المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــــــشـــــاعر الـــــــــعربـــي نـــزار قــــباني


نجمة البوخابور
05-08-2010, 08:56 PM
نزار قباني دبلوماسي و شاعر عربي. ولد في دمشق (سوريا) عام 1923 من عائلة دمشقية عريقة هي أسرة قباني ، حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .
يقول نزار قباني عن نشأته "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 في بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري. امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية".
التحق بعد تخرجة بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن. وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولها " قالت لي السمراء " 1944 .
بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعريه و فكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. واثارت ضده عاصفة شديدة حتى أن طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).
كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته, قرر بعدها محاربة كل الاشياء التي تسببت في موتها. عندما سؤل نزار قبانى اذا كان يعتبر نفسة ثائراً, أجاب الشاعر :" ان الحب في العالم العربي سجين و أنا اريد تحريرة، اريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، أن العلاقة بين الرجل و المرأة في مجتمعنا غير سليمة".
تزوّج نزار قباني مرتين، الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" وأنجب منها هدباء و وتوفيق . و الثانية عراقية هي "بلقيس الراوي" و أنجب منها عُمر و زينب . توفي ابنه توفيق و هو في السابعة عشرة من عمرة مصاباً بمرض القلب و كانت وفاتة صدمة كبيرة لنزار، و قد رثاة في قصيدة إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني. وفي عام 1982 قُتلت بلقيس الراوي في انفجار السفارة العراقية ببيروت، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها بلقيس ..
بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته . ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل ..خاصة قصائده السياسة خلال فترة التسعينات مثل : متى يعلنون وفاة العرب؟؟ ، و المهرولون .
وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها اكثر من 50 عاماً في الحب و السياسة و الثوره .
كل الأساطير ماتت ….
بموتك … وانتحرت شهرزاد .

نجمة البوخابور
05-08-2010, 09:12 PM
ومن قصائده مفكرة عاشق دمشقي


فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـا



فيا دمشـق... لماذا نبـدأ العتبـا؟



حبيبتي أنـت... فاستلقي كأغنيـةٍ



على ذراعي، ولا تستوضحي السببا



أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ



أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا



يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها



فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا



وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي



وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا



تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها



وكم تركت عليها ذكريات صـبا



وكم رسمت على جدرانها صـوراً



وكم كسرت على أدراجـها لعبا



أتيت من رحم الأحزان... يا وطني



أقبل الأرض والأبـواب والشـهبا



حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنا



فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟



أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـها



ومن دموعي سقيت البحر والسحبا



فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً



و كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا



هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي



لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا



فلا قميص من القمصـان ألبسـه



إلا وجـدت على خيطانـه عنبا



كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه



وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا



يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍ



وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا



فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌ



زهــواً... ولا المتنبي مالئٌ حـلبا



وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه



فـيرجف القبـر من زواره غـضبا



يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـه



ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا



يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟



فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا



دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي



أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟



أدمـت سياط حزيران ظهورهم



فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا



وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا



متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟



سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً



وأطعموها سخيف القول والخطبا



وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً



تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا..



هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني



عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟



وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍ



يزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا



أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟



ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟



شردت فوق رصيف الدمع باحثةً



عن الحنان، ولكن ما وجدت أبا..



تلفـتي... تجـدينا في مـباذلنا..



