المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انفلونزا النرجسيه


منى
05-02-2010, 10:03 AM
النرجسية مرض مزمن، وصفة ذميمة، يتلبس بها العاجز، والفارغ، والصغير الموغل في التقزم، هي تلك «الكذبة»، التي صدقها أصحابها، والمروجون لها، فتوارت بسببها الحقائق، وانزوت الجواهر، وحل محلها التجمل الكذوب، والتنميق المصطنع، والفراغ السادر
«النرجسية» بوصفها نتيجة حتمية للكذب «الأسود دائماً !»، الذي يملأ الفراغ المتضخم، وقد أضحت الظروف مساعدة لاستمرار الإصابة بها، ولعل أول أعراضها هو ارتفاع الصوت؛ صوت (الأنا) عندما تعرب عن نفسها وتجتهد في إسقاط غيرها، مع ارتفاع مفاجئ في حرارة الدماغ عند سماع النرجسي لأية بادرة نقد توجه إليه من الآخرين، وثاني أعراضها هو الإسهاب في الحديث عن الذات والنفخ فيها حتى تتورم، وثالث أعراضها التعالم والخوض في الحديث في كل ما هب ودب فيما يشبه الهذيان، ورابع أعراضها رؤية الآخرين صغارا فيما يشبه زيغ البصر.
إنها شعور مبالغ فيه بالعظمة، وبحب الذات، وبأهميتها؛ إذ يشعر النرجسي أنه شخص نادر الوجود، وأنه نوع فريد من البشر، لا يمكن إلا للخاصة فهمه، ينتظر من الآخرين تبجيلا من نوع خاص لشخصه وأفكاره، وهو يزعم أنه يعرف ما يفكر فيه الآخرون، وأنه ليس بحاجة إلى محاضرات الآخرين.
******
والنرجسيون يبالغون في ذكر إنجازاتهم وميزاتهم ومحاسنهم، ويتوقعون من الأمة ـ كل الأمة ـ أن تعترف لهم بالجميل بصورة خاصة، سواء كان هذا الاعتراف مبررا أم غير مبرر، ويستحوذ عليهم «وهمُ» النجاح والتسلط والتألق، ويعتقدون أن وظيفتهم هي ضبط الأمور تحت سيطرتهم، لأنهم على حق والآخرون على خطأ دائما، وهم استغلاليون بطبعهم، ابتزازيون، وصوليون، يستفيدون من مزايا الآخرين وظروفهم لتحقيق مصالحهم الشخصية.
فالنرجسي ـ على هذا ـ مندمج مع الآخرين، ولكنه يعاملهم كما لو كانوا امتدادا له؛ إذ يرى الوجود كله متمركزا حول ذاته، ومهمة الوجود كله هو الإشادة بشخصه الكريم، ومن ثم فهو مفرط الحساسية تجاه آراء الآخرين بأي شكل من الأشكال، بل يسفه بشكل مباشر أو غير مباشر آراء الآخرين ومقترحاتهم، وفي النهاية هو كصاعد الجبل، يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا !؛ هو يراهم صغارا لأنه يرى ذاته باتساع الكون، ومن ثم يبدو له الناس كالهباء، فيما يراه الناس صغيرا مريضا؛ لأنهم يعرفون حقيقته، ولديهم من الحصافة ما يفرقون به بين الشحم والورم، ويعرفون ـ أيضا ـ أن «أستاذه» إبليس هو أول من اتصف بالنرجسية من المخلوقات؛ عندما تعاظم على خلق الله واستتفه البشر!.
******
المشكلة أن هذه الدوامة ابتلعت الجميع ـ أو كادت ـ، ولم يعد يطفو فوقها غير «الزبد» الذي يمكننا أن نعاينه متمثلا في «بعض» الأشخاص الذين يظهرون في كل المواقف والمناسبات، وفي غير المناسبات، يحتلون وحدهم ساحات الفضائيات، والصحف، والمواقع الإلكترونية، وأروقة الجامعات، يفتون في الدين والسياسة والاجتماع والفن والثقافة... إلخ، ربما كانوا أوراقا رابحة بمنطق السوق، وبمنطق «الفراغ» الذي يؤهل كل من يجيد ملء الفراغ لأن يطفو، وكل من يحقق الربح لأن يستمر، وكل من يجيد ممارسة «الكذب» لأن يتقدم!.
أما المشكلة الأخطر فهي ما أسفر عنه هذا الراهن من تضخيم «بعض» الشخصيات وتورمها، حتى أصيبت بالغرور الزائد الذي دفع بها إلى النرجسية، وحتى أضحى الأمر ظاهرة مرضية تخص اللحظة، ووباء معديا وخطيرا كانفلونزا الخنازير، أو أشد!.
عبدالله خميس بن سُنكر (http://www.mouhassan.com/forum/index.php?option=content&task=guest_display&id=1532&sectionid=1)

بشار الدرويش
05-02-2010, 12:12 PM
إذ يشعر النرجسي أنه شخص نادر الوجود، وأنه نوع فريد من البشر، لا يمكن إلا للخاصة فهمه، ينتظر من الآخرين تبجيلا من نوع خاص لشخصه وأفكاره، وهو يزعم أنه يعرف ما يفكر فيه الآخرون، وأنه ليس بحاجة إلى محاضرات الآخرين.


