المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من قصيدة : يُنقبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ - محمود درويش


ابو احمد
04-30-2010, 10:15 PM
يُنقبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ



هنا، عند مُنْحَدَراتِ التلالِ، أمام الغروبِ وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِّ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعلُ العاطلونَ عنِ العمَلْ:
نُرَبِّي الأمَلْ.
بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
أَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
في حلكة الأَقبية.
هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً
سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.
أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.
هنا، لا أَنا
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ
يقولُ على حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ
في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
بين تذكُّرِ أَوَّلها.
ونسيانِ آخرِها.
هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
لا وَقْتَ للوقت.
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
ننسي الأَلمْ.
الألمْ
هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.
لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ
يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
بمنظار دبّابةٍ…
نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.
أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
اُخرجوا من صباحاتنا،
نطمئنَّ إلى أَننا
بَشَرٌ مثلكُمْ!

محمود المشعان
04-30-2010, 10:49 PM
نبذة حول الشاعر: محمود درويش





http://www.adab.com/photos/334.jpg

محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).

تعليمه:
اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).

حياته:
انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .

لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه ، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.

وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها:
جائزة لوتس عام 1969.
جائزة البحر المتوسط عام 1980.
درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
لوحة اوروبا للشعر عام 1981.
جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982.
جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.

شعره:
يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ، ومر شعره بعدة مراحل .

بعض مؤلفاته:
عصافير بلا اجنحة (شعر).
اوراق الزيتون (شعر).
عاشق من فلسطين (شعر).
آخر الليل (شعر).
مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
يوميات جرح فلسطيني (شعر).
حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
محاولة رقم 7 (شعر).
احبك أو لا احبك (شعر).
مديح الظل العالي (شعر).
هي اغنية ... هي اغنية (شعر).
لا تعتذر عما فعلت (شعر).
عرائس.
العصافير تموت في الجليل.
تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
حصار لمدائح البحر (شعر).
شيء عن الوطن (شعر).
وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).

ابو احمد
04-30-2010, 10:53 PM
كل الشكر والامتنان لاهتمامك أبو عمر ولمرورك الغني

وأشكرك على إضافتك لسيرة الشاعر الراحل محمود درويش

مشكور أبو عمر

محمود المشعان
04-30-2010, 10:54 PM
أعذرني أبو أحمد أحببت أن أشاركك هذا الشاعر الكبير بأضافة نبذة عن حياته ولك كل الشكر على هذه القصيدة0

ابو احمد
04-30-2010, 10:56 PM
حياك الله أبو عمر وبكل ما تأتي به

عبدالكريم
05-03-2010, 07:27 PM
وما يفعلُ العاطلونَ عنِ العمَلْ:
نُرَبِّي الأمَلْ.
بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
أَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
في حلكة الأَقبية.
يعجبني في محمود درويش
طريقة القاءه للشعر
ارتجال ليس له حدود

قصيدة رائعة بكل معنى الكلمة
مشكور ابو احمد

ابو احمد
05-03-2010, 08:42 PM
مشكور عبد الكريم على مرورك

عبدالرحمن الجاسم
05-03-2010, 08:44 PM
شكرا أبو أحمد بارك الله فيك ورحم الله الشاعر الكبير :محمود درويش
تقبل تحياتي الحارة

ابو احمد
05-03-2010, 08:52 PM
شاكر لك عبدالرحمن مرورك على الموضوع

ولك تحياتي

قطرة ندى
06-08-2010, 05:20 PM
يسلمووواخي رامي
طررررح رائع
تقبل مروررررررري

ابو احمد
06-08-2010, 11:16 PM
بنت شنان

شاكر مرورك

منى
06-09-2010, 12:08 AM
فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ
يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
بمنظار دبّابةٍ…
نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ

رائعه من روائع محمود درويش
شخصيه لن تتكرر
مشكور اخي ابو احمد على القصيده الرائعه

ابو احمد
06-09-2010, 12:11 AM
متنفسي الوحيد في كثير من المواقف

هو شعر محمود درويش

شكراً منى على المرور الرائع

أيهم المحمد
08-29-2010, 02:06 PM
أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
اُخرجوا من صباحاتنا،
نطمئنَّ إلى أَننا
بَشَرٌ مثلكُمْ!



ينقّب عن دولة نائمة
تحيّة لروح شاعر قضى ولم تقضِ القضية
تحيّة لوطن يفنى ولا تفنى القضية
تحيّة لشعب
لا يفنى
ولو قضت القضية

وللحاضر الأخ أبو أحمد

مقداد غدير
08-30-2010, 10:15 AM
يسلم تمك الله يرجع ترابنا الطاهرة بإذن الله

عبدالسلام السمير
08-30-2010, 03:10 PM
هنا، عند مُنْحَدَراتِ التلالِ، أمام الغروبِ وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِّ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعلُ العاطلونَ عنِ العمَلْ:
نُرَبِّي الأمَلْ.


شكرا لك ابو احمد
ورحم الله شاعر الثورة الفلسطينية
محمود درويش
تقبل مروري

ابو احمد
08-30-2010, 03:20 PM
أشكر أخوتي أبو زيد و مقداد و أبو رعد

على مرورهم الكريم

بارك الله بكم

أبو علي
10-18-2010, 01:48 PM
الله يعطيكم العافية
ومشكورين على الجهد الكبير

ابو احمد
10-19-2010, 12:14 AM
أخي أبو علي حياك الله وبارك بك

لاشكر على واجب

وشكراً لمرورك الكريم

المستشار
10-20-2010, 12:46 AM
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ
يقولُ على حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
الألمْ
هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.
نعم الإنسان هو من يصنع حريته بيده .
والإهتمام بتنقية الرمز ( العلم ) أهم من الإهتمام بالأمور الشخصية .
رائعة الصور الرمزية في شعر محمود درويش .
شكرا أخي أبوأحمد .

ابو احمد
03-14-2011, 12:59 AM
عمي المستشار

كل الشكر للإهتمامك ولمرورك الكريم

أيهم المحمد
09-28-2011, 03:46 PM
ماذا كان سيقول درويش اليوم
؟؟؟؟؟؟؟
سؤال برسم المستقبل


شكراً أبو أحمد

زهرة قاسيون
09-28-2011, 04:20 PM
مثلما قال البارحة...فالأمر لم يختلف..صحيح أيهم؟

زهرة قاسيون
09-28-2011, 04:20 PM
شكراً أبو أحمد الغالي..

هشام
09-28-2011, 04:34 PM
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ

يقولُ على حافَّة الموت:

لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:

حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.

سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،

وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ

بمنظار دبّابةٍ…

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،

واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ





ابو احمد
مشكور جدا على هذه القصيدة الرائعة

ابو احمد
10-02-2011, 01:32 AM
الغالي أيهم

الغالية زهرة موحسن

شكراً لمروركم ولإعادة هذه الرائعة على الواجهة

ابو احمد
10-02-2011, 01:35 AM
أخي الحبيب هشام

تحياتي واحترامي لشخصك الكريم

وسعيد جداً بمرورك

سقراط
10-02-2011, 09:18 AM
هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً
سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.
أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.
هنا، لا أَنا

العم أبو أحمد مشكور على هذا التذكير

لازال درويش يعشق الرمزية حتى أصبح رمز

و في حضرة الغياب نذكره

تقبل مروري

المستشار
10-02-2011, 09:22 PM
إخيارات موفقة من أعضاء المنتدى وفي مقدمتهم أبو احمد , وإعادة موفقة للمشاركات القديمة ومنها قصيدة محمود درويش و تذوق راق من الأخوة والأخوات .