قاطعا على أن آدم خلق من مكونات التراب و الطين بقانون التطور الذى قدره الله لخلق كل البشر ومن بينهم عيسى الذى خلق من غير اب.... بمعني أبسط فكأن الله يقول لنا: لقد خلقت آدم من مكونات التراب بفعل كن كما رأيتم رأى العين كيف خلقت عيسى من مكونات التراب فى رحم امه.... ولكن لم يبنى أى منهما فى شكل تمثال كما تتخيلون!
3. عيسى لم ينجب ذرية وبالتالى فان خلقه من طين "كان" وانتهى بخلقه, ولكنّ آدم انجب ذرية تتكون كل يوم من ذات الطين وبالتالى فان علاقته بالطين كائنة فى تكرار خلق سلالته الى يوم القيامة وهذا يمكن أن يفسر كلمة "يكون" فى أمرخلق آدم >>
انتهى النقل......


آدم


تعددت اسماء الانبياء كثيرا من غير ان يشكل ذلك حرجا على المسلمين فى اي عصرٍ من العصور.. وعلى راسهم اسماء النبى http://www.islamcg.com/vb/images/smilies/salla2.gif.... فهو محمد واحمد كما فى القرآن صراحة... ولكنه ايضاً المصطفى والمختار... بل وهو ايضاً يسن وطه رغم ان هذه تاويلات لمدلولات هذه الحروف التى ما كان لها معنى محدد فى اللغة العربية قبل ورودها فى القرآن.... ولكن ظل اسم آدم واحدا رغم ان اللفظ له معنى واضح فى اللغة العربية علي عكس لفظى طه ويس مثلاً.... ومن هذا المدخل بحث الكاتب فى احتمال ان يكون استعمال لفظ آدم فى القرآن له مدلوله المتفق عليه وهم اسم نبى الله الأول آدم عليه السلام في مواقع, وهو ايضاً اللفظ العربى المعروف من الاصل اللغوى: الأدم!

طرح هذا الموضوع كما يلى فى الباب الثالث:

]....هنا يطرأ سؤال عن أمرٍ آخر هام جدا وقد يصيب البعض بالدهشة وهو هوية "آدم" المقصود هنا, هل هو نبى الله المصطفى "آدم" او هو اسم جنس مأخوذ من كلمة أدْم فى اللغة ؟

أدْم: تعنى الموافقة والملاءمة , تقول "أدَمَ الله بينكما" أى لاءم ووافق بينكما, ومنها الحديث المشهور فى النصح للخطيبين ان يرى كل منهما الاخر " فإنه عسى ان يُؤْدَمَ بينكما" أى يحدث بينكما تآلف وتوافق وملاءمة.... فهل يمكن أن يكون معنى الآية هو: أن مثل عيسى عند الله كمثل كل جنس آدم "الملائم الموافق" وهو جنس يكون كل يوم الى يوم القيامة؟.... هذا السؤال تجيب عليه آيات كثيرة وصفت سكن "آدم" الجنة, - سنتطرق اليها لاحقاً- ولكن نظن ان أوجه المقارنة بين خلق عيسى و خلق آدم أكبر من أن نقف فيها عند هذا الحد.

لعل من أبرز ما تسبب فى تشخيص خلق آدم فى شكل تمثالٍ مجسم نفخت فيه الروح هو وصف الله تعالى لخلق البشر { وليس آدم} بـ :
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}29الحجر!
إذ أن فهم هذه الخطوات قد يوحى بان الله سواه بيديه حتى اكتمل شكله, ثم قام بالنفخ فيه وهذا ما فهمه اليهود من وصف مشابه فى التوراة. لا بد ان نذكر هنا ان هذه الآية تصف خلق وتسوية البشر ولكنها لم تصف آدم بهذا الاسم رغم ان المتعارف هو ان المقصود هو آدم.
فإذا افترضنا أن آدم لم يتم بناؤه كجسد قبل نفخ الروح, فما هو سر الروح التى نفخت فى هذا البشر بعد أن سواه الله تعالى؟
الإجابة على هذا السؤال المشروع يمكن استيحاؤها من مثل عيسى نفسه, إذ أنّ نفخ الروح ورد فى القرآن فى هذا السياق فى أمر خلق عيسى تماما كما نفخت الروح فى البشر, مما يؤكد أن الله ما ضرب مثلا بخلق آدم كوسيلة لفهم خلق عيسى الا لأنه ترك لنا أدلة متناثرة مرتبطة بخلق عيسى إذا رتَّلْناها ترتيلا أى تدبرنا المتشابه منها والذى يتناسق مع بعضه بعضا منها, تكونت لنا صورة أكثر وضوحا عن أمر خلق كليهما... الملفت للانتباه ان مفهوم "النفخ" فى القرآن ورد فى النفخ فى "البشر" وفي "مريم", كما ان عيسى نفسه نفخ فى "الطير" وكذلك فان النفخ فى "الصور" يؤدى الى انفجار الكون عند قيام الساعة – ناقشنا ذلك فى الجزء الاول اعلاه- اما هنا سنحاول فهم النفخ فى البشر من تدبرنا فى النفخ فى مريم ونفخ عيسى فى الطير.


