ابو عمر
09-13-2009, 10:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قيل ان ابي جعفر المنصور كان يحفظ الشعر من مرة ، وله مملوك يحفظه من مرتين ، وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات وكان بخيلا جدا حتى انه كان يلقب بالدوانيقي لانه كان يحاسب على الدوانيق ، فكان اذا جاء شاعر بقصيدة قال له ان كانت مطروقة بان يكون احد يحفظها او احد انشاها ، أي بان كان اتى بها احد قبلك فلا نعطيك لها جائزة ، وان لم يكن احد يحفظها نعطيك زنة ماهي مكتوبة فيه ، فيقرأ الشاعر القصيدة فيحفظها الخليفة من اول مرة ولو كانت الف بيت ويقول للشاعر اسمعها مني وينشدها بكاملها ثم يقول له وهذا المملوك يحفظها ، وقد سمعها المملوك مرتين مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيقرؤها ثم يقول الخليفة وهذه الجارية تحفظها ايضا وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات مرة من الشاعر ومرة من الخليفة ومرة من المملوك فتقرؤها بحروفها فيذهب الشاعر بلا شي ، وكان الاصمعي من جلساء الخليفة وندمائه ، فنظم ابياتا صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة اعرابي غريب وضرب له لثاما ولم يبين منه غير عينيه وجاء الى الخليفة وقال : امتدحت امير المؤمنين بقصيدة ، فقال : يا اخا العرب ان كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة والا نعطيك زنه ما هي مكتوبة عليه فانشد الاصمعي القصيدة :
صوت صفير البلبل * هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معا *مع زهر لحظ المقل
وانت يا سيددلي * وسيددي وموللي
وكم وكم تيمني * غُزيل عقيقلي
قطفت من وجنته *باللثم ورد الخجل
وقلت بس بسبسني * فلم يجد بالقبل
وقال لا لا لللا * وقد غدا مهرولي
والخود مالت طربا *من فعل هذا الرجلِ
وولولت ولولةً * ولي ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي * وبيني اللؤلؤلي
لما رأته اشمطا *يريد غير القبل
وبعده ما يكتفي الا بطيب الوصللي
قالت له حين كذا * انهض وجد بالنقلي
وفتيةٌ سقونني *قهيوةٌ كالعسللي
شممتها في انففي * ازكى من القرنفلي
في وسط بستان حلي * بالزهر والسروللي
والعود دندن دنلي *والطبل طبطبطبلي
والرقص قد طبطبلي * والسقف قد سقسقلي
شووا شووا وشاهشوا * على ورق سفرجلي
وغرد القمري يصيح *من ملل في مللي
فلو تراني راكبا * على حمار اهزلي
يمشي على ثلاثة * كمشية العرنجلي
والناس ترجمجملي *في السوق بالقلقلي
والكل كع كع كعكع * خلفي ومن حوللي
لكن مشيت هاربا * من خشية العقنقلي
الى لقاء ملك *معظم مبجل
يأمر لي بخلعة * حمراء كالدمدملي
اجرِ فيها ماشيا * مبغددا للذيل
انا الاديب الالمعي *من حي ارض الموصلي
نظمت قطعا زخرفت * تعجز الادبللي
أقول في مطلعها * صوت صفير البلبلِ
فلم يحفظها الملك لصعوبتها ونظر الى المملوك والى الجارية ، فلم يحفظها احد منهما ، فقال : يا اخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطيك زنته ، فقال يا مولاي اني لم اجد ورقا اكتب فيه ، وكان عندي قطعمود رخام من عهد ابي ، وهي ملقاة ليش لي بها حاجة فنقشتها فيها ، فلم يسع الخليفة الا انه اعطاه وزنها ذهب فنفذ مافي خزينته من المال فاخذه ، فلما ولى قال الخليفة يغلب على ظني ان هذا الاصمعي فأحضره وكشف عن وجهه فاذا هو الاصمعي ، فتعجب منه ومن صنيعه واجازه على عادته ، وقال له الاصمعي : يا امير المؤمنين ان الشعراء فقراء واصحاب عيال وانت تمنعهم العطاء بشدة ، حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية فان اعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك .
قيل ان ابي جعفر المنصور كان يحفظ الشعر من مرة ، وله مملوك يحفظه من مرتين ، وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات وكان بخيلا جدا حتى انه كان يلقب بالدوانيقي لانه كان يحاسب على الدوانيق ، فكان اذا جاء شاعر بقصيدة قال له ان كانت مطروقة بان يكون احد يحفظها او احد انشاها ، أي بان كان اتى بها احد قبلك فلا نعطيك لها جائزة ، وان لم يكن احد يحفظها نعطيك زنة ماهي مكتوبة فيه ، فيقرأ الشاعر القصيدة فيحفظها الخليفة من اول مرة ولو كانت الف بيت ويقول للشاعر اسمعها مني وينشدها بكاملها ثم يقول له وهذا المملوك يحفظها ، وقد سمعها المملوك مرتين مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيقرؤها ثم يقول الخليفة وهذه الجارية تحفظها ايضا وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات مرة من الشاعر ومرة من الخليفة ومرة من المملوك فتقرؤها بحروفها فيذهب الشاعر بلا شي ، وكان الاصمعي من جلساء الخليفة وندمائه ، فنظم ابياتا صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة اعرابي غريب وضرب له لثاما ولم يبين منه غير عينيه وجاء الى الخليفة وقال : امتدحت امير المؤمنين بقصيدة ، فقال : يا اخا العرب ان كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة والا نعطيك زنه ما هي مكتوبة عليه فانشد الاصمعي القصيدة :
صوت صفير البلبل * هيج قلبي الثمل
الماء والزهر معا *مع زهر لحظ المقل
وانت يا سيددلي * وسيددي وموللي
وكم وكم تيمني * غُزيل عقيقلي
قطفت من وجنته *باللثم ورد الخجل
وقلت بس بسبسني * فلم يجد بالقبل
وقال لا لا لللا * وقد غدا مهرولي
والخود مالت طربا *من فعل هذا الرجلِ
وولولت ولولةً * ولي ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي * وبيني اللؤلؤلي
لما رأته اشمطا *يريد غير القبل
وبعده ما يكتفي الا بطيب الوصللي
قالت له حين كذا * انهض وجد بالنقلي
وفتيةٌ سقونني *قهيوةٌ كالعسللي
شممتها في انففي * ازكى من القرنفلي
في وسط بستان حلي * بالزهر والسروللي
والعود دندن دنلي *والطبل طبطبطبلي
والرقص قد طبطبلي * والسقف قد سقسقلي
شووا شووا وشاهشوا * على ورق سفرجلي
وغرد القمري يصيح *من ملل في مللي
فلو تراني راكبا * على حمار اهزلي
يمشي على ثلاثة * كمشية العرنجلي
والناس ترجمجملي *في السوق بالقلقلي
والكل كع كع كعكع * خلفي ومن حوللي
لكن مشيت هاربا * من خشية العقنقلي
الى لقاء ملك *معظم مبجل
يأمر لي بخلعة * حمراء كالدمدملي
اجرِ فيها ماشيا * مبغددا للذيل
انا الاديب الالمعي *من حي ارض الموصلي
نظمت قطعا زخرفت * تعجز الادبللي
أقول في مطلعها * صوت صفير البلبلِ
فلم يحفظها الملك لصعوبتها ونظر الى المملوك والى الجارية ، فلم يحفظها احد منهما ، فقال : يا اخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطيك زنته ، فقال يا مولاي اني لم اجد ورقا اكتب فيه ، وكان عندي قطعمود رخام من عهد ابي ، وهي ملقاة ليش لي بها حاجة فنقشتها فيها ، فلم يسع الخليفة الا انه اعطاه وزنها ذهب فنفذ مافي خزينته من المال فاخذه ، فلما ولى قال الخليفة يغلب على ظني ان هذا الاصمعي فأحضره وكشف عن وجهه فاذا هو الاصمعي ، فتعجب منه ومن صنيعه واجازه على عادته ، وقال له الاصمعي : يا امير المؤمنين ان الشعراء فقراء واصحاب عيال وانت تمنعهم العطاء بشدة ، حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية فان اعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك .