المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى نتناول الدواء


منى
08-10-2009, 03:07 PM
التوعية الصيدلانية

التوعية الصيدلانية هى أن يعرف المريض أو المستهلك ما يهمه عن الدواء والعلاج الذى يستخدمه للمعالجة من أى مرض ، ومتى ومن وكيف يستخدمه ، وتظهر أهميتها لأن العلاقة بين المريض والمرض هى الدواء ، لذا يحتاج الناس لتلك التوعية بشدة ، على الأقل لمنع المعالجة بصورة خاطئة.
وقد نعانى أحياناً من بعض الناس الذين يهوون الإفتاء وكأنهم يعرفون كل شيء عن أى شيء ، فقد تجده أحياناًُ سياسياً محنكاً ، أو حكم مباريات دولي ، أو مستشاراً قانونياً ، أو طبيباً أو صيدلانياً وهو قد لا يفقه في أى من تلك المجالات شيئاً إلا اليسير .

وسأذكر لكم بعض السلبيات الموجودة فى مجتمعاتنا والتى تظهر فيها الحاجة الماسة لتلك التوعية :-

1-طب الجيران :

وهو قد تفشى كثيراً وخصوصاً فى المجتمعات الأقل فى مستوى المعيشة ، فقد تجد طفلاً مريضاً ،فتشكو أمه لجارتها مرض ابنها ، فتصف لها جارتها دواء قد تداوى بها ابنها الذي ظهرت عليه أعراض مشابهة من قبل ، فتأخذه الأم لابنها وهى لاتعلم أنه قد تتشابه أعراض بعض الأمراض ولكن تختلف طريقة العلاج والدواء ، وبالطبع يتم هذا دون أخذ رأى الطبيب أو الصيدلى أو كلاهما .


http://www.kkmaq.gov.sa/Images/al-askreya/83/p098_01_01.jpg (http://www.kkmaq.gov.sa/Images/al-askreya/83/p098_01_01.jpg)


2-طب الأعشاب والطب البديل :

مصطلحان جديدان ظهرا تلك الأيام تزامناً مع زيادة الأمراض المنتشرة والدعوة للعودة مرة أخرى للعلاج من الطبيعة ، مما فتح الباب على مصراعيه لكل من عرف اليسير من المعلومات الطبية للتحدث فى هذا الشأن ، وقد يؤدى به أحياناً كثيرة للإفتاء بغير علم كما ذكرنا ، دون بناء تلك المعلومات على مصادر علمية أوفارماكولوجية ، وقد يؤدى ذلك ببالغ الضرر لدى المريض- بالاستخدام على المدى البعيد - والذى يكون فى وضع الغريق المتشبث بالقشة ، ولا يعلم أن تلكم القشة هى التى ستقصم حتما ظهر البعير
3-المضادات الحيوية :

وتعد من أخطر أنواع الأدوية إذا لم يتم التعامل معها بحرص وبإهتمام شديدين ، فعند تعاطى المريض للمضاد الحيوى ويشعر بالتحسن التدريجي يتوقف عن إكمال الجرعة الموصوفة له من هذا المضاد الحيوى ، ولا يعلم أن الميكروب حدث له بعض الضعف فقط ولم يتم التخلص منه نهائياً ، مما قد يؤدى بعض الأحيان إلى إعادة نشاط هذا الميكروب وقد يستعيد نشاطه ويصبح أقوى مما كان حتى يقاوم هذا المضاد ، فيضطر المريض لتناول مضاد حيوى أقوى مرة أخرى ، وقد يكرر المريض نفس الخطأ وتدور الدائرة معه ، ولو كان يعلم الخير لالتزم من أول الأمر وما مسه السوء
4-الحفظ والتخزين :

ونتحدث هنا عن الحفظ والتخزين بواسطة المريض نفسه للدواء ، فقد لا يهتم المريض بتخزين الدواء فى الظروف الملائمة له ، أو قد يقوم بفتح المستحضرات الصيدلانية السائلة خصوصاً ويستخدمها لفترة ثم يعود لاستخدامها بعد فترة طويلة معتقداً بأن مازال للدواء التأثير والفاعلية حتى انتهاء تاريخ الصلاحية المسجل على العبوة ، ولا يعلم أنه هناك فترة صلاحية أخرى بعد فتح العبوة نتيجة تعرضها للهواء الجوى بما يحمله من ميكروبات أو أن يتعرض للأكسدة ، وللعلم أن فترات الصلاحية للمستحضرات الصيدلانية السائلة تسير على النحو التالى :
أ‌)قطرت العين والأذن :من 8 إلى10 أيام من يوم فتح العبوة.
ب‌)المضادات الحيوية :من 10 إلى 12 يوماً من يوم فتح العبوة.
ج) المعلقات : من 15 إلى 20 يوماً من يوم فتح العبوة والتخفيف بالماء.

د) الأدوية السائلة : من حوالى 6 إلى 8 أشهر.
7- العلاج الذاتى :

عندما يصاب المريض بأى أعراض طفيفة يقوم بمعالجة نفسه بنفسه عن طريق أخذ أى دواء يجده أمامه ، فلا مانع أن يأخذ أقراص تعالج ضغط الدم المرتفع وهو مريض بالبرد العام ، فالمريض لا ينظر ولا يهتم إلى ما يعالجه الدواء ، كل ما يشغل باله آنذاك هو أن يتعاطى دواء مهما كان ، ولا يهتم بالآثار المترتبة على فعلته تلك.

8-التداخلات الدوائية :

وهى من أخطر الأشياء التى من الممكن أن يتعرض لها المريض ، كما أنها تحدث متخفية دون أن يبدو أن هناك أمراً ما سيحدث ، فالمريض عندما يأخذ دواء لمرض ما ، ودواء آخر لعلاج مرض آخر قد يقوم بتعاطى الدوائين معاً ولا يعلم انه من الممكن ان يتسبب تداخل الدوائين فى حدوث أى مما يأتى :
إما أن يتسبب كلا منهما فى إلغاء تأثير الآخر ، وإما أن يتسبب فى تكوين مواد أخرى لها تأثير ضار على المريض ، وقد يتطور الأمر إلى نتاجات مميتة ، أو أن يتفاعل هذا الدواء مع الطعام او الشراب ، فعلى سبيل المثال الأسبرين لا يؤخذ مع عصير الليمون أو البرتقال نظراً لأن كلاهما يحتويا على حمض الأسكوربيك والسيتريك والذان يتفاعلان مع الأسبرين وبالتالى لا يظهر تأثير الأسبرين ، هذا ما يحدث عندما يصاب المريض بالبرد مثلاً فيحتاج للمسكنات وخوافض الحرارة ، ومع أن كل منهم له تأثيره الإيجابي فى علاج تلك الأعراض ، .

ما أردته من كتابة هذا المقال ليس نقد واقع مجتمعنا لمجرد النقد ، بل من أجل أن نصل به لصحة أفضل وعيشة أسعد وأجساد أصح ، فالعقل السليم فى الجسم السليم ، ولن تتقدم شعوبنا إلا بعقول وأجساد صحيحة وسليمة .

عافاكم الله من كل مرض ، وسلمتم من كل سوء.