المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزنزانه شاعر فلسطيني


عبد الرحمن العمري
09-28-2009, 06:02 AM
رقتْ بحورُ الشعـر ِ فـي زنزانـة ٍكالقبر ِ تحتَ الأرض ِ صارَ مُمـددا
في وحشةِ الليلِِ البهيـم صريرُهـا
يحـوي المكـانَ بغربـة ٍ متَعَمِّـدا
صَمْتٌ كصمت ِ الموتِ عندَ مقابـر ٍ
وقـفَ الزمـانُ بوقـتـهِ فتـأبـدا
فاصرخْ بأعلى الصوت دونَ إجابة ٍ
مهما فعلتَ فلنْ يُجيبَ سوى الصدى
جدرانُهـا تنهـي الأماكـنَ عُنْـوَةً
حتى الزمانُ مَـعَ المكـان ِ توحـدا
في ظلِّ برد الليل ِ في فصل الشتـا
ءِ تعاقـبَ الليـلُ البهيـمُ وعربـدا
وهواؤهـا ليـس الهـواءَ بذاتـه ِ
يأتي الهواءُ مـن الثقـوب مُبَـرَّدا
لا ليـلَ فيهـا أو نـهـارَ وإنـمـا
صـارَ الظـلامُ بوصفهـا مُتَوَطِّـدا
لا أعرفُ الأوقـاتِ فـي جنباتهـا
فالوقتُ فيهـا قـد تحـولَ سَرْمـدا
وأصيحُ في قـاع الزمـان دقيقـة ً
يرتـدُ صوتـي صاعقـاً مُتَـجَـدِّدا
وأسيرُ في المترين ليـس بثالـث ٍ
وأصـولُ فيهـا كالمهـا مُتَشَـرِّدا
وأحثُ في السيـر السريـع تنـدراً
وأصيحُ في نظم ِ القصيـد ِ مُـردِّدا
وأقطِّـعُ الصَّمـتَ البغيـضَ مُغنيـاً
أو صارخـاً أو كالطيـور ِ مُغـردا
وأنامُ مـن دون الغطـاء ِ سُوَيْعـة ً
فأقوم معْ قـرع ِ الطبـول ِ مُجمَّـدا
أبوابُهـا مثـلُ الجـدار ِ سماكـة ً
والوصفُ من رؤيا العيـون ِ تبـدَّدا
والشمسُ غيبٌ في العقول ِ مكانهـا
والبـردُ شــرعٌ للهلاك ِ مُعَـبَّـدا
تنسابُ ذكرى الأهل ِ من جُدرانهـا
شلالَ ماء ٍ فـي الجحيـم ِ تمـردا
حتـى المنـام ببطنهـا مُستبـعـد ٌ
يبقى( الشُتيرُ ) ببابها مُتَرصدا (1)
كالكلب ِ ينبحُ كلمـا شعـرَ الهـدو
ءَ وكلمـا هجـعَ السجيـنُ مُمـددا
ويصـارعُ الأبـوابَ مثـلَ قذيفـة ٍ
قد صاحَ من خلف الستـار وهـددا
لا تسمـعُ الأصـواتَ إلا نــدرة ً
سـبٌ وشتـمٌ للنفـوس ِ تـعـددا
وكـلامُ عبـري ٍ تخالـط َ لفـظُـهُ
( إفرخ خبيبي ) قد أخذتَ مُؤبدا (2)
والأكـلُ فيهـا قْـد بـدا مُتلَـوِّنـاً
والمـاءُ تَشْـربُ جُـزْءَهُ مُتـرددا
حتـى اللبـاسُ مصغَّـرٌ أو واسـعٌ
مِنْ كُثْر ِ شَدِّ الخصر ِ صارَ مُقـددا
زنزانتـي مـوْتٌ بـطـئٌ إنـمـا
قد عاشَ فيها مَـن سمـا وتَعَبـدا
1- الشـتـيـر : الــحــارس
( إفرخ خبيبي ) هكذا يلفظها اليهود

عبدالكريم
10-02-2009, 02:34 AM
قصيدة رائعة تحكي معاناة اسير
اللهم فك اسراهم واسرانا واسرى المسلمين
مشكور عبود