عبير
04-19-2010, 10:06 AM
الأب أو الأم في أحد هذه الأخطاء، ومن بينها ما يمكن أن نطلق عليه سياسة “التستر” أو الكتمان بين أفراد الأسرة الواحدة لبعض الأمور أو التفاصيل اليومية . وقد يتحول هذا الأسلوب مع الوقت إلى عادة بين أفرادها، فالأم تخفي أخطاء أبنائها عن الأب، والأشقاء يتسترون على أخطاء بعضهم بعضاً، ولا يصارحون آباءهم بأمورهم، وهكذا تتهدد الروابط الأسرية .
والخطورة أن يشمل التستر في الأسرة سلوكيات تمثل انحرافاً لأحد أبنائها، لأن التستر عليها يؤدي إلى استفحال المشكلة، وتمادي المخطئ من دون أن يتدخل أحدهم لمنعه وتقويمه .
وتقول إحدى اللأمهات قائلة: أخفيت مرات أمراً خاصاً بأحد أبنائي عن والده، ولكني لم أفعل هذا بدافع التستر، ولكن حتى أجنبه عقاب أبيه، إذا ارتكب أمراً كان نهاه عن فعله، أو تسبب في مشكلة، ولكني لا أتوقف عند هذا الحد، وإنما أحاول إصلاح الأمر بنفسي، وحثّ الولد على عدم تكرار الخطأ، وغالباً أخبره بأنه إذا كرره سوف أخبر والده، ولكني أعتقد أن هذا أمر عادي ويحدث في أغلب البيوت، وتفعله غالبية الأمهات، لأن عقاب الآباء غالباً يكون اشد .
و أن هذا الأمر موجود ويمارس بشكل عادي، خاصة من الأم من دون أن تدرك أنها تقع في هذا الخطأ، وتقول: أسمع كثيراً أماً تقول لطفلها من “افعل كذا حتى لا أخبر والدك بأنك أخطأت في الأمر الفلاني”، وهي تقول هذه الجملة من دون وعي، والطفل يسمعها ويعتبر أن تستر الأم عليه مكافأة من نوع خاص، حتى إنه بعد ذلك يبدأ في طلب هذا بنفسه، فيرجو أمه إذا أخطأ ألا تخبر والده . وترى أن هذا أسلوب مرفوض، لأنه إذا كبر مع الأبناء، يمكن مع الوقت أن يؤدي إلى اعوجاج في سلوكهم .
أي أن هذا الأمر رغم استسهاله من قبل البعض، تسبب في العديد من المشاكل داخل الأسر بسبب أن الأبناء يخطئون من دون أن يحاسبوا، ويقول: شاهدت بنفسي مشكلات كان سببها أن الأم لا تصارح الأب بأخطاء الابن، وتخفيها عنه تحت حجج كثيرة، منها أنها تخشي على الابن، لأن الأب “شديد” أو أنها لا ترغب في شغل الأب بمشاكل الأبناء، وفي رأيي كلها أسباب واهية أمام النتائج، التي تصل بالأبناء أحياناً إلى درجة الانحراف .
وتقول احدى الأمهات: هذا الأسلوب يكون سياسة في بعض البيوت، التي تسير على نظام “لا تخبر أباك”، “لا تخبر أمك”، وفي رأيي هذه أسرة فيها عيب، لأن الأسرة الواحدة المفروض أن يعرف كل فرد فيها تفاصيل حياة الآخر، فلا مجال للأسرار هنا، وخاصة الأب والأم لأن دورهما تربية الأولاد فإذا قام أحد الشريكين بالإخفاء عن الآخر، أي كانت الأسباب والمبررات، فكيف سوف يتمكن من القيام بدوره .
وتشير احداهن قائلة:
أسمع أحياناً إحدى صديقاتي تقول لأحد اطفالها: لا تقل لوالدك إن فلانة زارتنا اليوم، أو إنني كلمت فلانة، أو أننا خرجنا للتسوق، وهذا الأسلوب الذي تتبعه الأم مع أبنائها للتستر على أمور تعرف أن الأب غير موافق عليها، يدفع الأبناء لنفس السلوك، فيفعلون ما يحلو لهم، ويخالفون رغبة الوالد، وهم معتمدون على تستر الأم عليهم، وهذا يفتح الباب للكثير من المخالفات، فالفتاة مثلاً إذا أمر والدها بعدم خروجها لسبب ما، تنتظر حتى يخرج من البيت لتخرج هي، وتقول لوالدتها لا تخبريه، والولد قد يطلب منه والده أن يمتنع عن مصادقة زميل معين لأنه يرى فيه عيباً ما، فينتهز الفرصة، ويستضيفه في البيت في غياب الأب، ويطلب من الأم الكتمان .