من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا



فواحـدٌ أعمـت النعمى بصيرته



فانحنى وأعطى الغـواني كـل ما كسبا



وواحدٌ ببحـار النفـط مغتسـلٌ



قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا



وواحـدٌ نرجسـيٌ في سـريرته



وواحـدٌ من دم الأحرار قد شربا



إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي



على العصـور.. فإني أرفض النسبا



يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌ



أستغفر الشـعر أن يستجدي الطربا



ماذا سأقرأ مـن شعري ومن أدبي؟



حوافر الخيل داسـت عندنا الأدبا



وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ



قال الحقيقة إلا اغتيـل أو صـلبا



يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـه



ونزف شريانه، ما أسهـل العـتبا



من جرب الكي لا ينسـى مواجعه



ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا



حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقي



من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟



الشعر ليـس حمامـاتٍ نـطيرها



نحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا



لكنه غضـبٌ طـالت أظـافـره



ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا

هشام
05-09-2010, 08:47 AM
الاخت نجمة البوخابور

شكرا لمعلوماتك عن الشاعر نزار قباني

لكن لي ملاحظة صغيرة

ان كتابة قصيدة نزار قباني بهذا الشكل يفقدها القها

وجمالها

فهي بحاجة لتنسيق اكثر

ختاما

ارجو تقبل مروري وملاحظتي



هشام

ابوعبدالله
05-09-2010, 09:19 AM
ما هذه الدرر يا نجمة البوخابور

ابواسامة
05-09-2010, 10:34 AM
مشكورة على هذه الابداعات

نجمة البوخابور
05-09-2010, 12:36 PM
أشكرك أخوي هشام على ملاحظتك الجميله اللتي أعتز بها ويسعدني أني تقبل أعتذاري فعلا لولا ملاحظتك ماكنت أعطيت القصيدة حقها ....تقبل تحياتي

أختك :نجمة البوخابور.

هشام
05-09-2010, 01:36 PM
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها






فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا




يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟





فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا















وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا





متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟





سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً





وأطعموها سخيف القول والخطبا





وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً





تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا..




حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقي





من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟









هشام

نجمة البوخابور
05-09-2010, 04:33 PM
بعض مما عندك ياخالي أبوعبدالله ,,,,((ومنكم نستفيد)) ,,
أهم شي تحوز على رضاااااااكم ...

مها
05-12-2010, 11:08 AM
عبثا ما أكتب سيدتي ...

إحساسي أكبر من لغتي...

وشعوري نحوك يتخطى ...

صوتي ,يتخطى حنجرتي ....

عبثا ما أكتب ما دامت...

كلماتي أوسع من شفتي ...

أكرهها كل كتاباتي ...

مشكلتي

أنك

مشكلتي
.
.
.

مها
05-12-2010, 11:10 AM
إنـّـنـي أحـبـُّكِ..

ولا أجـدُ ضـرورةً للصراخ بـنَــبْـرَةٍ مسرحـيـَّـهْ:

"هذه هي حَبيـبتي..."

فـالُـمـسمَّـى لا يحـتـاجُ إلى تـَــسَْميـَهْ

والُـمؤَكـَّدُ لا يحتـاجُ إلى تأكـيدْ..

إنـّـني لا أؤمنُ بجدوى الفنِّ الإستعراضيّ..

ولايـعنيني أن أجعلَ قـصـّتـنا..

مادةً للعلاقات العامهْ

سأكونُ غـبيـّـاً

لو وقـفتُ فوق حـَجَـرٍ..

لو فـوقَ غـيـمَهْ..

وكـشفتُ جميعَ أوراقي..

