المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العباءة الرّجالية


رضا
09-24-2010, 03:10 PM
عرفت علاقة العربي بفرسه منذ القدم حتى أخذ يتغزل بهذه العلاقة وينظم القصائد الى الآن لاتزال من الإبداعات الأدبية الخالدة وللرجل العربي علاقة أخرى حميمة لا تقل أهمية عن علاقته بفرسه إلا وهي علاقته بعباءته فأن للعباءة مكانة كبيرة عند العرب منذ أقدم العصور فهي التي تقيه برد الشتاء وحرارة شمس الصحراء وتقي وجهه رمال الهيجاء ورغم تطور الحياة بقيت العباءة رمزا لعدد كبير من الرجال الذين يشعرون بأن أناقتهم لا تكتمل إلا بالعباءة، وقد كانت العباءة ولا تزال من الهدايا التي تقدم للشخصيات المرموقة كالرؤساء والأمراء والقضاة على ان هدية العباءة تعد من أغلى الهدايا لمن تهدى إليه إذا أن فيها تعابير كبيرة قد لا توجد في غيرها من الهدايا، وللعباءة أنواع مختلفة تتفاوت أسعارها بشكل متفاوت وقد تصل إحداها الى عشرة أضعاف سعر الأخرى ومن أهم أنواع العباءات هي العباءة النجفية التي تتصدر أنواع العباءات قديما وحديثا تليها عباءة دشت التي يتغير لونها تبعا للإضاءة الموجودة والعباءة الحسائية واللندني والماريني.



مراحل صناعة العباءة

اشتهر العراق بالعباءة الرجالية وخاصة في مناطق الجنوب والفرات الأوسط، ومن المدن التي تشتهر بهذه الصناعة مدينة العمارة الجنوبية لكون هذه المدينة من المدن العريقة والتأريخية وتقطنها قبائل عربية تستهوي لبس العباءة، لان أبناءها يعتبرونها من الأصول العربية ويمتهن عدد كبير من أبناء ميسان مهنة صناعة العبي الرجالية، حيث أن الزائر للعمارة يستوقفه منظر خياطي العباءة وهم يقومون بعملهم بكل هدوء وحذر لان هذه الصناعة تحتاج الى دقة وبراعة كبيرة ومن أشهر صانعي العباءة في مدينة العمارة الحاج (طالب الشمري) حيث حدثنا عن عمله قائلا:
-لقد توارثنا هذا العمل جيلا بعد جيل لان الذي يعمل بهذه الحرفة يجب ان يكون خبيرا بها لان أي خطأ قد يؤدي الى خسائر مادية كبيرة، أما عن مراحل عمل العباءة فأن العباءة تدخل بمراحل عديدة حيث تجمع الأصواف الجيدة في موسم جز الصوف (الكصاص) والتي تصلح للغزل وخاصة (حوايا) الأغنام وظهورها ثم تغسل جيدا بعدها تقوم مجموعة من الرجال الماهرين (الغزالون) بغزل هذه الأصواف وبعد إتمام الغزل المطلوب ترسل الى النساجين (الحياك) لتصبح عباءة أو ما يسمى (بالخاجية) ثم يأتي دورنا نحن الخياطين وهي آخر مرحلة من مراحل هذه الحرفة بعدها تصبح جاهزة للبس وللعباءة عدة أنواع منها الصيفي التي تسمى (الخاجية أو البشت) ومنها الشتوي التي تسمى العباءة وتختلف العباءة حسب نوع الأصواف المستخدمة في صناعتها فمنها ما يصنع من الوبر ومصدره الابل والصوف من الغنم ومنها ما يصنع من القماش المستورد وكما تتعدد أنواع العباءة تتعدد طرق خياطتها ومن أهم أنواع الخياطة (الجاسبي) وخياطة التحرير وأنواع أخرى عديدة حسب ذوق المشتري وقد اشتهر بهذه المهنة خياطون كثيرون منهم المرحوم الحاج محمد تقي محبوبة والمرحوم خنجر علاوي والمرحوم الحاج كيطان والمرحوم الحاج مجاري والمرحوم يعقوب العطية والمرحوم عبد الحسين عتيد وعبد الأمير حنظل والحاج هاني عبد النبي.
وقد تستغرق صناعة العباءة الواحدة من ثلاثة الى خمسة أسابيع وقد أتخذ الرجل العربي العباءة رمزا لعروبته وأصالته وهي مما يفتخر به الرجل وكلما كانت العباءة من نوع فاخر زاد تبختر وشموخ مرتديها.


