المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعجزت أن تكون كعجوز بني إسرائيل


باسل نايف عيبان الجنيد
01-29-2010, 10:27 PM
الحمد لله الذي يرفع بالهمة من شاء إلى بلوغ القمة ، والصلاة والسلام على أمضى الناس عزيمة ، وأقوى الخلق إرادة ، وأشهد أن لاإله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ومصطفاه ، أما بعد :
إن الهمم العالية كنوز غالية يمتن بها المنان على من يشاء من بني الإنسان ، فطوبى لمن أولاهمولاه تلك الهمة العالية والعزيمة الوثابة والإرادة الماضية ، فما آفة المحق إلاالتردد والتذبذب ، والتخاذل والفتور ، والرضى بتوافه الأشياء ومحقرات الأمور !
والمتتبع لنصوص الوحي الشريف ، يرى كيف أن هذا الدين القويم يربى في قلوب أتباعة تلك الهمم لتصل بهم لعالي القمم ومعالي القيم ، فإذا سألتم الله الجنة ،فاسألوه الفردوس الأعلى ! فهل تأملت هذا الدرس ؟ وربيت به النفس ؟
فعن أبي موسىـ رضي الله عنه ـ قال : أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعرابياً فأكرمه ، فقالله : " ائتنا " ، فأتاه ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" سل حاجتك " . قال : ناقة نركبها ، وأعنز يحلبها أهلي ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:" أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ؟! "
قالوا : يا رسول الله ! وما عجوزبني إسرائيل ؟ قال :" إنَّ موسى ـ عليه السلام ـ لما سارَ ببني إسرائيل من مصر ؛ضَلّوا الطريق ، فقال : ما هذا ؟ فقال علماؤهم : إنَّ يوسفَ ـ عليه السلام ـ لمّاحضره الموتُ ؛ أخذ علينا موثقاً من الله ، أن لا نخرجَ من مصر حتّى ننقلَ عظامَهم عنا ـ أي بدنه ، وهو من باب إطلاق الجزء ويراد به الكل ، فالأنبياء لا تأكل الأرض أجسادهم كما صح بذلك الخبر عن خير البشر ـ قال : فمن يعلمُ موضع قبره ؟ قال : عجوزمن بني إسرائيل ، فبعث إليها ، فقال : دلَّيني على قبر يوسفَ ، قالت : حتى تعطيني حُكمي . قال : وما حكمكِ ؟ قالت : أكونُ معك في الجنة ، فكره أن يعطيها ذلك ، فأوحى اللهُ إليه أن أعطها حكمَها ، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقعِ ما ، فقالت : انضبوا هذا الماء ، فأنضبوه ، فقالت : احفروا ، فحفروا ، فاستخرجوا عظامَ يوسف ،فلما أقلّوه إلى الأرض ؛ فإذا الطريقُ مثل ضوء النهار
. أرأيت الفرق الواسع والبون الشاسع بين من يريد أعنزاً يحلبها وناقة يركبها ، وبين من تريد مرافقةالرسول في الجنة ؟!
إنها الهمة العالية ، وفقط !
فإلى متى يرضى الكثير منابضعف الهمة ، وفتور العزيمة ، ويرضى من الغياب بالإياب ، ومن الغنيمة بالسلامة ؟!
متى نرى في الأمة المسلمة الجم الغفير والعدد الكثير الذين يحملون الهم لضخامة الهمم ؟!
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي يقول :" إنما الناس كإبل مائة ، لا تكاد تجد فيها راحلة "
(صحيح البخاري ، من حديث عمر بن الخطاب ـ رضيالله عنه)
وأخيراً : أجبني ، ولا تلتفت لغيرك ، فإنما أخاطبك أنت دون سواك ؛ما هي أمانيك ؟ وأحلامك ؟ وطموحاتك ؟ إلى أين تريد الوصول ؟ هل همتك في الثرى أمأنها محلقة في السماء كالثريا ؟ هل تقنع من المعالي باليسير ؟ هل ترضى بالدون ؟
فالحقيقة الدقيقة هي ؛ أن تكون أو لا تكون !!!

أيهم المحمد
01-30-2010, 10:32 AM
وأخيراً : أجبني ، ولا تلتفت لغيرك ، فإنما أخاطبك أنت دون سواك ؛ما هي أمانيك ؟ وأحلامك ؟ وطموحاتك ؟ إلى أين تريد الوصول ؟ هل همتك في الثرى أمأنها محلقة في السماء كالثريا ؟ هل تقنع من المعالي باليسير ؟ هل ترضى بالدون ؟
فالحقيقة الدقيقة هي ؛ أن تكون أو لا تكون !!!

باسل الجنيد يسعدني ويفرحني إلى جانب وجودك بيننا ، هو أن ما خطّه قلمك و وأفضت به من كلام بليغ وطلب سديد ليقع في قلوينا كلّ موقع ويثلج صدورنا أينما إثلا ، بورك بك وبورك منبتك يا طيب يا أصلي بين الطيبين والأصلاء ، حيّاك ابن العم ....

دلني على عجوز بني إسرائيل

أيهم المحمد
01-30-2010, 10:34 AM
وأخيراً : أجبني ، ولا تلتفت لغيرك ، فإنما أخاطبك أنت دون سواك ؛ما هي أمانيك ؟ وأحلامك ؟ وطموحاتك ؟ إلى أين تريد الوصول ؟ هل همتك في الثرى أمأنها محلقة في السماء كالثريا ؟ هل تقنع من المعالي باليسير ؟ هل ترضى بالدون ؟
فالحقيقة الدقيقة هي ؛ أن تكون أو لا تكون !!!

باسل الجنيد يسعدني ويفرحني إلى جانب وجودك بيننا ، هو أن ما خطّه قلمك و وأفضت به من كلام بليغ وطلب سديد ليقع في قلوينا كلّ موقع ويثلج صدورنا أينما إثلاج ، بورك بك وبورك منبتك يا طيب يا أصلي بين الطيبين والأصلاء ، حيّاك ابن العم ....

دلني على عجوز بني إسرائيل

منى
01-30-2010, 10:43 AM
مشكور اخي باسل موضوع مميز وطرح جميل وفريد من نوعه بارك الله فيك وجزاك كل خير

قال المتنبي إذا غامرت في شرف مروم *** فلا تقنع بما دون النجوم

خلق الله للطموح رجالا *** ورجالا لقصعة وثريد
فكن من رجال الطموح و ان الهم يولد الهمة،والهمة تدفع للعمل وتظل أكبر منه دائماً
وإذا كانت النفوس كباراً****تعبت في مرادها الأجسام