النفـخ فى مريـم:


{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ} 91 الأنبياء
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ التى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ} 12 التحريم

هنا يجب أن نعترف أن الأمر غامض غموض فهم الروح التى جعلها الله تعالى سرا من أسراره كما فى قوله تعالى:

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} 85الاسراء!

فأمر الروح يظل أمرا يمكن أن نتدبر فيه, ولكن لن نعلم عنه الا القليل, على أن من الحكمة أن نتدبر فى علاقة نفخ الروح فى وصف خلق عيسى ونفخ الروح فى قصة خلق البشر، ففي الآيات اعلاه وصف الله تعالى تلك العلاقة فى حالة عيسى كما يلى:

الوصف الأول: أنه نفخ من روحه فى مريم التى أحصنت فرجها. من المعلوم أن مريم كانت حية وبالتالي لها روحها المستقلة, ورغم ذلك فالروح هنا لم تنفخ فى جنينها بل نفخت قبل أن تحمل عيسى عليه السلام " فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا"! فهل اصبح لمريم روحان أم أن "النفخ من الروح" هنا له مدلول اخر؟

الوصف الثانى: هنا نفخ الله بالتحديد فى فرجها من روحه, وللمرة الثانية لم يشمل النفخ عيسى، وإن كان مفهوما أن خلق عيسى هو المقصود بنفخ الروح!

فإذا كان فهمنا لآية: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} فى قصة خلق البشر تعنى الفهم المتوارث وهو أن الله قد خلق آدم من طين ولكن من غير روح, ثم فتح فمه أو أنفه ونفخ فيه الروح فدبت فيه الحياة، فهل يمكن أن نتخيل أن الله نفخ فى فرج مريم الروح بذات الطريقة التجسيدية ليخلق عيسى؟ أى أن الروح نفخت قبل أن يخلق عيسى من تراب؟! أغلب الظن أن العلاقة بين" نفخ الروح" والخلق فى الحالتين هى علاقة معنوية تشير الى فعل "كن" الذى ينفذ به القدر فيقضى به الله ما يشاء من غير الحوجة الى علاقة جسدية محددة بين النافخ والمنفوخ!

لا بد وأن نذكِّر أن المفسرين أجمعوا أن "فرجها" فى الآية تشير الى أن جبريل قد نفخ فى "جيب درعها" إذ أن "فرج" تعنى أى شق فى أى جسم, والشق فى أعلى الجيب يسمي فرج.... الا أننا نجد غرابة فى هذا التأويل الذى لم نجد له حديثا يسنده، وذلك لأن الله تعالى قد مهَّد للنفخ فى هذه الآية بأن وصف مريم العذراء بأنها أحصنت فرجها, أى كانت عفيفة طاهرة وهذه صفة ملازمة لمريم عليها السلام، ومن هذا يفهم أن "فرجها" هو موضع العفة المعروف، وهو أيضا أول عضو يبدأ عنده الحمل، وليس هناك منطق أبدا يبرر تفسير الفرج هنا بالجيب او أعلى القميص! إذا تدبرنا لغة الآية نجد أن"النفخ" قد تم عطفه على الفرج المحصن، الشئ الذى يبرز حمل مريم كمعجزة بدليل التأكيد على طهرها وعفتها، فكيف يكون النفخ قد تم فى أعلى الجيب؟ أغلب الظن أن كل المفسرين الذين لم يدعموا تأويلهم بحديث واحد عن رسول الله http://www.islamcg.com/vb/images/smilies/salla2.gif قد اخذوا رأى مجتهد واحد ظن ان نفخ الروح إنما يكون من أعلى الجسد، لأن فهمهم للروح هنا هو أنها سرالحياة، ولما كان هناك أصلاً خطأ سابق – ناتج من تأويل خاطئ للتوراة- فى فهم نفخ الروح فى فم آدم, فقد ذهبوا جميعا الى تأويل الفرج بأعلي الصدر أو الجيب لقربه من فم أو أنف مريم عليها السلام.... ونحن نظن أن "النفخ" نفسه له مدلول اخر وندلل على ذلك بأن نرتل آيات النفخ فى مريم مع آيات نفخ عيسى فى الطين:

{...انى أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ...} 49 ال عمران!
{..وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي..} 110 المائدة!

فى هاتين الآيتين نلاحظ أن عيسى لم ينفخ من روحه... وإنما نفخ فى الطين فقط فكان الطين طيرا بإذن الله !.

