المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخلص من حمارك .. طموح ما بعده طموح


عبد الرحمن العمري
11-04-2009, 10:29 PM
قصة رائعة.. تخلص من حمارك:

إذا أردت أن تعيش سعيدا في العالم فلا تحاول تغيير كل العالم بل ابدأ
التغيير في نفسك ومن ثم حاول تغيير العالم:
القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ..
وهي تحكي قصة ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين يحملون البضائع للناس
من الأسواق إلى البيوت على الحمير.
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق، تناولوا طعام العشاء
وجلسوا يتسامرون.
قال أحدهم واسمه "محمد": افترضا أني خليفة.. ماذا تتمنيان؟
قالا: يا محمد، إن هذا غير ممكن
قال: افترضا جدلاً أني خليفة
فقال أحدهما: هذا محال،
وقال الآخر: يا محمد، أنت تصلح حمّارا، أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً..
هام محمد في أحلام اليقظة.. تخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما:
ماذا تتمنى يا الرجل؟
قال: أريد حدائق غنّاء، وإسطبلاً من الخيل، وأريد مائة جارية ومائة ألف دينار ذهب
قال محمد: ثم ماذا بعد؟
قل الرجل: يكفي ذلك يا أمير المؤمنين
كل ذلك ومحمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش
الخلافة يعطي العطاءات الكبيرة ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان
يأخذ، وينفق بعد أن كان يطلب، ويأمر بعد أن كان ينفذ..
ثم التفت إلى صاحبه الآخر وقال: ماذا تريد أيها الرجل؟
فقال: يا محمد إنما أنت حمّار، والحمّار لا يصلح أن يكون خليفة!
قال محمد: يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة، فماذا تتمنى؟ قال الرجل: أن
تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة
فقال محمد: دعني من هذا كله! ماذا تتمنى يا رجل؟
قال الرجل: اسمع يا محمد، إذا أصبحت خليفة فاجعلني على حمار، ووجّه وجهي
إلى الوراء وأمر مناد يمشي معي في أزقة المدينة وينادي: أيها النااااااس!
أيها النااااااس! هذا دجال محتال، من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن

انتهى الحوار ونام الجميع

ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر... صحيح إن الذي
يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة
فكر كثيرا في الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود ثم توصل إلى قناعة
رائعة جداً، وهي أنه يجب بيع الحمار
وفعلاً باع الحمار..
انطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف. قرر
أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط.. أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى
في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس.
ثم مات الخليفة الأموي وتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله وعمره
في ذلك الوقت عشر سنوات، وطفل صغير مثله لا يمكن أن يدير شئون الدولة.
فأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من
بني أمية فيأخذ الملك منه...
فقرروا أن يضعوا مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية.. وتم الاختيار على
محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي. وكان محمد ابن أبي عامر مقربا
إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها
ثم زوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب فأصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد، ثم
اتخذ مجموعة من القرارات منها ألا يخرج الخليفة إلا بإذنه، ومنها انتقال
شئون الحكم إلى قصره

كذلك جيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده وحقق من
الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس حتى اعتبر بعض
المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية، وسميت بالدولة
العامرية

القصة لم تنته بعد..
ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار، والحاجب المنصور
يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء.. تذكر صاحبيه
الحمّارين فأرسل أحد الجند وقال له: اذهب إلى مكان كذا فإذا وجدت رجلين
صفتهما كذا وكذا فأت بهما. ذهب الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس
المكان.. العمل هو هو.. المقر هو هو.. المهارات هي هي.. بنفس عقلية
الحمار منذ ثلاثين سنة..
قال الجندي: إن أمير المؤمنين يطلبكما
قالا: أمير المؤمنين؟؟!! نحن لم نذنب! لم نفعل شيئاً! ما جرمنا؟!
قال الجندي: أمرني أن آتي بكما
فلما دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة
قالا باستغراب: إنه صاحبنا محمد؟؟؟
قال الحاجب المنصور: أعرفتماني؟
قالا: نعم يا أمير المؤمنين، ولكن خشينا أنك لم تعرفنا
قال: بل عرفتكما
ثم نظر إلى الحاشية وقال: كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة،
وكنا نعمل حمّارين
ثم التفت إلى أحدهما وقال: ماذا تمنيت يومها يا فلان؟
قال الرجل: حدائق غنّاء
فقال الخليفة: لك حديقة كذا وكذا. وماذا بعد؟؟
قال الرجل: اسطبل من الخيل
قال الخليفة: لك ذلك.. وماذا بعد؟
قال: مائة جارية
قال الخليفة: لك مائة من الجواري. ثم ماذا ؟
قال الرجل: مائة ألف دينار ذهب
قال: هي لك. وماذا بعد؟
قال الرجل: كفى يا أمير المؤمنين
قال الحاجب المنصور: ولك راتب مقطوع- أي بدون عمل- وتدخل عليّ بغير حجاب
ثم التفت إلى الآخر وقال له: ماذا تمنيت؟
قال الرجل: اعفني يا أمير المؤمنين
قال: لا والله حتى تخبرهم
قال الرجل: الصحبة يا أمير المؤمنين
قال: حتى تخبرهم
فقال الرجل: قلت إن أصبحتَ خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي للوراء
وأمر مناديا ينادي في الناس: أيها الناس، هذا دجال محتال من يمشي معه أو
يحدثه أودعته السجن
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر: افعلوا به ما تمنى حتى يعلم (أن
الله على كل شيء قدير)؟
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك؟

