المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطلاق وأثره على المجتمع


القيصر
04-20-2010, 10:07 AM
نحن أمام مشكلة حقيقية، وعلينا ألاّ نشيح بوجوهنا عنها، هذه المشكلة تكمن في نظرة المجتمع إلى المطلّقة، وتحميلها أوزار العلاقة الزوجية كلّها، وكأنّ الرجل بريء من تلك الأوزار براءة مطلقة.‏
نظرة قاسية ليس فيها شيء من الموضوعيّة، وهي وريثة مفاهيم خاطئة سيطرت على أذهاننا، ونقول بكلّ أسف وألم إنها مازالتْ تسيطر علينا.‏
قد يكون الرجل سيىء الخلق، وقد يكون زير نساء، والمرأة تخاف على كرامتها، وتشعر بإهانة كبيرة إذا أصرّ الرجل على معاشرة غيرها عن طريق الحرام، ناهيك عن الأمراض الكثيرة الناجمة عن الحرية الجنسية العشوائية، فتطلب الطلاق، صوناً لكرامتها ونفسها، هذا قد يكون سبباً من الأسباب.‏
قد يكون الرجل عقيماً ومن حقّها طلب الطلاق لأنها تريد بكلّ بساطة أن تكون أماً، وشعور الأمومة شعور لا يقدّر بثمن، ومن حقّها أن تطلب الطلاق لتظفر بهذا الشعور مع رجل آخر.‏
قد يكون الرجل هو الذي حوّل العلاقة جحيماً لا يطاق، وباتت الحياة معه مستحيلة، فتجد الخلاص في الطلاق.‏
هي ليست مجرمة، وليست مذنبة، ومع ذلك تسقط ضحيّة المفاهيم الخاطئة، وتعامل كأنها منبوذة أو يرى الناس ذنبها غير مغفور.‏
آن الأوان لنتعامل مع الطلاق على أنه حالة طبيعية في العلاقة بين الرجل والمرأة، وآن الأوان لنشطب تلك النظرة الظالمة الجائرة التي ننظر بها إلى المطلّقة التي تبقى في خاتمة المطاف إنساناً يحقّ له العيش كما يعيش الآخرون دون أن تلاحقها أعين النمّامين والواشين الذين لا عمل لهم إلاّ لوك سيرتها بألسنتهم المريضة.‏
ما رأيكم ؟؟؟؟؟

مجد
04-21-2010, 03:01 PM
موضوع في غاية الأهمية
لماذا المطلقة دائما هي الضحية ؟؟؟
والله إن القلب يتقطع عندما ترى زهرة قد قطفت في ريعان شبابها ثم رميت !!!
الظلم سيكون عليها من قبل أهلها قبل زوجها !!!
وكذلك كم نموت حسرة عندما ترى شجرة مثمرة قطعت فما مصير ثمارها ؟؟؟
وما مصير سنين العشرة حلوها ومرها؟؟؟
.
المرأة مظلومة في هذا الجانب
واسم مطلقة يلصق بها ولو كانت زوجة لأقل من ساعة !!!
الأم والمجتمع لا يرضى لشاب أعزب أن يرتبط بمطلقة !!!
وإذا فعل ذلك نظر إليه نظرة دونية !!!
أبغض الحلال عند الله الطلاق
.
.

مجد
04-21-2010, 03:10 PM
لكن في المقابل:
على أي أساس وافقت الزوجة على المتقدم إليها ؟؟؟
هل سألت هي و وليها عن دينه وخلقه أم عن ماله ومنصبه ؟؟؟
بعض الأخوات هداهن الله توافق على أول من يتقدم إليها بحجة أن لا يفوتها القطار ؟؟؟
ولو كان سيئا يشرب الخمر ولا يصلي ؟؟؟
أختي :
لأن يفوتك القطار خير من أن يدهسك هذا القطار
قد يكون الموت أهون
.
.

مجد
04-21-2010, 03:12 PM
هناك نقطة أرجوا أن تأخذوها بعين الإعتبار في نقاشكم هذا الهادف
الأم والمجتمع لا يرضى لشاب أعزب أن يرتبط بمطلقة !!!
فما رأيكم
هل تتفقون معهم ؟؟؟

القيصر
04-21-2010, 11:01 PM
" الطلاق مصيبة ، الطلاق كارثة ، الطلاق جريمة في حق الأسرة ، يجب أن نمنع حدوث الطلاق في المجتمع .. إلخ "
لقد كثرت الأحاديث وتعددت الشكاوى من الطلاق أنه يخرب البيوت ويشرد الأطفال دون أن نلاحظ أن الطلاق قد يكون رحمة للأسرة .
إن حدوث الطلاق بنسب عالية ، وممارسات خاطئة لا يبرر الطعن في شرعية الطلاق ، لأن الطلاق بحد ذاته أمر فيه مصلحة للأسرة المسلمة عند استحالة الحياة الزوجية ، أما أن يصبح الطلاق ألعوبة على ألسنة بعض الرجال أو لمجرد للتسلية وتنفيس الغضب فهو مشكلة من يستخدم هذا الحق بطريقة غير مشروعة ، ويمكن أن نشبه ذلك كمن يستخدم السكين ، إما أن يقطع بها فاكهة فيكون قد أحسن استخدامها ، وإما أن يطعن بها إنسانـًا فيكون قد أساء الاستخدام ، فهل نتهم السكين أم من أساء استخدام السكين ؟!!
إن فشل الزوجين في حياتهما الزوجية وعدم استقرارهما يترتب عليه أحد أمرين هما :
استمرار الحياة الزوجية بينهما مع وجود النكد وسوء المعاشرة والشقاق والنزاع ، أو الافتراق بالطلاق ، حيث يذهب كل منهما في سبيله ، ولا شك في أن استمرار الحياة الزوجية مع سوء المعاشرة ليس بالحل الحكيم خلافـًا لما يتوهمه بعض الناس زعمـًا منهم أنه أهون من الطلاق ، بل العكس هو الصحيح ، لأن الله عز وجل حرَّم تعذيب الإنسان لنفسه أو لغيره بأي نوع من أنواع العذاب ، ولا ريب أن في سوء العشرة تعذيب للطرف الآخر ، والله عز وجل بيّن حقيقة وأهمية الطلاق عند استحالة الحياة الزوجية بقوله تعالى : ( الطلاق مرتان فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان )[البقرة/229] ، والإسلام عندما يبيح الطلاق المضبوط بضوابط شرعية إنما يجعله آخر العلاج عند تعذر عودة الحياة بين الزوجين إلى الاستقرار الأسري .
إن الإحصائيات الغربية تثبت كيف أنهم تساهلوا في عملية الطلاق بعد أن أصبح مشروعـًا لدرجة أن الإحصائيات الفرنسية تشير إلى أن ثلث حالات الزواج بين الفرنسيين تنتهي بالطلاق ، وأن واحدًا من كل أمريكيين طلق قرينه ، بل تصل نسب الطلاق في بعض الدول الأوروبية إلى سبعين بالمائة .
إن الطلاق في الإسلام له أحكام وشروط وآداب ، وهو ليس مجالاً للعبث ، بل هو تشريع حكيم وحكمة بالغة ، ولهذا فإن اعتبار الطلاق محطة لانطلاق الاتهامات والكوارث الاجتماعية ، هو مفهوم خاطئ ، ولقد حدث الطلاق في زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث طلق زيد بن حارثة ـ رضي الله عنه ـ زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ .
ومما روي كذلك أن امرأة ثابت أتت النبي ـ صلى الله عليه وسلم وطلبت أن تخلع زوجها فقال لها ـ صلى الله عليه وسلم ـ " تَردين عليه حديقته ؟ فقالت نعم فقال رسول الله ـ