وترى أخرى ربة منزل ترفض هذا الأسلوب وتتجنب اتباعه في بيتها وتفضل أسلوب الشفافية الذي تراه أكثر صحية داخل الأسرة الواحدة .
وترى في التستر على الأبناء أسلوباً خاطئاً في التربية، ويعلم الكذب، وفي نفس الوقت يدفعهم لسلوكيات مرفوضة، لأنهم يعلمون أن وراءهم من سوف يتستر عليهم، فلا يحاسبون على سلوكهم .
وتضيف دكتورة أستاذ علم الاجتماع والسلوك ترى أن تستر أي من الأبوين على خطأ الابن يهز صورته في نظره، مؤكدة أن الآباء الذين يفعلون ذلك يجنون على أبنائهم بسلوكيات تبدو صغيرة وعادية في نظرهم، ولكنها تغرس في الأبناء مبادئ وقيماً ابعد ما تكون عن المفروض تربوياً، كما أنها تشجيع ضمني على المخالفة، وتقول: ما دام أحد الأبوين اللذين يمثلان القدوة يوافق على السلوك، بل يتستر عليه، فهذا يمنح الابن أو الابنة تصريحاً ضمنياً بفعل هذا التصرف من دون رهبة، وتبدأ المسألة تنتقل كالعدوى في الأسرة، وبين الأشقاء، فيطلب من ذلك التستر على أخطائه، هذا غير المواقف الأخرى التي يمكن أن تترتب، ضمن سلسلة من التهاون التربوي، فالأم التي تتستر على أحد أبنائها الذي يتأخر خارج البيت، هل تدري أين كان؟ أو ماذا كان يفعل؟ أو التي تتجاهل عدم انتظام ابنها الدراسي، وإهماله للمذاكرة، إلى ماذا تقوده سوى إلى ضياع مستقبله؟
نتيجة مؤلمة
يروي أحدهم قصة تسبب فيها تستر الأم على سلوك أحد أبنائها بعواقب وخيمة قائلاً: زميل لي خسر أكبر أبنائه في سن الثالثة عشرة، بسبب أن أمه خالفت تعليمات والده وكانت تعطيه مفاتيح سيارتها ليخرج بها مع أصدقائه، ورغم تشديد الأب على عدم السماح له بالقيادة، إلا أنها كانت تفعل هذا من ورائه، نظراً لإلحاح ابنها وتتستر عليه، وكانت النتيجة حادثاً أليماً راح ضحيته الابن، الذي تصورت الأم أنها كانت تعطيه الدلال بعيداً عن رقابة الأب .
والخطورة أن يشمل التستر في الأسرة سلوكيات تمثل انحرافاً لأحد أبنائها، لأن التستر عليها يؤدي إلى استفحال المشكلة، وتمادي المخطئ من دون أن يتدخل أحدهم لمنعه وتقويمه .
وتقول إحدى اللأمهات قائلة: أخفيت مرات أمراً خاصاً بأحد أبنائي عن والده، ولكني لم أفعل هذا بدافع التستر، ولكن حتى أجنبه عقاب أبيه، إذا ارتكب أمراً كان نهاه عن فعله، أو تسبب في مشكلة، ولكني لا أتوقف عند هذا الحد، وإنما أحاول إصلاح الأمر بنفسي، وحثّ الولد على عدم تكرار الخطأ، وغالباً أخبره بأنه إذا كرره سوف أخبر والده، ولكني أعتقد أن هذا أمر عادي ويحدث في أغلب البيوت، وتفعله غالبية الأمهات، لأن عقاب الآباء غالباً يكون اشد .
و أن هذا الأمر موجود ويمارس بشكل عادي، خاصة من الأم من دون أن تدرك أنها تقع في هذا الخطأ، وتقول: أسمع كثيراً أماً تقول لطفلها من “افعل كذا حتى لا أخبر والدك بأنك أخطأت في الأمر الفلاني”، وهي تقول هذه الجملة من دون وعي، والطفل يسمعها ويعتبر أن تستر الأم عليه مكافأة من نوع خاص، حتى إنه بعد ذلك يبدأ في طلب هذا بنفسه، فيرجو أمه إذا أخطأ ألا تخبر والده . وترى أن هذا أسلوب مرفوض، لأنه إذا كبر مع الأبناء، يمكن مع الوقت أن يؤدي إلى اعوجاج في سلوكهم .