فهذا لا يضيفُ إلى عيـنْـيكِ بـُعْداً ثالثاً

ابو عمر
05-12-2010, 04:53 PM
حياة نزار قباني مع بلقيس


يقول نزار: بلقيس هي كنز عظيم عثرت عليه مصادفه، حيث كنت اقدم امسية شعرية في بغداد عام 1962م ويضيف، قصتنا ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت ب(لا) كبيرة جداَ.. كان الاعتراض الأقوى على تاريخي الشعري، وكانت مجموعاتي الغزلية وثائق أشهرها أهل بلقيس ضدي
والقبائل العربية كما نعرف لاتزوج بناتها من اي شاعر تغزل بإحدى نساء القبيلة، ولما يئست من إقناع شيخ القبيلة بعدالة قضيتي.. ركبت الطائرة وسافرت إلى أسبانيا لأعمل دبلوماسياَ فيها لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أكتب لبلقيس، وكانت تكتب لي.. رغم أن بريد القبيلة كان مراقباَ... وظل وضع نزار على هذا الحال حتى جاء عام 1969م، فيقول نزار ((في هذا العام ذهبت إلى بغداد بدعوة رسمية للاشتراك في مهرجان المربد.. وهناك القيت قصيدة من أجمل قصائدي كانت (بلقيس الراوي) بطلتها الرئيسية :
مرحباَ ياعراق، جئت اغنيك
وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي
والبقايا تقاسمتها النساء

بعد هذه القصيدة التي هزت بغداد في تلك الفترة، تعاطفت الدولة والشعب العراقي مع قضية نزار وتولى القادة البعثيون خطبة بلقيس من أبيه، وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب إلى بيت الراوي في (حي الاعظمية) لطلب يد بلقيس، وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية آنذاك الشاعر الأستاذ شاذل طاقة. وهكذا ذهب نزار إلى بغداد عام 1969م ليلقي قصيدة شعر.. وعدا وهو يحمل نخلة عراقية ومع بلقيس شعر نزار أنه يعيش في حضن أمه، فقد ادركت بلقيس أن نزار مثل كثير من الرجال يحتاج إلى إمراة تكون في المقام الاول (أما) ثم بعد ذلك زوجة فظلت تعامله كطفل وتعوضه عن بعده عن امه
فقد كان كثير التنقل ولذا نجد نزار يكتب لها قصيدة بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما يقول فيها :


أشهد أن لا امراة
اتقنت اللعبة إلا انت
واحتملت حماقتي
عشرة اعوام كما احتملت
وقلمت أظافري..
ورتبت دفاتري
وادخلتني روضة الاطفال
إلا انت
.. .. .. ..

أشهد ان لا امراة
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا انت
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلاانت
.. .. .. ..

أشهد ان لا امراة
قد جعلت طفولتي
تمتد خمسين عاماَ.. إلا انت

كان عمر نزار قباني عند كتابة هذه القصيدة (ست وخمسون عاما) وقد ظل نزار يعيش كطفل له (أمان) فائزة وبلقيس، حتى كانت اول أكبر صدمة في حياته حين توفت والدته عام 1976م، وقد اهتز وجدان الشاعر، فقد وصل ارتباطه بها إلى أقصى درجاته، فهي التي كتب لها قصيدة ((خمس رسائل إلى امي)) عندما كان يسافر بسب عمله في الحقل الدبلوماسي، وكان يصف حاله بدونها :
.... لم أعثر
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشلني إذا أعثر
ايا أمي أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف...فكيف... يا أمي
غدوت اباَ... ولم أكبر
تلك الابيات من ديوان الرسم بالكلمات الذي صدر عام 1966م

ولم تمر سوى أعوام قليلة وتحديداَ في 1981/12/15م حتى يصدم نزار صدمته الثانية، وكانت في وفاة زوجته وأمه الثانية بلقيس الراوي، ماتت التي كانت تمثل له الكثير في حادث مأساوي تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت على إثر إنفجار هائل بالقنابل وقع بها ويصف نزار قباني هذه اللحظة قائلا (كنت في مكتبي بشارع الحمراء حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ولا أدري كيف نطقت ساعتها : ياساتر يارب.. بعدها جاء من ينعي إلي الخبر.. السفارة العراقية نسفوها.. قلت بتلقائية بلقيس راحت.. شظايا الكلمات مازالت داخل جسدي.. أحسست أن بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الابد، وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياه، كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي.
ويطلق الشاعر صرخة حزن مدوية، في قصيدة تعد من اطول القصائد المرثية التي نظمها نزار قباني، وهي قصيدة بلقيس :
بلقيس الراوي
للشاعر نزار قباني










شُكْرَاً لَكُمْ
شُكْرَاً لَكُمْ
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ...
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ...
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ...
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ...
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..

بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ

بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..

بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ

بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

بلقيسُ ...
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..

بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..

بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..

بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ...

بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ...
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ ... في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرُ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ...
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ...
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ ... والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..

لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ

__________________

أبو عمر

ابو عمر
05-12-2010, 04:54 PM
نزار قباني والعيون


أروع ما كتب نزار القباني




قالت لهُ...

أتحبني وأنا ضريرة ...

وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة ...

الحلوةُ و الجميلةُ و المثيرة ...



ما أنت إلا بمجنون ...

أو مشفقٌ على عمياء العيون ...



قالَ ...

بل أنا عاشقٌ يا حلوتي ...

ولا أتمنى من دنيتي ...

إلا أن تصيري زوجتي ...



وقد رزقني الله المال ...

وما أظنُّ الشفاء مٌحال ...



قالت ...

إن أعدتّ إليّ بصري ...

سأرضى بكَ يا قدري ...

وسأقضي معك عمري ...



لكن ..

من يعطيني عينيه ...

وأيُّ ليلِ يبقى لديه ...



وفي يومٍ جاءها مُسرِعا ...

أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا ...

وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا ...



وستوفين بوعدكِ لي ...

وتكونين زوجةً لي ...



ويوم فتحت أعيُنها ...

كان واقفاَ يمسُك يدها ...



رأتهُ ...

فدوت صرختُها ...

أأنت أيضاً أعمى ؟ !!...

وبكت حظها الشُؤمَ ...



لا تحزني يا حبيبتي ...

ستكونين عيوني و دليلتي ...

فمتى تصيرين زوجتي ...





قالت ...

أأنا أتزوّجُ ضريرا ...

وقد أصبحتُ اليومَ بصيرا ...



فبكى ...

وقال سامحيني ...

من أنا لتتزوّجيني ...

ولكن ...

قبل أن تترُكيني ...

أريدُ منكِ أن تعديني ...

أن تعتني جيداً بعيوني ...
__________________


أبو عمر

مها
05-20-2010, 05:23 PM
أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين تمسك هاهنا شعري
والآن اجلس والأمطار تجلدني
على ذراعي على وجهي على ظهري
فمن يدافع عني يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين و البصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا احبك يامن تسكنين دمي
إن كنتِ في الصين
أو إن كنتِ في القمر ..

عبد الرحمن العمري
05-22-2010, 10:33 AM
اخي ابو عمر

مشكور على الموضوع

لكن مااهمية حب الزوجة والتغزل بها ان لم تخلص لها طبعا وهذا حال نزار - عفا الله عنه وهنا -

حقيقة اخي ابو عمر

اسمع لنزار واقرأ له لكني لم احبه بسبب شعره الماجن البذيء فهو من الشعراء النوادر الذي انحدر - انحط - بالفاظ لا تليق بالشعر العربي ..

النقد للشاعر وليس لك
دمت بخير

أيهم المحمد
05-22-2010, 03:05 PM
يكفينا متاجرة بالرجل .....
فبعض القصائد قد كتبت بالدم، وكانت سبباً في اندلاع الحروب ، وقد كتب فيه الشعراء ما شاؤوا ومالم يكن في حساب الشعراء .
أما أن نركّز على نزار قباني ونحاول دائماً الإضاءة في ظلامه ( كما قال الأخ بشار الدرويش ) فهو ظلم من نوع جديد .
أنا الآن مستعد أن أكتب قصيدة أروي فيه أقبح المشاهد وأضمنها أقذر الكلمات وأصورها وأنشرها، ويوم أو يومين أصبح شاعر المجون وأمجن الشعراء في يوم واحد لماذا ؟؟!!
نزار كتلة شعرية نضحت بالالتزام والوطنية والمرأة والجمال ،كتب في السياسة لأنّ زمانه زمن الخضّات السياسية ،وكتب في الجمال فهي ضالة الشباب شاء من شاء وأبى من أبى، وكتب في المرأة كتابة تعبّر عن زمانه ، فالمرأة في ذاك الزمان كانت متفلّتة خرجت من عباءة الفرنسة " بُعيد الاحتلال الفرنسي " ومن عباءة الحريات الرأسمالية التي حلّت محل الاحتلالات والانتدابات الأجنبية ،وكتب بالالتزام الذي شكلّ ردة فعل طبيعية على التخبّط السياسي في زمانه، وكتب في أبيه فأبيه شخصية وطنية من أبناء دمشق وعائلة قباني أشهر من تذكر ، وكتب في أخته التي رحلت، وكتب في الشعر ، وكتب في الأماكن، وكتب في كلّ شيء، وكتب في المرأة لأنّه رجل .
نقيّمه كدين ومعتقد، فأظنّ أنّه له ربّ عليم حكيم هو أعلم بخلقه من خلقه.
ولد في دمشق ودفن في دمشق.

