المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشجار بين الاولاد


منى
04-12-2010, 11:51 PM
نبالغ إذا قلنا أنه لا يكاد بيتٌ يخلو من الصراخ والصخب ما دام

فيه أطفال صغار، فهم بالتأكيد مصدره، إذ لا يخلو لعبهم من

الاختلاف والتشاجر الذي يعلن عن نفسه بين الحين والآخر

بأصواتهم تتعالى بالصراخ، ويتكرر ذلك منهم بشكل يومي،

وأثناء الزيارات العائلية، عندما يكون الأبناء مع أترابهم من

الأقارب، فينقسمون إلى أحزابٍ.. بعضهم ضد بعض، وقد تعلو

أصواتهم فتعكر صفو الجلسة العائلية للكبار! فما هو سبب

هذا الصراخ؟

إنّ الصغار يتشاجرون..!!
أمي .. أخي أخذ قلمي!
أبي .. تامر يستهزيء بي ويسخر مني!
أمي .. لقد ضربني أحمد وجرح يدي!
أليست هذه هي بعض العبارات التي تتردد يوميا بين الأطفال أثناء مشاجراتهم؟

بلى..إنّ الشجار بين أبنائنا يعتبر سمة من سمات العلاقة بين الأطفال، ولكنه قد يتحول إلى مشكلة تولِّد الكراهية والحقد بين الأبناء، إذا تعاملنا معها بشكل سطحي أو بطريقة خاطئة.

وللمشاجرات أنواع:
- فهناك مشاجرات تحدث بين البنات والبنين الأشقاء:
حيث نجد الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات، وإشعارهن أنهن في الرتبة الأقل دائماً، وأنه يتوجب عليهن خدمة الذكور، والعكس غير صحيح أو غير لائق أو غير مقبول، وهذا التمييز يسبب للبنات شعوراً قوياً بالاستفزاز والإهانة، و يجعلهن متحفزات دائماً ، ومن ثمّ يحمى وطيس المعارك بين الفريقين.

- وهناك المشاكل التي تحدث بين أخ و أخ، وغالباً تكون بسبب:
1ـ محاولة الكبير السيطرة على الأخ الصغير وتحديد ما يجب وما لا يجب.
2ـ الاختلاف على قنوات التليفزيون وأماكن الجلوس.
3ـ الصراع على النفوذ الأسرى أو العائلي.
4ـ المشادات الكلامية المستفزة غير اللائقة أحياناً.
- بينما نجد أن أكثر المشكلات بين أخت وأخت تدور حول:
1ـ التنافس على حب واهتمام الوالدين.
2- مقارنة الصغرى نفسها بالكبرى.
3- خلافات مستمرة بسبب تقسيم أعمال المنزل والطبخ والشراء.
4- خلافات ناجمة عن استعمال الأشياء الخاصة (ملابس-أدوات الزينة).
5- الغيرة بسبب تفوق إحداهن على الأخرى في الجمال، وكثرة تعليقات الآخرين على ذلك
الأسباب:

إذا حاولنا التعرف على أسباب الخلافات والمشاجرات بين الأبناء، فسنجد أنّ:
- بعضها قد يرجع إلى الموروثات الثقافية لدى الوالدين، والأسلوب الذي تربى به كل منهما في صغره، مثل: تفضيل أحد الوالدين أو كليهما لأحد الأبناء دون الآخرين، أو للبنين على البنات، وهو فِكر لا يزال موجودا عند الكثيرين من الآباء في الوسط العربي؛ مما يولّد لدى الفتاة العربية الكراهية والحقد الشديد تجاه (الرجل)، في صورة شقيقها الذكر، مما قد يسبب لها مستقبلاً العديد من المشاكل النفسية أو الاجتماعية.

- كذلك أسلوب الوالدين في التعامل مع الأبناء، فالسلبية واللامبالاة قد توفر بالتأكيد مناخاً خصباً للمشاجرات بين الأبناء، حيث يجدوا في ذلك وسيلة جيدة للفت نظر الوالدين أو جذب انتباههم.