قل وبكل ثقة - نعم

فالمهم أن تثق بقدراتك... وتتخلص من حمارك

أبوهشام
11-05-2009, 09:23 AM
الله الله راااااااااااااااائعة بل أكثر من رائعة ........


هل هي حقيقة ام خيال ,,,,,,,,,, والله تاريخنا الاسلامي من يزخر بكل قصة وأخرى تثير الدهشة ... انا لم اسمعها في حياتي والله اني مستغرب ...... عشرات القصص من التراث الهندي والصيني والاوربي نسمعها كل يوم لما لا نسمع من تراثنا الاسلامي ...............

شكرا جزيلا لك اخي عبد الرحمن ........... ومن اليوم بل من الآن سأغير حماري....

عبد الرحمن العمري
11-05-2009, 10:10 AM
اخي ابو هشام

دونت القصة في بعض الكتب والله اعلم بصحتها

لكن الحاجب المنصور معروف بسعيه الجاد الدي اوصله الى اعلى مكانة في الاندلس

شكرا على تغير الحمار وان شاء الله توصل بس لا تنسانا من البركات


اما بالنسبة لي فما زلت في الخطوة الاولى البحث عن حمار لشرائه ثم اتخلص منه


على سيرة الحمار هل قرأت كتاب الاستحمار لعلي شريعتي

والاجمل منه كتاب بجزأين اسمه قلت لحماري وقد التقيت بالمؤلف صدفة الكتاب والكتاب على النت


تحياتي لك

أيهم المحمد
11-05-2009, 12:00 PM
رائعة من روائع عبد الرحمن العمري ....
طبعاً القصة معروفة بهذه الرواية لدي ،لكن إضافة متعلقة بوصف تلك الفترة بربيع قرطبة ، واستفادة ذاك الحمّار من علاقته بأحدى جواري الخليفة " هشام ابن الحكم " وكانت والله أعلم من دول البلقان وكانت تدعى " صبح " وأسمها الحقيقي " أورورا " والتي تعلقت بأبي عامر ومهدت له الطريق للوصول لبلاط الخليفة ومن ثم كان لاجتهاده الدور البارز في المرحلة المتقدمة من حياته .
إضافة لقتله أحد صاحبيه الذين ذكرتهما في النهاية ، لإنكاره صحبته بعدما نس إيامهما الخوال ، فقد قتل ابن عامر طموحه ووقعت الدولة العامرية فريسة تآمر الموالي .
شكر للأخ عبد الرحمن بهذه الصورة الجميلة ..

عبد الرحمن العمري
11-05-2009, 02:37 PM
بل مرورك هو الاروع يااخي الحبيب

منى
11-08-2009, 10:29 AM
المهم أن تثق بقدراتك... وتتخلص من حمارك
عبرة وحكمة رائعة

عبد الرحمن العمري
11-08-2009, 04:10 PM
شكرا اختي منى على مرورك

المستشار
11-11-2009, 09:14 AM
بعض المشاركات يجب أن تكتب بماء الذهب , ومشاركتك أخي عبدالرحمن منها ,لعمق ورجاحة الفكرة والعبرة التي تحتويها .
الحمد لله الذي رفد وعضد المنتدى بأعضاء وأخوة كرام أمثالك . نفعنا الله بمشاركاتكم الطيبة ولك عاطر تحياتي .

بشار الدرويش
11-11-2009, 02:37 PM
العبرة من القصة هي أنك طالما أنك قادرا على الحلم فأنت قادر على تحقيقه

مشكووور أبن العم على الموضوع المميز

عبد الرحمن العمري
11-11-2009, 03:47 PM
مشكور الاخ بشار على المرور الطيب

والشكر الجزيل مع احر التحية للاخ الكبير المستشار

دمتم بخير

عبد الرحمن العمري
11-12-2009, 07:52 AM
اشكر الجميع على المرورالطيب

خابورية جداً
11-30-2009, 01:50 PM
رائعه جدا جدا هالمشاركة متميز كالعادة وكما عودتنا يا عبد الرحمن
ومقولتي الشهيرة هي: طريق الألف ميل يبدأ بحلم وبـ بسم الله الرحمن الرحيم

تحياتي للجميع

عبدالكريم
11-30-2009, 03:23 PM
رائعة من روائعك اخي عبد الرحمن بارك الله فيك
اليأس وعدم تطوير الذات هو السبب وراء جعغل الانسان يراوح في مكانه