أيهم المحمد
05-22-2010, 03:14 PM
أنا متأكّد لو أنّ نزار قباني بأشعاره المجرّدة عن شعره السياسي الملتزم بقضايا شعبه ووطنه وأمّته، وفقط بأشعاره التي تخصّ المرأة ومفاتنها وقبائح الكلام ودنس الألفاظ لكان استحق من الغرب الكافر جائزة نوبل للآداب أو نوبل للشعر، وكانت أشعاره من الأرث الدولي، وأقيمت له المهرجانات في كلّ أنحاء المعمورة .
لأنّ الغرب وعى أنّ نزار قباني هو شعلة متّقدة من الشعر الوطني والموثّب والمحفّز والممجد للبطولة والشهادة لم يرعى اهتماماً بابتذاله لجسد المرأة، فدفع بالإضاءة إلى ظلام نزار قباني ليهدمه كشاعر عروبي بامتياز.
هكذا أفهم التركيز على ظلام نزار .

عبد الرحمن العمري
05-22-2010, 09:55 PM
الاخ ايهم
سلام من الله عليك

قلت لك انه شاعر ولكني لم احبه بل ان شئت قل اكرهه - قبل وفاته - وبعدها اقول عفاالله عنا وعنه

يقولون عنه انه انصف المرأة بل جعلها ماخورا وهذه قصائده تشهد بذاك

اخي ايهم
ان جمعت لك بعض القصائد في شعره الفاحش هل تستطيع ان تضعها في منتدى البوخابور باسمك

لا اظنك تضعها لان القيم التي تربيت عليها تأبى ان تسمح لك بذلك

اخي ايهم

هل تستطيع ان تهدي من تحب ممن يعز عليك شعر نزار الماجن

هل ستسر ان شاهدت احدا من اهل بيتك ذكورا واناثا يطالعون في شعره البذيء

اخي ايهم

نعم نحاكم الناس فلنا ديننا ولنا قيمنا وهما اغلىما نملك وان شاء الله لا نفرط بهما
ومحبة الله واتباعه فوق كل شيء ..

اخي ايهم بالامس اخذوا ارض الحاوي شراءا فانتفضنا
فما بالنا نسكت على من استهزأ بعبادتنا وشعائرنا وربنا وديننا ..

هل انقل لك شيئا من شعره في الاساءة لرب العزة وهل تحبه بعد ذلك لانه شاعر دمشقي او عربي

وهو يتجرأ على الذات الالهية ..

اخي ايهم خذنا بحلمك شوي ...