من هذه المقارنات يمكننا أن نستنتج أن عملية النفخ يمكن أن تكون إيذانا من الله لينفذ فعل "كن" فى الأمر وليست بالضرورة نفخا للروح التى تحمل سر الحياة، إذ أن الخالق هو الله, وإنّ تحول الطين الى طير يتم بإذن الله وليس بنفخ عيسى.... نفخ عيسى فى الطير هنا لا يعدو عن كونه وسيلة معنوية لإثبات المعجزة تماما كما أمرالله موسى أن يضرب بعصاه البحر لينفلق.... ومن هنا يمكننا أن نستنتج أيضا أن "روح الله" ربما تعنى المعنى اللغوى لكلمة الروح وليس الروح التى هى سر الحياة الغامض.
روح: من معانيها السعة والفسحة والاطراد، وهي إيضا تعنى الريح وتعني الروح التى هى سر الحياة الذى لا يعلمه إلا الله تعالى.

نفخ: لها معنى واحد وهو الانتفاخ أى التضخم والعلو, والمنتفخ هو الرجل السمين.
من هذا يمكن أن نستنتج أن النفخ فى مريم يمكن ان يدل على إنتفاخ الحمل، وأنّ روح الله كناية عن رحمته وفضله على مريم... إذ أنه أكرمها من سعته بعيسى عليه السلام، وبالتالى يمكن أن يكون مدلول: { التى أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} هو أن الله قد أذِن لبدء حملها بعيسي بكل خطوات الحمل ابتداءً من الفرج وهو أول عضو فى جسد المرأة تبدأ به عملية الحمل، ثم يكون مدلول َنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا إشارة الى انها حملت حملا عاديا بفضل الله وانتفخ بطنها كأي امٍ حامل وليس أسبوعا أو اياما معدودة كما أوردت بعض التفاسير اجتهاداً... هذا التأويل أيضا يسهل الجمع من غير إشكال بين النفخ "فيها" والنفخ "فى فرجها" كما ورد فى الآيتين, إذ أن النفخ هنا هو الانتفاخ الطبيعى الذى يتبع الحمل وكله تم بفضل الله ورحمة منه وسعة, ويبدأ إنتفاخ الحمل عند الفرج وسرعان ما ينتفخ كل جسد الام مع تطور الحمل.

ونحن نظن أن حمل مريم عليها السلام كان حملا عاديا استغرق ما يستغرقه الحمل العادى، والا لما كانت مريم ستخشى قومها إن كان فى ظاهر حملها شئ إعجازى, كسرعة فى الحمل وسرعة فى الوضوع كما قدم بعض المفسرين، وندلل على ذلك بأن قومها قالوا لها: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} 28 مريم, وهذا يدلل على أن حملها ومخاضها كانا عاديين يمكن ان يشتبه فى أنه حمل سفاح ولذلك قالوا عليها بهتانا عظيما! ومن هنا نفهم أن بطنها انتفخ بالحمل واستغرق من الزمن ما يستغرق أى حمل، الفرق الوحيد هو أن حملها ابتدأ بـ"اذن الله" وليس بوجود ماء الرجل و الله أعلم.

بعد هذه المقارنات.....نخلص الي الآتى:

اولاً :

ان آدم المقصود في أية مثل عيسى ليس نبي الله آدم وانما العنصر الملائم للتغيير... البشر عموما... وهذا العنصر يتكون كل يوم من التراب الى يوم القيامة لذلك قال الله له "كن" فيكون....

ثانياً:

ان روح الله ليست بالضرورة سر الحياة...لان الله نفخ في مريم من روحه قبل ان تحمل عيسى.. وروحه هما تعني من فضله وسعته....

ثالثاً:

ان النفخ تعني معناها الحرفى من انتفاخ...او نفخ النفث.. كما نفخ عيسى في الطين..وليس من روحه فاصبح طيراً باذن الله...

اذا جمعنا كل هذه المعني الجديدة...ثم تحررنا من وهم ان الله نفخ من روحه في آدم.. وقرأنا الآيات صحيحة كما وردت في القرآن وهي ان ألله نفخ في البشر من روحه وليس فى آدم....يصبح لدينا اسئلة كبيرة وخطيرة تحتاج لاجابات:
من هو البشر الذي نفخ الله فيه من روحه ليجعل منه خليفة له؟
هل كان هذا البشر حياً قبل النفخ؟
كيف نفخ الله فيه من روحه؟

فراتي
10-05-2010, 03:05 PM
ارتباط الملف الذي طلبته غير صالح.

لا يوجد ملف

عبد الرحمن العمري
10-05-2010, 08:50 PM
اخي الفراتي :

فعلا الرابط لا يعمل

لكن الكتاب موجود على حلقات في منتدى - اهل التأويل - المشرف الاخ جمال الشرباتي

والمنتدى مع الاعضاء ينا قشون المؤلف ..

دمت بخير
www.attaweel.com/vb/showthread.php?t=5050&page...