المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدير الناجح لا يجلس ويداه على خصره ابدا


منى
02-01-2010, 12:52 PM
المدير الناجح لا يجلس ويداه على خصره أبداً

عزيز نيسين (http://www.mouhassan.com/forum/index.php?option=content&task=guest_display&id=1527&sectionid=1)



في أحد الأزمان وأحد البلدان … لا، الحكاية لا تصح هكذا ، تصح إذا حددنا الزمان والمكان.
الزمان : بعد الميلاد .
المكان : مكان ما في هذا العالم.
ها قد صار الزمان والمكان معروفين.

لنأت إلى الحادثة، في المكان الذي ذكرناه، والزمان الذي حددناه، كان ثمة مخزن كبير. المخزن كان مملوءاّ بما يؤكل، يحرق ، يلبس ، ..يغسل . كل شيء مفصل مرتب.
الخضار اليابسة كالحمص والفاصولياء والفول… في طرف، الحبوب كالذرة والأرز والشعير .. في طرف … والأحذية والألبسة في طرف آخر.

كان يدير المخزن المحدد المكان والزمان، مدير ناجح، في يوم لم يعد يعرف المدير الناجح ماذا يعمل، الفئران احتلت المخزن. المأكولات صارت تتناقص. الفئران قرضت الجبن والخبز المقمر(المحمر).

المدير الناجح لا يجلس ويداه على خصره أبداً، حارب الفئران بكل ما أوتي من بأس، لكنه وبالرغم من كل ما بذله، لم يكسب الحرب. الصابون وقطع الجبن تتناقص يوما بعد يوم، الملابس أصبحت مثقبة، أعشاش الفئران بنيت داخل أكياس الطحين!.

لم يبق اطمئنان على سلامة المخزن من الفئران التي أخذت تسمن وتسمن وتتكاثر كلما أكلت من الحبوب والأطعمة، غصّ المخزن بالفئران، واحتل جيش منها المخزن الكبير.. بدا أنه حتى الوقوف بالمخزن مستحيل.. لم تكتف الفئران بالتهام المأكولات وقرض الملبوسات وقضم الجبن والسجق، بل إنها راحت تسن أسنانها وأظافرها بالجلود والأحذية والخشب!.

أصبحت الفئران من وفرة الغذاء، بحجم القطط، ومع الزمن بحجم الكلاب! كانت لا تهجع أبدا تتراكض وتتلاعب وتنط في المخزن. وفوق ذلك سدت أكثر أماكن التهوية والإنارة والجمال فيه.

المدير الناجح استمر في حربه مع الفئران دون هوادة. وضع أكثر أنواع السموم في كل جهة وكل صوب، لم يستفد شيئا …!!! لا بل إن الفئران اعتادت على السم المقدم لها !. بل أصبحت تسعد به، وبدأت مع مرور الزمن تطلب السم أكثر . وإذا لم يقدم لها هذا السم .. مع الزيادة عن اليوم السابق .. كانت تدب على الأرض بأرجلها فتكاد تهد المخزن.
جمع مدير المخزن أفضل أنواع القطط وفلتها في المخزن ليلا .. وفي الصباح وجد وبر القطط المسكينة وبقايا عظامها ... لم تستطع القطط مجابهة الفئران، ولم تقتلها أقوى السموم.
بدأ المدير الناجح بنصب أفخاخ كبيرة .. ووقعت بعض الفئران في هذه الأفخاخ… لكن إذا وقعت خمسة فأرات في الفخ ليلا … فإنها تلد ما لا يقل عن عشرين أو ثلاثين فأراً في النهار.

وفكر المدير … اهتدى إلى طريقة فريدة: صنع ثلاث أقفاص جديدة .. رمى في كل منها ما كان يقع من الفئران الحية في الفخ. امتلأ كل قفص من الأقفاص بالفئران .. لم يقدم للفئران طعاما أو أي شيء.. اختارت الفئران التي باتت على الطوى ثلاثة أيام، خمسة أيام، اختارت الفئران الأضعف بينها، قطعتها أكلتها أشبعت بطونها .. وبعد وقت جاعت… بدأت تتصارع … وبنتيجة صراعها الدامي هذا … سطت على واحدة منها .. خنقتها ،، قطعتها … أكلتها ..وهكذا أخذ عدد الفئران يتناقص، ومع مرور الأيام .. بقيت الفأرات الأكبر، صاحبات العزم الأقوى، بينما تقطعت الفأرات الضعيفات وأصبحت في بطون الكبيرات.

تحولت الأقفاص المملوءة بالفئران إلى ساحات حرب حقيقية … بقي في كل قفص من الأقفاص الثلاثة ثلاث إلى خمس فئران … الفأرات الباقيات صرن يترامين على بعضهن ويتعاضضن.. قبل أن يشعرن بالجوع.. ذلك أن الواحدة منهّن إذا لم تفتك بالأخرى فان الأخرى ستقطعها تقطيعا..
لذلك صارت كل فأرة من الفئران من أجل حماية نفسها تستغل فترة نوم أو سهو الفأرة الأخرى لتنقض عليها وتخنقها وتقطعها … وأكثر من ذلك … صارت تتحدان فأرتان أو ثلاث في كل قفص ويهاجمن أخرى.. وتلك المتحدة في المطاف الأخير … تتحاين الفرصة ليأكل بعضها الآخر…
أخيراً بقي في كل قفص فأرة واحدة: الأقوى ، الأذكى، الأكبر ، الأكثر صمودا…

عندما بقي في كل قفص فأرة واحدة… فتح الرجل أبواب القفص وفلّت الفئران الثلاثة داخل المخزن .. واحدة واحدة …؟؟

بدأت تلك الفئران الثلاث، الضخمة، المغذاة … المتوحشة ، المعتادة على أكل بنات جنسها، تنقض على فئران المخزن.. مهما بلغ عددها، تخنقها وتقطعها وتلتهمها.. ولكونها توحشت … صارت تأكل ما تأكل من الفئران وتقتل الباقي من أجل حماية نفسها … كيلا تخنقها وتلتهمها الفأرات الأخريات…
وهكذا ، وخلال مدة قصيرة… تخلص المحزن الآنف الذكر من الفئران.

بشار الدرويش
02-01-2010, 01:05 PM
ما يعجبني في كتابات عزيز نيسين هو أنه شديد الأختصار في سرد رواياته وكأنه يعلم بأن الوقت أصبح هو من يمتلكنا لا نحن..

قصصه القصيرة من النوع الذي تنهي قراءتها قبل أن تنهي فنجان قهوتك..

بعد الصدى الواسع لرواية دان براون (( شفرة جافنشي)) ذهبت وأتيت بالكتاب الذي فوجئت بأنه أكثر من 500 صفحة من القطع الكبير ...
ولم أقرأ به سوى صفحتين وأعتقد بأنه سوف يرافقني لسنوات مديدة لذلك سوف أختصرها في ساعتين وأشاهد توم هانكس وهو يقوم بالبطولة في الفيلم الذي يحمل نفس الأسم...

منى
02-01-2010, 01:12 PM
شفره دافنشي رائع جدا انا قراته في اسبوع لكن قبل ان تقراه
لازم تقرا ملائكه وشياطين
لان اعتقد هو مرتبط بشفره دافنشي
والقراءه اجمل وامتع من الفلم بكثير

شكرا لك اخ بشار وتسعدني ثقافتك العاليه والمميزه

بشار الدرويش
02-01-2010, 01:49 PM
سوف أحاول أن أقرأ الكتاب أعرف أن ملمس الورق وهو يلتصق بأطراف أصابعنا أفضل بكثير من مشاهدة الفيلم خاصة بأنه يترك كثير من التفاصيل التي تعطي الذاكرة أمراً بالحفظ..

تعرفين في السابق كانت متعتي الكبيرة أجدها عند شراء الكتب من سوق الجمعة فأنا تجذبني الكتب المستعملة أكثر من الجديدة ..

أشعر بأنها قد أنهكت نفسها لكي تنير عقل أحد ما قبلي ولا يزال دفئ يدي ذلك القاريء يشع من بين جنبات الكتاب عكس الكتب الجديدة التي عندما أراها أشعر كأنني أقف على عتبات قصر باكنغهام والحرس متيبسون وينظرون ببرود إلى اللا شيء ..

منى
02-01-2010, 01:59 PM
عكس الكتب الجديدة التي عندما أراها أشعر كأنني أقف على عتبات قصر باكنغهام والحرس متيبسون وينظرون ببرود إلى اللا شيء
تعبير رائع وعميق معبر :)

وائل
11-03-2010, 11:41 AM
ما أشبه قصة الفئران

بقصة العربان

نتضارب بيينا ونتصارع بيننا ونترك قضيتنا الرئيسية



الذي حصل معنا هو العكس

جاءت فئران الصهاينة واحتلت أراضينا ونهبت ثرواتنا ودمرت مالم تطله

ومع هذا تركتنا نتصارع بيننا تصارع هذه الفئران



نلخص قضية فلسطين الحالية بسطرين

جاء معتد غاصب فاستولى على مخبز لأخوين شقيقين ورمى لهم رغيفا
تقاتل الأخوان حتى سالت الدماء على هذا الرغيف ونسيا المخبز لينعم به المحتل

منى
11-03-2010, 11:10 PM
جاءت فئران الصهاينة واحتلت أراضينا ونهبت ثرواتنا ودمرت مالم تطله

ومع هذا تركتنا نتصارع بيننا تصارع هذه الفئران



وائل موضوع قديم أخرجته للنور من جديد شكرا لك

مرت سنين طويله ونحن بانتظار المدير الناجح

خالد هلال
11-04-2010, 12:06 AM
الأخت منى تقبلي تحياتي
نقلٌ جميل منكِ
الأخ بشار
حواركما رائع وجميل ومجرّد
أحسست بأني قريب وأراقب عن كثب هذا النقاش الممتع
تقبلوا مروري

منى
11-04-2010, 12:25 AM
أسعدني مرورك

أخي خالد

أشكرك على ذوقك وأخلاقك العاليه

دمت بحفظ الرحمن ورعايته

منى
11-05-2010, 08:41 PM
شخصيه المدير الناجح والذكي كم نحن بحاجه لها

للنهوض بالمجتمع واحلال النظام والعداله فيه