- عدم تربية الأبناء على أدب المزاح وضوابطه، ففي كثير من مواقف الشجار المحتدم بين الأبناء، وبعد الاستفسار منهم عن الأسباب يتبين أن أحدهم ألحق الأذى بأخيه ضرباً، أو شتماً، أو سخرية واستهزاء، بدعوى أنه يمزح معه!!

- حب السيطرة وامتلاك الأشياء من أحد الأخوة ضد إخوته، أو تسلط أحدهم على إخوته إزاء رغباتهم المختلفة، مثل: تغيير قنوات التلفزيون أو أماكن الجلوس.
- الشعور باضطهاد الكبار، ومحاولة الصغار إسقاط مشاعرهم في صورة معارك ضارية، ينفّسون فيها عن مشاعرهم السلبية.

إدارة المشاجرات فن:
إنّ تحكُّمك عزيزتي الام في غضبك وطريقة حديثك، وتعبيرات وجهك، والعبارات الصادرة منك أمام أبنائك، يعتبر عاملاً أساسياً للسيطرة على موقف الشجار بطريقة صحيحة.
وتعديل أسلوب التربية، ومعالجة الام لمواقف الشجار بين الأبناء بطريقة هادئة حكيمة، قد تنجح في ترشيد خلافاتهم المتكررة، وإكسابهم قيماً إيجابية للخلاف، ترافقهم طوال حياتهم.

فلتبدأ من خلال هذه النقاط محاولة جادة وجديدة لإدارة شجار الأبناء بطريقة هادئة وفعّالة:
1- لا تحاول أن تكرر ودون أن تدري، ما كان يفعله أبواك معك كأساليب العقاب أو التهديد، بل اتبع أسلوبا جديدا كنت تتمنى أن يعاملاك به وأنت طفل.
2- انظر لأبنائك وكأنهم مرآة لك، فصوتهم العالي وأسلوبهم في التعامل هو انعكاس لصوتك العالي وصراخك، بل واستخدامك للعنف والضرب أحيانا!
3- درّب نفسك جيداً على التحكم في أعصابك وألا يثيرك شجارهم وصخبهم، جرّب أن تكتم غضبك لدقائق بعيداً عن أبنائك وستجد أنً غضبك يتسرب منك ويبقى التفكير الهادئ في سبب شجار الأبناء لتعالجه بهدوء، كما أنّ الكلمات الطيبة، وعبارات التشجيع على ضبط النفس، واللمسات الحنونة لها أثر كبير في تهدئة غضب الأبناء، فلا تستغن عنها أو تبخل عليهم بها.
4- وإذا حدث وتشاجر الأبناء في مكان عام، فلا تخجل أو تفقد أعصابك وتحاول أن تُنْهِي الموقف بالضرب أو إهانة الأبناء، ولكن كن هادئا، ولا تغضب، و تذكر أنّ كل الناس عندهم أطفال وقد تحدث لهم مثل هذه الأمور.

ابوعبدالله
04-13-2010, 12:53 AM
هي دروس كبيرة بالتربية تشكرين على هذا الموضوع
أعتقد أن مشاجرات الأطفال هو عمل غريزي لتنمية شخصية الطفل و كما قلت على الأبوين التدخل بشكل منطقي و مدروس . و الافرازات الكيماوية بأجسادهم و تكوينهم الفيزيولوجي يحدد من هو الطفل المشاكس و الطفل الهاديء و تبقى كلمة الفصل للوالدين بترويض المشاكس بأسلوب مدروس و تشجيع الهاديء على هدوءه
لكن الغالب على تربية أولادنا ما ورثناه عن آبائنا رسخ في عقولنا تجدينا دائما مع الأولاد (أقعد يا ول ــ انقلع برا ــ الله ياخذ هالراس .... الخ )

منى
04-13-2010, 10:15 AM
(أقعد يا ول ــ انقلع برا ــ الله ياخذ هالراس .... الخ )