أي أن هذا الأمر رغم استسهاله من قبل البعض، تسبب في العديد من المشاكل داخل الأسر بسبب أن الأبناء يخطئون من دون أن يحاسبوا، ويقول: شاهدت بنفسي مشكلات كان سببها أن الأم لا تصارح الأب بأخطاء الابن، وتخفيها عنه تحت حجج كثيرة، منها أنها تخشي على الابن، لأن الأب “شديد” أو أنها لا ترغب في شغل الأب بمشاكل الأبناء، وفي رأيي كلها أسباب واهية أمام النتائج، التي تصل بالأبناء أحياناً إلى درجة الانحراف .
وتقول احدى الأمهات: هذا الأسلوب يكون سياسة في بعض البيوت، التي تسير على نظام “لا تخبر أباك”، “لا تخبر أمك”، وفي رأيي هذه أسرة فيها عيب، لأن الأسرة الواحدة المفروض أن يعرف كل فرد فيها تفاصيل حياة الآخر، فلا مجال للأسرار هنا، وخاصة الأب والأم لأن دورهما تربية الأولاد فإذا قام أحد الشريكين بالإخفاء عن الآخر، أي كانت الأسباب والمبررات، فكيف سوف يتمكن من القيام بدوره .
وتشير احداهن قائلة:
أسمع أحياناً إحدى صديقاتي تقول لأحد اطفالها: لا تقل لوالدك إن فلانة زارتنا اليوم، أو إنني كلمت فلانة، أو أننا خرجنا للتسوق، وهذا الأسلوب الذي تتبعه الأم مع أبنائها للتستر على أمور تعرف أن الأب غير موافق عليها، يدفع الأبناء لنفس السلوك، فيفعلون ما يحلو لهم، ويخالفون رغبة الوالد، وهم معتمدون على تستر الأم عليهم، وهذا يفتح الباب للكثير من المخالفات، فالفتاة مثلاً إذا أمر والدها بعدم خروجها لسبب ما، تنتظر حتى يخرج من البيت لتخرج هي، وتقول لوالدتها لا تخبريه، والولد قد يطلب منه والده أن يمتنع عن مصادقة زميل معين لأنه يرى فيه عيباً ما، فينتهز الفرصة، ويستضيفه في البيت في غياب الأب، ويطلب من الأم الكتمان .
وترى أخرى ربة منزل ترفض هذا الأسلوب وتتجنب اتباعه في بيتها وتفضل أسلوب الشفافية الذي تراه أكثر صحية داخل الأسرة الواحدة .
وترى في التستر على الأبناء أسلوباً خاطئاً في التربية، ويعلم الكذب، وفي نفس الوقت يدفعهم لسلوكيات مرفوضة، لأنهم يعلمون أن وراءهم من سوف يتستر عليهم، فلا يحاسبون على سلوكهم .
وتضيف دكتورة أستاذ علم الاجتماع والسلوك ترى أن تستر أي من الأبوين على خطأ الابن يهز صورته في نظره، مؤكدة أن الآباء الذين يفعلون ذلك يجنون على أبنائهم بسلوكيات تبدو صغيرة وعادية في نظرهم، ولكنها تغرس في الأبناء مبادئ وقيماً ابعد ما تكون عن المفروض تربوياً، كما أنها تشجيع ضمني على المخالفة، وتقول: ما دام أحد الأبوين اللذين يمثلان القدوة يوافق على السلوك، بل يتستر عليه، فهذا يمنح الابن أو الابنة تصريحاً ضمنياً بفعل هذا التصرف من دون رهبة، وتبدأ المسألة تنتقل كالعدوى في الأسرة، وبين الأشقاء، فيطلب من ذلك التستر على أخطائه، هذا غير المواقف الأخرى التي يمكن أن تترتب، ضمن سلسلة من التهاون التربوي، فالأم التي تتستر على أحد أبنائها الذي يتأخر خارج البيت، هل تدري أين كان؟ أو ماذا كان يفعل؟ أو التي تتجاهل عدم انتظام ابنها الدراسي، وإهماله للمذاكرة، إلى ماذا تقوده سوى إلى ضياع مستقبله؟
نتيجة مؤلمة
يروي أحدهم قصة تسبب فيها تستر الأم على سلوك أحد أبنائها بعواقب وخيمة قائلاً: زميل لي خسر أكبر أبنائه في سن الثالثة عشرة، بسبب أن أمه خالفت تعليمات والده وكانت تعطيه مفاتيح سيارتها ليخرج بها مع أصدقائه، ورغم تشديد الأب على عدم السماح له بالقيادة، إلا أنها كانت تفعل هذا من ورائه، نظراً لإلحاح ابنها وتتستر عليه، وكانت النتيجة حادثاً أليماً راح ضحيته الابن، الذي تصورت الأم أنها كانت تعطيه الدلال بعيداً عن رقابة الأب .