المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخرافه بين العلم والواقع


منى
01-02-2010, 10:03 AM
في مطلع كل عام وخروج آخر يظهر العالم بروح التفاؤل والتشاؤم،

يتحدثون عن كوارث الأشهر الماضية ومفاجآتها، كيف قامت حروب

حصدت الأرواح والأموال، انتصر طرف وانهزم آخر، ثم ماذا تكون

مفاجآت الاثني عشر شهراً القادمة، من سيموت ويولد وكيف

سيواجه العالم فوضى المناخ، وسطوة القوى العظمى، والأزمة

الاقتصادية التي دهورت مداخيل وموارد العالم، وهل الأوبئة مثل

إنفلونزا الخنازير والإيدز والسرطان خارج قدرة الإنسان بابتكار أدوية لمكافحتها.. ؟

أسئلة كثيرة يقرؤون فيها الأبراج والحظوظ، والإنسان المجبول على

التوقعات السيئة حينما قدم القرابين واحتار بقوى الطبيعة، هو نفسه

الذي فجر العلوم والفلسفات والتقدم العلمي، ومع ذلك لا يزال يقيم

علاقته بالخرافة كأسلافه، وهنا نشأ سوق ضخم للبصارين والبصارات،

وتحول التصديق بأقوالهم يقيناً ثابتاً، بمعنى أن مسلسل الماضي لا

يزال يعيش في عقول الشعوب المعاصرة بينما الأمور تسير بحلقات

متصلة، وحتى من يؤمن بعودة أحداث التاريخ يجد أن لغز الحياة معقد،

أي أن الذين تحاربوا بالحجارة لا يختلفون عمن ضربوا المدن بالأسلحة

النووية والجرثومية، وأن ثورة الرقم والصفر بالذات الذي اخترعته أمتنا،

هو سر النقلة الرياضية والعلمية، ولكن كما قيل، «الأفكار تخترعها

الأرانب، وتستغلها الأسود» ونحن في هذه المرحلة مجرد وعاء

لاختزان الأفكار المظلمة، وحالة الاضطراب الاجتماعي والسياسي،

وخارج مدار من أقاموا حضارتنا فكانت بعظمة رجال التاريخ الماضي ونبوغهم..
كيف أصبح الإنسان مربوطاً بين الخرافة والعلم؟وهل الضعف البشري والفراغ النفسي والوازع الديني ومواريث الأجيال لم تفد التقدم في بحوث مسابقة العصر ؟
لايزال للأوهام سطوتها ومن يصدقونها ويبنون عليها احتمالاتهم

وتغيراتهم، ومع أن قوة الإنسان بضعفه، فقد جاءت الأديان السماوية

لتكون ضابط العلاقة والأخلاق والارتباط بخالق واحد، هو من يسير الكون بقضائه وقدره..
لو قلنا لإنسان ما في إحدى المدن العالمية، هل الماضي أفضل من

الحاضر، لربما جاء الجواب بنعم، مع أن الحاضر أكثر تحقيقاً للمطالب

والخدمات والتقدم العلمي حتى ان الحواسيب التي فاقت العقل استطاعت اختزال الزمن، وسهولة الاتصالات والعلاقات ا لانسانيه

،ولكنها ذكريات الشباب وحلول الشيخوخة التي تحمل عوامل اليأس..

أبوهشام
01-02-2010, 03:14 PM
شكرا على الموضوع الجميل
اختي منى كنا في نقاش مشابه انا واصدقائي فقال لي عبارة اعجبتني .... انت ليه مدوخ راسك منذ ان خلق الله جل في علاه. منذ ان خلق ادم والناس يفكرون ويحاولون فهم الكون والطبيعة الانسانية وما توصل احدهم الى ذلك ...

الامر معقد لدرجة يستعصي على الفهم

قاسم أحمد الهلال
01-03-2010, 02:54 AM
شكراً منى
الله يستر من السنة الجديدة

أيهم المحمد
01-03-2010, 11:35 AM
لست في معرض تقييم الموضوع وسرد عبارات الشكر لإن مضمون الموضوع وتوقيته لايجعلنا في حيرة ووجل في وضعه في خانة التمييز والجدية.
ولن أدّعي البراءة مما سبق وممن وصفوا في الموضوع لأنّ طبيعتي الإنسانية هي بالفطرة تبحث عن المجهول دوماً سواء كان ذاك بالماضي أو الحاضر وحتّى المستقبل ، وأخبار الناس تهمني إلى حدكبير سواء أخبار من ولوا ومن هم حاضرون ومن هم قادمون .
أنا لا أنكر أنّ أخبار وتوقعات العام المقبل لم تأخذ على الأقل من مسمعي أيّ مأخذ ولن أدعي أنّي أغضّ البصر و أبتّ السمع عما يحكى من أقاويل هذا وذاك لأنّ :
كثير جدّاً مما يقال هو جزء من الآلة الإعلامية الّتي تسوّق لفكر هذا أو ذاك ، أو جزء من حرب نفسية تدور راحاها وراء كواليس السّطحيين من النّاس وأمام مشهد الواعيين لحقيقة الصراع الدائر في العالم على الوجود والمكان .
فمثلاً يسوّق في الأيّام الماضية لحرب جديدة في لبنان للقضاء على حركة المقاومة الوطنية اللبنانية ، وتأخذ هذه الداعية لباس التوقّع لا أكثر في سبيل دسّ السمّ في السمّ " لا العسل " وهنا هل يمكن لعاقل أن يصدّق أنّ هذا توقّع لا أكثر .... غير صحيح ، ولكن تصبح حقيقة أن خرجت من شخص تافه مع مجموعة من أخبار تافهة كموت فنان سوري مثلاً أو انتعاش اقتصادي في سورية كمثال آخروبالتالي تلبس قناع البراءة من نظرية المؤامرة .
ومثال آخر كحصول هجوم إرهابي على منشآت حيوية في بلاد حصراً هي الولايات المتحدة الأمريكية وأوربة أو قتل الرئيس الأمريكي وكأنّه لا يوجد في العام سوى الرئيس الأمريكي ليموت والموت مصير كلّ البشر .. وكلّ ذاك في سبيل إتهام عدو واحد هو الإسلام ومن وراءه المسلمين ...