مبدعة أنتي أخت منى موضوع رائع جداً فهذا المرض المسمى بالنرجسية او حب الشخص لذاته هي تضخم مفهوم الذات عند الشخص والافراط بالإعتداد بها فيعجب بنفسه وبقدراته وصفاته والنرجسي لايعطي أي أهتمام بالعالم الخارجي ويظن نفسه يعلم كل شيء، أن مالديه من مخزون علمي وثقافي هو سقف الكون نهايته، وبذلك تتحول (الأنا) من حالتها الطبيعية الموجودة داخل كل شخص إلى حالتها المرضية المتضخمة
والنرجسي دائماً يشعر[بالملل والضيق والفراغ..

ولديه الرغبة المستمرة في البحث عن الألمعية والقوة والجمال من أجل الإشباع..

- عدم القدرة على الحب والتعاطف مع الآخرين..

عافنا وأياكم أخوتي واخواتي من هذا المرض الخبيث ..[/size]]

...


...
[/size]

القيصر
05-02-2010, 12:56 PM
أما المشكلة الأخطر فهي ما أسفر عنه هذا الراهن من تضخيم «بعض» الشخصيات وتورمها، حتى أصيبت بالغرور الزائد الذي دفع بها إلى النرجسية، وحتى أضحى الأمر ظاهرة مرضية تخص اللحظة، ووباء معديا وخطيرا كانفلونزا الخنازير، أو أشد!.

بالفعل ان من امراض مجتمعنا هي ان نضخم بعض الشخصيات وننفخ فيها كبالون هواء حجمه كبير ولكن داخله هواء ، هنا علينا الالتزام بالتوقف عند مضمون رسالتك تلك والتي تعبر عن حقيقة الوجود وما يكتنفه من امراض اضحت داء" مستشريا" وقد تصل الى حد الرياء .
موضوعك رائع وشكرا" لك اخت منى.

منى
05-03-2010, 02:05 PM
فالنرجسي مندمج مع الآخرين، ولكنه يعاملهم كما لو كانوا امتدادا له؛ إذ يرى الوجود كله متمركزا حول ذاته، ومهمة الوجود كله هو الإشادة بشخصه الكريم، ومن ثم فهو مفرط الحساسية تجاه آراء الآخرين بأي شكل من الأشكال، بل يسفه بشكل مباشر أو غير مباشر آراء الآخرين ومقترحاتهم، وفي النهاية هو كصاعد الجبل، يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا !؛ هو يراهم صغارا لأنه يرى ذاته باتساع الكون،

مشكله النرجسي يعتقد ان الكون خلق لاجله وان البشر مسخرين لخدمته وتحت تصرفه
عافنا الله واياكم من هذا المرض

اشكر اختياركم فقرات مهمه للتعليق عليها

أيهم المحمد
05-09-2010, 11:04 PM
الموضوع مخيف للغاية سيدتي الفاضلة منى...
من منّا لا يشعر بالأنا بين الحين والآخر، ومن منّا يستطيع التفريق بين الأنا الوجودية والأنا النرجسية.
قد يضطر المرء أحياناً أن يقول الأنا كي لا تلغيه أنا الغير مع رغبة صادقة وحقيقية أن تذّوب الأنا في بوتقة النحن، ولكن إنْ كانت النحن نفسها غير قادرة على استيعاب نفسها تصبح الأنا مشروعة إلى حين...
النرجسية بكلّ تأكيد هي مرض غير معدي تصيب آثارها المحيط بالكره والتحقير، وربما على العكس عند عديمي الشخصية تصيبهم بالعُجب، ولكن الخطّ الفاصل بينها وبين الثقة بالنفس يجب أن يكون واضحاً عند مطلقي الأحكام بالنرجسية من عدمها، كي لا ترمى سُداً .

منى
05-11-2010, 01:48 PM
ولكن الخطّ الفاصل بينها وبين الثقة بالنفس يجب أن يكون واضحاً عند مطلقي الأحكام بالنرجسية من عدمها، كي لا ترمى سُداً
الثقه بالنفس بعيده كل البعد عن النرجسيه وهي الخط الفاصل بين النرجسيه والتفاني لخدمه الغير
هي التواضع مع الرفعه في كل الامور
اما النرجسيون هم من يبالغون في ذكر إنجازاتهم وميزاتهم ومحاسنهم، ويتوقعون من الأمة ـ كل الأمة ـ أن تعترف لهم بالجميل بصورة خاصة، سواء كان هذا الاعتراف مبررا أم غير مبرر، ويستحوذ عليهم «وهمُ» النجاح والتسلط والتألق، ويعتقدون أن وظيفتهم هي ضبط الأمور تحت سيطرتهم، لأنهم على حق والآخرون على خطأ دائما، وهم استغلاليون بطبعهم، ابتزازيون، وصوليون، يستفيدون من مزايا الآخرين وظروفهم لتحقيق مصالحهم الشخصية