المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا أردت أن تحلق مع الصقور فلا تضيع وقتك مع الدجاج


أحمد العساف
03-01-2010, 02:01 AM
من منا لا يرغب في التحليق بإنجازاته ونجاحاته عالياً كالصقر يعلو السحاب متنافساً مع غيره
من الصقور في العلو والارتقاء، بينما الدجاجة تدب على سطح الأرض مطأطئةً رأسها بسذاجة
لتأكل من خشاشها، شتان ما بين الصقور والدجاج، يمكن أن يكون المرء ضمن الصقور أو
مع الدجاج، وقد قيل:
إذا أردت أن تحلق مع الصقور فلا تضع وقتك مع الدجاج ...


روي أن رجلاً أهدى للحاكم صقراً من فصيلة ممتازة، ففرح الحاكم به كثيراً وسأل وزيره عن
رأيه في الصقر فقال: (إنه قد تربى مع الدجاج) فاستغرب الحاكم من كلام الوزير، فطلب الوزير
أن يطلق الصقر فإذا به يحفر الأرض برجله كالدجاجة ليأكل، وقد كان الوزير قد لاحظ قبل ذلك أن
الصقر ينظر إلى الأرض على غير عادة الصقور التي تنظر إلى السماء.


إن كل منا يتحول تدريجيا ليشبه من يجالسه ويعاشره ويحادثه، فمن نتحدث معهم يؤثرون على
شخصياتنا وتصرفاتنا وإنجازاتنا بشكل كبير قد لا يلاحظه البعض.
وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه و اله وسلم انه قال:
(المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)،
وقيل: من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم. وقيل أيضاً: قل لي من تصاحب أقول لك من أنت.


إن العناية باختيار من نخالطهم أمر لا يستهان به، ولا أتحدث هنا عن تجنب مخالطة السيئين في
المجتمع ممن يتبعون العادات والأخلاق السيئة، فتجنب مخالطة هؤلاء أمر بديهي لا أتحدث عنه،
ولكني أتحدث عن اختيارك لخلطائك من بين الأسوياء الخلوقين. فمن هؤلاء الذكي والغبي، والغني
والفقير، والكريم والبخيل، والمتفائل والمتشائم، والصريح والمجامل، والنشيط والكسول، والعالم
والجاهل، وغير ذلك.

حدثني يوماً أحد الأصدقاء النشيطين في أداء عملهم وهو يشكو لي ما يواجهه من مشاكل في
وظيفته الجديدة حيث أن غالبية الموظفين يؤجلون تنفيذ أعمالهم دون مبرر وقد صار
هذا هو الأصل عندهم فيعتبرون ذلك التأخير طبيعياً، وأنه يخشى أن يصبح هذا الشيء طبيعياً عنده
هو أيضاً فيصبح التأخير والتأجيل هو الوضع الطبيعي في ثقافته وأدائه لعمله، وهذه نظرة عميقة
للمشكلة قل ما يفطن إليها أحد.


وهذا لا يعني أني أدعو إلى رفض مصاحبة من هم أقل منك، ففي كل شخص مميزات وعيوب،
فقد يكون أحد الأصدقاء متفوقاً عليك في جانب وتكون متفوقاً عليه في جانب، وقلما نجد شخصاً
أقل من الآخر في جميع الجوانب، ولكني ألفت الانتباه لتأثير الجلساء علينا.


فلنحرص في علاقاتنا على انتقاء من نرغب أن نكون مثلهم في أحد الجوانب أو نقترب إليهم
ولنبحث عنهم بجدية، فإذا أردت أن تكون عالماً فجالس العلماء، أو مثقفاً فصاحب المثقفين، أو صقراً فعاشر الصقور...

ودمتم بالمسرات...

بشار الدرويش
03-01-2010, 11:27 AM
المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل


حكمة في محلها أحمد أشكرك جداً على هذه المشاركة الطيبة ..

وفقك الله إلى ماترضى

تماضر الموح
03-02-2010, 10:52 PM
أحمد عساف ... شكراً لك ... موضوع يستحق القراءة وحكمة رائعة

من اراد أن يحلق مع الصقور فليتجنب مخالطة الدجاج ... بوركت ياأحمد تقبل تحياتي وتقديري

لهيب_الشوق
03-02-2010, 11:27 PM
رائع جداً ما قرأته بين السطور

ليس لما ورد عن الدجاج ولا الصقور

بل لاختيارك موضوع جديد فريد ومفيد

لن ازيد شيئاً على ما اوردته في موضوعك عزيزي

فقد ابدعت في طرح موضوعك ولا يسعني هنا

الا ان اترك لك في هذه الصفحة مروري المتواضع

يسبقه ودي ووردي واحترامي

دمت بحفظ الله

نهاد النايف
03-03-2010, 02:16 PM
أخي أحمد العساف موضوعك رائع وجميل وفكرتك وصلت والواجب أن نعمل بها
وجزاك الله الف الف خير
يسعدك ربي وعن الخير ما يبعدك

أحمد العساف
03-03-2010, 03:53 PM
درتنا الثمينة أنا أفتخر بمرورك

الحر
03-03-2010, 04:32 PM
بركات الشريف يوصي ابنه ...يقول

الله ياهالرجم يلي كل يوم انا راجيك .........سبحان من فتح شبابيك دنياك
وياولد افطن لكلامي ارد اوصيك ................حيث انك صغير اقدر آمرك وانهاك

اعتذر عن عدم كتابتها لانها طويلة جدا ..الى نهايتها فيقول
وافطن ترى الحر لي رافق الديك ............... سيوره ترى يعاعي معاعات الدياك
....
ولكن نرجع ونقول الثقة بالنفس اساس كل شيئ

لان واثق الخطوة يمشي ملكا ....

مشكور اخ احمد على روعة الكتابة

المستشار
03-07-2010, 12:55 PM
روي أن رجلاً أهدى للحاكم صقراً من فصيلة ممتازة، ففرح الحاكم به كثيراً وسأل وزيره عن
رأيه في الصقر فقال: (إنه قد تربى مع الدجاج) فاستغرب الحاكم من كلام الوزير، فطلب الوزير
أن يطلق الصقر فإذا به يحفر الأرض برجله كالدجاجة ليأكل، وقد كان الوزير قد لاحظ قبل ذلك أن
الصقر ينظر إلى الأرض على غير عادة الصقور التي تنظر إلى السماء. ( من المشاركة الأصلية للأخ أحمد)
لو أردنا أن نختار كل يوم عضوا من أعضاء المنتدى لنطلق عليه لقب " فارس المنتدى لهذا اليوم "
فلا شك أن " فارسنا اليوم هو الأخ أحمد العساف "
للمشاركات المميزة التي أتحفنا بها هذا اليوم والسبب كلمات مختصرة تحمل معاني ومفاهيم ورسائل عظيمة
شكرا لك وفقك الله.
وليت أننا ننظر دائما إلى السماء , ولا نبحث في الأرض كالدجاج !!

أحمد العساف
03-10-2010, 07:24 PM
مشكور عمي المستشار يكفيني أنك هنا