تعددت الأسماء والعباءة واحدة

يقول ناصر حسين العبودي في كتابه الأزياء الشعبية كتابه (البشت) يسميه الإيرانيون بوشت وكلمة بوشت معناها بالفارسية خلف ومعناه ما يلف على الخلف أي ما يلبس على الظهر.ولكن هناك رأياً آخر يقول بأن هذه الكلمة إنما جاءت من إفغانستان نسبة الى قبائل (بشتكو) وللعباءة طريقة خاصة أيضا في لبسها وعند خلعها فهي لا تعامل كبقية الملابس وإنما يجب ان ترتب بطريقة خاصة بها قد لا يقدر عليها لأمن عشق للعباءة العربية.
وقد إحتفظ بعض الناس بعباءات آبائهم وأجدادهم خاصة إذا كانوا رؤساء أو شعراء وقد تجد بعضهم يعلقها في صالة إستقبال الضيوف تعبيراً عن إعتزازه بنسبه الأصيل.
وقد كان العرب يعدون العباءة أغلى من الذهب والأموال فأن تكريم المبدع كان عندما يرتقي الى أعلى مستوياته فأن ذلك لا يحدد إلا بإهداء العباءة وقد قام الإمام الرضا (ع) بإهداء عباءته الى الشاعر (دعبل الخزاعي) بعد ان أنشد قصيدة كانت قمة في الإبداع العربي.
ولا تتعجب فأن للعباءة قدسية كبيرة فقد عرف عند أبناء الجنوب عندما يحدث نزاع عشائري كبير وتقوم كل قبيلة بأخذ استعدادتها لبدء معركة دامية مع الطرف الآخر قد تؤدي الى مقتل العشرات فأن هذا النزاع يتوقف فورا عندما يقوم أحد الوجهاء بإلقاء عباءته بين الطرفين عندها تسكن النفوس الغاضبة ويصار الى الحوار فحري بنا ان نرجع الى أعرافنا القديمة عسى ان نكون ممن تهدأ نفوسهم ونجلس للحوار في ما بيننا.....


بردة الرسول وقصيدة البردة

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
متيم أثرها لم يفد مكبول
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلاّ أغن غضيض الطرف مكحول
نبئت ان رسول الله أوعدني
والعفو عند رسول الله مامول


هذا مطلع من قصيدة البردة التي ألقاها الشاعر كعب أمام الرسول الأعظم محمد “ص” بعدما أعلن توبته وكان قبلها يهجو الرسول ..
فما كان من رسول الرحمة إلا أن عفا عنه وألقى عباءته (البردة) عليه كدليل على السماح والعفو وأصبحت تلك العباءة أشهرها على الإطلاق وكل ما كتب بعد ذلك من قصائد أطلق عليه نهج البردة أي عباءة الرسول عليه الصلاة والسّلام



بعض الصور للعباءة

http://4w4a.com/kleeja/download.php?img=377
http://up2.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/4/1/12/7ep6c7qdb.jpg

http://www.alriyadh.com/2010/06/12/img/163239774198.jpg

http://www.alsairafy.net/picpal/data/media/70/____15.jpg

فراتي
09-24-2010, 03:24 PM
موضوع رائع جدا مشكور اخ رضا على النقل المميز ....





http://up2.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/4/1/12/7ep6c7qdb.jpg

هذه الصورة على ما اعتقد لليدي آن بلنت

رضا
09-24-2010, 03:33 PM
مرورك يشرفنا سيد فراتي

نسيت الإشارة إلى نقلي للموضوع

فمعذرةً

زهرة الجاردينيا
10-08-2010, 10:16 PM
عزيزي رضا العباية الرجالية
هي فخر لاجدادنا
لكن لاولادنا اليوم ما يهمهم هو الجينز فقط تقبل مروري

دربآسي
10-08-2010, 10:25 PM
يعطيك العافية يارضــا...


وحسب ماسمعت من الشيبان ان احسن صناعة للبشــت هو البشت النجفي ..



وفعلاً.. هو احسن شيء.. لان الوالد وصلته هديه من العراق وبصراحة قمة مايتقارن مع غيره (بشت نجفي )...



وان شاء الله لاتزوجنا نكشخ فيها .. :shiny01:





مواضيعك قمة في الروعة..




تقبل مروري ..