بشار الدرويش
01-03-2010, 12:00 PM
بعد أن قرأت الموضوع الرائع لمنى التي تبهرنا بكل جديد وردود الأخوان ونزف أقلامهم وأغناء الموضوع بردودهم الكافية والوافية

أحببت أن أدلي بهذه النقاط :_

على أن "الايمان" بالخرافات لا يقتصر فقط على الناس البسطاء غير المتعلمين بل تعداهم إلى طبقة المتعلمين والساسة وأهل الفن والرياضة ...

حتى أني أذكر منذ حوالي 3 سنوات أطلت علينا محطتين فضائيتين بمشعوذين و دجالين يشخصون الحالات ويوصفون الدواء الناحح لها وكانت قناة بروز (( قبل أن تعود إلى مجال الشعر )) تستضيف شيخ يطلق على نفسه الشيخ باسم العراقي (( على وزن حاتم العراقي , محد أحسن من حدى )):d

ويغرق المتصلين بخرافاته وتوقعاته لمستقبلهم ...

هؤلاء المشعوذون يبيعون الوهم للناس ، ويربحون مقابل ذلك أموالا طائلة ، وعلى أي حال فاللوم لا يقع عليهم ، بل يقع على الذين يذهبون عندهم لشراء الوهم ، هؤلاء يفضلون اللجوء للمشعوذين من أجل حل عقدهم النفسية ومشاكلهم المزمنة عوض الذهاب عند الأطباء النفسانيين . صحيح أن الناس البسطاء ليست لديهم إمكانيات ولوج العيادات النفسية الغالية، لكن الشعوذة على أي حال لن تفيدهم في شيء .

وبما أن المتعلمين وغير المتعلمين يشتركون في "الايمان" بالشعوذة وقدرة المشعوذين على حل مشاكلهم
فإن السؤال الذي يبحث عمن يجيب عنه هو :
ما السبب الذي يجعل الناس أصلا يؤمنون بالشعوذة ما دامت ليست سوى وهما وخرافة ؟
سؤال سيظل ربما معلقا إلى أن يتوفر لدينا علماء اجتماع يهتمون بمثل هذه المواضيع الصغيرة التي لا يهتم بها أحد رغم أهميتها الكبيرة .

منى
01-03-2010, 01:52 PM
اشكركم جميعا على تعليقاتكم الهادف والمميزه والمتنوعه
واسمحوا لي ان اقول: لا يستقر الدين في عقل مليء بالخرافات اهم شيء هو التوحيد والايمان المطلق بالله وحده لا شريك له
إن من حكمة الله في الكون أن تكون هناك قوى خفية لا ندركها ومع ذلك يمكن أن يكون لها تأثير على الإنسان بشكل لا نعلم كيفيته ، وهذا التأثير لا يحدث إلا بمشيئة الله سبحانه وتعالى ، ومادام الأمر كذلك كان من المنطقي أن نلجأ إلى الله تعالى مباشرة ودون وسطاء للاستعاذة به من تأثير هذه القوى الخفية ، وهو سبحانه قد حثنا عن ذلك في سورتي الفلق والناس ( المعوذتين ) ، ولكن الذي حدث عند كثير من الناس أنهم حين اعتقدوا في وجود هذه القوى بالغوا في تأثيرها واستقر في وعيهم خوف هائل منها وراحوا يطلبون العون عليها من العرافين والمنجمين وضاربي الرمل والودع وقارئي الفنجان ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يملك كل شيء ولا يخرج شيء في الكون عن مشيئته . يقول تعالى مؤكدا مطلق قدرته وقيوميته : " الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافى السماوات ومافى الأرض من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم " ( البقرة 255 )
الاسلام هو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعه والخلوص من الشرك ( اين نحن من هذا )

أيهم المحمد
01-26-2010, 09:30 AM
دفعني شيء ما للعودة لنفس الموضوع فما يشغل المحطات الإعلامية في هذه الأيام أشبه بما يمكن تسميته بالانتحار الإعلامي ، فالتسويق الإعلامي الزائد للأكاذيب بات مكشوفاً لدرجة العري .... وأصبح أقل العرفين بحقيقة ما يجري على دراية كاملة بأن الأمور آخذة بالانهيار على الصعيد الإعلامي ، وعودة الصراع السياسي والعسكري حقيقة لابدّ منها فالحروب النفسية باتت من الماضي والماضي بات من الماضي وما يساق من تهويلات وتهديدات هي وقائع لا يمكن تحريفها ولا تزييفها ....... ولكن متى تدق ساعة الحقيقة ؟؟ نحن ننتظر ونتحسب ....


بتصرف