المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث الروح ...........الي امي


القيصر
09-28-2010, 08:51 AM
اشتهرت أم أيمن في التاريخ الإسلامي بهذا الاسم.. حتى إن الكثير من الناس لا يعلم اسمها الحقيقي وهو “بركة”.

جاءت بركة بنت ثعلبة الحبشية مع جيش أبرهة عندما دخل مكة لتحطيم الكعبة المشرفة وإرغام الناس على الحج إلى البيت الذي بناه أبرهة في اليمن، وأحضر معه فيلا ضخما ليثير الرعب والفزع في أهل مكة فأرسل الله عليهم مجاميع من الطير وكان كل طائر يحمل ثلاثة حجارة من جهنم واحد بمنقاره والآخران بمخالبه.. فأبادتهم وجعلتهم “كعصف مأكول” أي مثل التبن الذي تأكله البهائم.

ووقعت بركة أسيرة بعد هزيمة أبرهة وعاشت في بيت عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وهبها بعد ذلك لابنه عبد الله، وبعد وفاته ورثتها آمنة بنت وهب ومن بعدها ابنها محمد صلى الله عليه وسلم.

اصطحبت آمنة بنت وهب محمداً صلى الله عليه وسلم لزيارة أخواله في يثرب وأخذت معها خادمتها بركة.. وفي طريق العودة مرضت آمنة مرضاً شديداً ووافتها المنية عند مكان يسمَّى (الأبواء) ودُفِنت هناك.. وأحس محمد صلى الله عليه وسلم بمرارة اليتم وألم الفراق وهو ابن ست سنين.

وعادت بركة بمحمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة وسلَّمته إلى جده عبد المطلب فضمَّه إلى كفالته وزاد عطفه عليه وتعلقه به ورقَّ قلبه له، ووصى به حاضنته وقال لها: يا بركة لاتغفلي عن ابني.

وكانت بركة لا تحتاج لوصية عبد المطلب لأن الله ألقى محبة محمد صلى الله عليه وسلم في قلبها من يوم ولادته، ولما كبر صلى الله عليه وسلم كان يحفظ لها ذلك ويقول: “هي أمي بعد أمي” ويقول أيضا: “هذه بقية أهل بيتي”، وقد أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم عندما تزوج بخديجة رضي الله عنها.

وقد أسلمت في الأيام الأولى من البعثة النبوية وكانت من السابقين الأولين، وزوَّجها النبي صلى الله عليه وسلم عبيد بن الحارث الخزرجي فولدت له أيمن المهاجر الشهيد، وكُنيت به وصارت شهرتها “أم أيمن” واستشهد ولدها أيمن بن عبيد يوم حُنين.

وبعد وفاة زوجها وانتهاء عدتها قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن”، فتزوجها زيد بن حارثة الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن - وأنجبت له أسامة بن زيد.. واستشهد زوجها زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، وشب أسامة بن زيد مثل أبيه شجاعا مقداما فوَّلاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش المتوجه لغزو الروم في الشام وهو في صدر شبابه المبكر.

وكان ارتباط حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بأم أيمن الحاضنة التي لا يستغني عنها - وهي أَمَةٌ حبشية - لِحكمة من الله تعالى ليعلم من حداثة سِنه أن الناس سواسية وأنه لا فضل لأبيض على أسود إلا بالعمل الصالح.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خير نصير للأرِقَّاء ولذلك غضب النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع أحد الصحابة يقول لآخر مُعَيِراً إياه بلون بشرته: يا ابن السوداء وقال في قوة: “لقد طفح الكيل لقد طفح الكيل، ليس لإبن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوى”.

الكلمة الأخيرة: توفيت أم أيمن “أم الأبطال” بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشرين يوما.. ودفنت في المدينة المنورة.

عثمان الغدير
09-30-2010, 03:59 AM
تشكر أخي القيصر على هذه المعلومة الطريفة وذكر هذه المرأة الفاضلة