انتظر ردك وسأنقل لك شيئا يسيرا من شعره

دمت بخير وود

عبد الرحمن العمري
05-22-2010, 10:09 PM
أريد البحث عن وطن.. جديد غير مسكون ورب لا يطاردني وأرض لا تعاديني
لا غالب إلا الشعب للمرة المليون لا غالب إلا الشعب فهو الذي يقدر الأقدار وهو
العليم،

ذهب الشاعر يوماً إلى الله.. ليشكو له ما يعانيه من أجهزة القمع.. نظر الله تحت كرسيه السماوي وقال له: يا ولدي هل أقفلت الباب جيداً

كيف ما بين ليلة وضحاها صار نهداك.. مثل يوم القيامة ؟

أقرأُ آياتٍ من القرآن فوق رأسه مكتوبةً بأحرف كوفية عن الجهاد في سبيل الله والرسول والشريعة الحنيفة أقول في سريرتي: تبارك الجهاد في النحور، والأثداء والمعاصم الطرية..

ليس في الحيِّ كلِّه قُرشيٌّ غَسَلَ اللهُ من قريش يديه

هل صار غناءُ الحاكم قُدسيّاً كغناء الله ؟؟.

يكون الله سعيداً في حجرته القمرية
فيقول: (حين وزع الله النساء على الرجال وأعطاني إياك شعرت أنه انحاز بصورة مكشوفة إليّ وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها فأعطاني النبيذ وأعطاهم الحنطة ألبسـني الحرير وألبسهم القطن أهدى إليَّ الوردة وأهداهم الغصن حين عرّفني الله عليك ذهب إلى بيته فكرت أن أكتب له رسالة.. على ورق أزرق وأضعها في مغلف أزرق.. وأغسلها بالدمع الأزرق أبدأها بعبارة : يا صديقي، كنت أريد أن أشكره.. لأنه اختاركِ لي.. فالله كما قالوا لي لا يستلم إلا رسائل الحب ولا يجاوب إلا عليها.. حين استلمت مكافأتي، ورجعت أحملك على راحة يدي، كزهرة مانوليا.. بُستُ يد الله، وبُستُ القمر والكواكب واحداً واحداً

لأنني أحبكِ، يحدث شيءٌ غير عادي، في تقاليد السماء، يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب، ويتزوج الله حبيبته)

(إنني على الورق أمتلك حرية وأتصرف كـإله وهذا الإله نفسه هو الذي يخرج بعد ذلك إلى الناس ليقرأ ما كتب، ويتلذذ باصطدام حروفه بهم إن الكتـب المقدسة جميعاً ليست سوى تعبير عن هذه الرغبة الإلهية في التواصل وإلا حكم الله على نفسه بالعزلة

القلب الإنساني قمقمٌ رماه الله على شاطئ هذه الأرض، وأعتقد أن الله نفسه لا يعرف محتوى هذا القمقم، ولا جنسية العفاريت التي ستنطلق منه، والشعر واحد من هذه العفاريت

من أين يا ربي عصرت الجنى؟.. وكيف فكرت بهذا الفمِ.. وكيف بالغت بتدويره.. وكيف وزعت نقاط الدمِ ؟.. كم سنةً ضيعت في نحته ؟
لا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى.. لأني من الله.. لا أتلقى الأوامر
سيدتي.. حبك صعب.. حبك صعب.. حبك صعب.. لو عانى الرب كما عانيت.. لصاح من البلوى: يا رب




اخي ايهم والله هذا غيض من فيض الم يصبك الغثيان وانت تقرأ هذه الترهات

ابوعبدالله
05-23-2010, 10:59 AM
نزار قباني لديه المقدرة الكبيرة على نظم الكلمات و قدرة فائقة على التعبير قال كلام كبير في قضايا الأمة و هاجم تخلفها و سياستها و لكن هذا لن يغفر له و لن نقبل به منبرا من منابر الأمة و لا شاعرا ينطق بالعربية و لا نرضى أن يخاطبنا بلساننا هو شاعر فاسق و فاجر من خلال شعره كافر ( والله أعلم )
الأخ عبد الرحمن العمري نقل لنا قصيدة تصور الكفر و الإلحاد بعينه ماذا نريد أكثر من ذلك حتى نتوقف عن تمجيد كفره و مجونه
حتى النساء في قصائده التي اشتهر بها فهو يعاملها كسلعة و يصفها بالغانية مشبعا رغباته الحيوانية واصفا عورتها مثيرا لغرائز و مشاعر المراهقين و المراهقات
أتفق مع أخي العمري بأن نظم كلماته لا يعلو عليه و لكن فكره و معتقداته لا تناسب ديننا و لا عاداتنا و لا تقاليدنا