اخي الكريم ان هذه من اخطر واسوء الكلمات التي تقال للطفل منذ عدة سنين كانوا يقولون علماء النفس ان الطفل بعمر سنتين تتكون شخصيته اما الان فاعتقد ان الطفل بعمر شهرين تتكون شخصيته
يجب مراعاة كل كلمه ننطق بها امامه لانه في هذه السن كالصفحه البيضاء تنطبع عليها كل الكلمات والمعاني والافكار التي تستمر معه الى كل مراحل عمره
واركز على احترام الطفل تركيز مهم لان شخصيته في هذه السن تتاثر جدا بكل ما حولها فاحترام الطفل والاهتمام به يساعدنا لانشاء شخصيه واثقه ومن غير عقد
واكبر خطا يقعون الاهل به استهزائهم بالطفل وعدم السماع له ومناقشته والتودد له لذلك ينشا مهزوز الشخصيه وغير واثق من نفسه
خاصه اطفال اليوم يمتلكون قدره عجيبه من الذكاء والاحساس المفرط
هذا الموضوع لو نكتب به مئات الصفحات لا ننتهي

المستشار
04-13-2010, 11:22 AM
أكثر ما يؤثر سلبا في شخصية الطفل هو الإستهزاء به , ,ووصفه بالصفات السلبية ,والتقليل من شأنه , فهذا يشكل عنده ردات فعل سيئة , فتنمو لدية مشاعر الحقد والتمرد والعدوانية , أو العكس مشاعر الإحباط وعدم الثقة بالنفس , والتردد .
وربما أسوا شيء هو نعت الطفل بالألقاب السيئة , فإنها تؤثر حتى في نفسية الكبار ولذا قال الله تعالى " ولا تنابزوا بالألقاب " صدق الله العظيم .

القيصر
04-18-2010, 08:24 AM
إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية، وسر البقاء الإنساني، فكل إنسان يميل بفطرته إلى أن يَظْفَرَ ببيتٍ وزوجةٍ وذريةٍ..، ولما كانت الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع لكونها رابطة رفيعة المستوى محددة الغاية، فقد رعتها الأديان عموما؛ وإن كان الإسلام تميز بالرعاية الكبرى، قال تعالى :إنَّا عرضنا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ والجِبَالِ)(1) (http://www.saaid.net/tarbiah/102.htm#(1))، جاء ضمن معاني الأمانة؛ أمانة الأهل والأولاد، فيلزم الولي أن يأمر أهله وأولاده بالصلاة، ويحفظهم من المحارم واللهو واللعب،لأنه مؤتمن ومسؤول عما استرعاه الله(2) (http://www.saaid.net/tarbiah/102.htm#(2))
ومسألة الاهتمام بالأسرة من القضايا العالمية التي زاد الحديث حولها؛ لا سيما في العصر الحاضر، وذلك على مستوى الدول والهيئات والمنظمات الدولية،حيث تحاول كل منها إيجاد صبغة من عند أنفسها، من ذلك رفعها لشعارات الحريـة والمسـاواة ؛ ودعواها إلى نبذ الأسرة التقليدية وتطوير بنائها، أو دعوى تحرير الأسرة المعاصرة من القيود وتعويضها بعلاقات شاذة محرمة .
وان الحكمة من عدم التفرقة بين الابناء في المعامله هي ان ننشىء جيلا" يمتلك شخصية قوية مبنية على احتلرام الاخرين .

منى
04-18-2010, 10:56 AM
بارك الله فيك اخي قيصر
لقد اغنيتنا بموضوع او بالاحرى ببحث كامل عن تربيه الاولاد وعن الاسره المسلمه
وما أجمل مقولة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- "الصلاح من الله والأدب من الآباء
حقيقه في هذه الجمله تكمن فيها كل المعاني والحكم
جعلها الله في صحيفه اعمالك ونفعنا بعلمك

عبدالكريم
04-18-2010, 11:01 AM
قرأت دراسة مفادها بأن التلفظ بألفاظ
نابية او مجرحة امام الطفل تكون لديه عادة سيئة
وسوف ينشئ عليها
مادام الاهل يتلفظون بها
موضوع مهم للغاية
مشكورة اختي الكريمة منى
وبالفعل هي دروس وعبر نستفيد منها
جعل الله ذلك في ميزان حسناتك