القيصر
04-21-2010, 11:07 PM
أوردت إحدى الصحف العربية خبرًا طريفـًا عن رجل طلق زوجته بعد أن اعتقد أن صفير الببغاء مصدره أحد المعجبين ، والموقف حدث عندما استيقظ الرجل في منتصف الليل على صوت صفيرات من منزل مجاور ، فلم يتردد في الاشتباه بأن زوجته على علاقة بأحدهم وطلقها منهيـًا بذلك زواجـًا دام ثلاث سنوات !!
من خلال هذا الموقف ورغم ما فيه من طرافة إلا أنه يدل على واقع أليم في كثير من بيوتنا ، حيث أصبحت كلمة الطلاق سهلة على ألسنة كثير من الرجال لدرجة أنه يحلف بها لإرغام ضيف على دخول منزله مثلاً أو لإثبات صدقه في البيع والشراء كأن يقول " عليَّ الطلاق بالثلاثة إن … " .
إن الطلاق ليس للتسلية ولا لتنفيس الغضب كما يفعل بعض الأزواج الجهلة الذين يوقع أحدهم الطلاق على الزوجة عند أي خلاف أو غضب ، فتثور عصبيته الحمقاء ، ولا يرى مهدئـًا لها سوى الطلاق ، أو يريد فرض رأيه على زوجته وإرغامها على فعل ما يريده ، فيحلف عليها يمين الطلاق معلقـًا ، كأن يقول : " إذا فعلت كذا فأنت طالق " أو " إذا ذهبت إلى مكان كذا فأنت طالق " ، إن صنفـًا من الناس أساءوا استعمال حق الطلاق الذي جعله الله بيد الزوج لإزالة عصمة النكاح عند وجود الحاجة لا تبعـًا للهوى واستجابة للجهل والانفعال .
إن ارتفاع نسب الطلاق في بلادنا أكثر دليل على سوء استخدام هذا الحق الشرعي من قبل بعض الرجال الذين جعلوا الطلاق وسيلة إرهاب وابتزاز ، خلافـًا لحكمة الشرع الحنيف الذي جعل الطلاق علاجـًا لمعضلة الخلاف بين الزوجين بعد التأكد من استحالة العشرة الزوجية بينهما .
كم من حالات الطلاق في محاكمنا حدثت لأسباب تافهة كزيادة ملح الطعام أو تأخر في إحضار كوب الماء أو بسبب مباراة في كرة القدم مما يثبت أن الطلاق أصبح على ألسنة كثير من الرجال وسيلة تهديد وإرهاب للزوجة ، وأذكر أنه اتصلت بي امرأة تبكي لأن زوجها طلقها بسبب أنها لم تضع للحمام طعامـًا !!
فهل يعقل أن يقطع أحد الميثاق الغليظ لمجرد هفوة بسيطة ؟
ومن وجهة نظر أخرى أعتقد أن وقوع الطلاق لأسباب تافهة دليل على ضعف المحبة بين الزوجين ، وإن كثيرًا من البيوت أصبح مثل بيت العنكبوت يتمزق ويتقطع عند أخف نسمة هواء .
إننا يمكن أن نشبه العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته ببنك الحب ، وبالتالي تعتبر الأعمال والسلوكيات الإيجابية إيداعات وجملتها أرباح ، أما الأعمال السلبية من السلوكيات والتصرفات فيمكن أن نعتبرها سحوبات وجملتها خسائر .
إن البنك المليء بالحب والعاطفة والحنان والمودة لا يمكن أن يخسر لمجرد موقف تافه يعترض الحياة الزوجية ، ولكن ربما يقلل من رصيد المحبة ، أما الموقف البسيط الذي يؤدي بالنهاية إلى الطلاق إنما يدل على أن الرصيد في بنك الحب على مستوى الإفلاس ، ولهذا يعتبر أي موقف سلبي ولو كان تافهـًا كالقشَّة التي قصمت ظهر البعير .
إن الإسلام حذر من التساهل في استخدام حق الطلاق ، وجعل الطلاق علاجـًا نهائيـًا لداء الشقاق بين الزوجين بعد فشل الصلح والإصلاح ، بل حرَّم الإسلام على المرأة أن تطلب الطلاق بدون سبب قاهر ، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم : [ أيَّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأسٍ حرَّم الله عليها أن تريح رائحة الجنة ] ، ولذا فإن على المرأة أن تكون أكثر وعيـًا لهذه المسألة ، وأن تكون أكثر صبرًا ومقاومة وسعيـًا من أجل استمرار الحياة الزوجية بأي ثمن.
إن اعتبار الطلاق حلاً مثاليـًا خطأ كبير يرتكبه العديد من الأزواج حتى بعد إقدامهم على الزواج مرة أخرى ، لأن الطلاق بداية الانحراف والسقوط في الهاوية المخيفة ،حيث الفساد الأخلاقي والأمراض النفسية والضياع الشامل للأبناء.
والدراسات تثبت أن 90% من رواد دور الأحداث من أبناء بيوتٍ وقع فيها انفصال بين الأب والأم ، فمن المسؤول عن انحراف هؤلاء الأبناء ؟!
ما أكثر أولئك الذين سقطوا وتاهوا في دروب الحياة ، فعاشوا الضياع وبقوا على هامش الحياة إلى أن لفظتهم كما يلفظ البحر الجثث الهامدة .
إن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ، ولا تكن كالفرزدق الشاعر الذي طلق زوجته نوار ثم ندم أشد الندم وقال :
ندمت نـدامة الكسعـي لمـــا........ غدت مني مطلقـة نـــــوار
فأصبحت الغداة ألوم نفسي ........بأمر ليس لي فيه اختـيـار
وكانت جنتي فخرجت منها........ كآدم حين أخرجه الضرار