مها
05-23-2010, 12:15 PM
لست معه أبدا ولكن ..
عندما أحاكي كلمات نزار قباني فأنا أشهد له بتمرد وعصيان
على كل شيء أحاط به الا دمشق العريقة
فهو يحاكيها كمن يحاكي أطروحة للجمال
كمن يفك شيفرة البقاء في مدينة
بمفهومه أن تبقى بمدينة دون أن تبقى فيها
هو أن تقارن حسنها بكل المدن
أن ترى أزقتها الضيقة بين الشوارع العريضة
وتستنشق عبق ياسمينها بين كل العطور
وهو فعل ....
كلل أشعاره الدمشقية بالياسمين
وفي كل مدينة عاش فيها
كانت دمشق تعيش فيه
" مآذن الشآم تبكي تعانقني
وللمآذن كالأشجار أرواح
هنا جذري
هنا قلبي هنا لغتي
فكيف أوضح
هل بالعشق إيضاح "
أطلقوا عليه لقب شاعر المرأة
ولكنه برأيي ليس أكثر من أتقن شعر المرأة والتغني بها
هو شاعر بشعره لدمشق وهنا نزار عندي شاعر
وكل شي غير هذا قد لا يجيده أو يتقنه في نظر الكثيرين
و أيضا لا زال هناك من تستهويه أشعار نزار
فالاباحة اللفظية ليست مقرونة بما يسمى شعرا أو فنا عند الكثيرين ...
ولكن هل هناك شاعر لم يستبح بألفاظه؟؟؟
عندما تعجبك كلمات من شيء
فهذا لا يعني أنك قد تتفقع مع صاحبها بكل شيء

ابو عمر
05-24-2010, 02:12 PM
يااخوتي وبإختصار شديد
لمذا نبحث في الحديقة الملونة بورود وأزهار وبعض الشوك
عن الشوك فقط فهنالك الورد العطر والزهور الجميلة.

هشام
05-24-2010, 03:42 PM
ان نزار قباني

شاعر اشكالي

بشعره و حياته و حتى لدى موته حيث برزت بعض

الاصوات لمنع الصلاة عليه في المسجد في لندن

حقيقة

انا اتفق مع عبد الرحمن العمري

ان نزار شاعر له هفوات وزلات وسقطات

ان استنكارها او الاشارة لها ليست الغاية انقاص

من قيمة نزار او الاساءة له

لكنه موقف مبدئي و اخلاقي و ديني لنا الحق

بقوله واعلانه

اما ان كل الشعراء لهم زلات وسقطات

فهو ليس حجة للدفاع عن زلات نزار

انا من اشد المعجبين بشعر نزار السياسي و

الغزلي غير الماجن

ختاما

نرجو من الله ان يرحمنا ويرحم نزار

ويعفو عنا وعن نزار

لان رحمته وسعت كل شيء



هشام

عبد الرحمن العمري
05-24-2010, 04:27 PM
اقتباس:


بشعره و حياته و حتى لدى موته حيث برزت بعض

الاصوات لمنع الصلاة عليه في المسجد في لندن






حسب معلوماتي ان اهل بيته من نساء ارادوا الدخول الى المسجد باللباس الغير محتشم - يظنون ان المسجد مثل الكنائس بالغرب - فمنعهم مدير المركز الاسلامي من الدخول بهذا اللباس وهو من
الشخصيات المنفتحة و المحترمة ..وهذا ما اكده مدير المركز
الاسلامي

شكرا اخي هشام مداخلة قيمة

زهرة قاسيون
11-02-2011, 01:03 AM
مزقي يا دمشق خارطة الذل..وقولي للدهر كن فيكون


للواجهة..