المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق الجار في الشريعه الاسلاميه


منى
07-26-2009, 12:18 AM
حقوق الجار في الشريعه الاسلاميه
ان ما يميز شريعه الاسلام عن غيرها من الشرائع والاديان هو شمولها
لكافة مناحي الحياة وعمومها لكافة الخلق إنسهم وجنهم، ذلك أن الدين الإسلامي آخر الأديان وشريعته خاتم الشرائع مصداقا لقوله تعالى: " تبيانا لكل شيء" ولقوله: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا " (سبأ: 28).
.
هناك قواعد أرستها الشريعة الإسلامية في التعامل ما بين الناس حقوق الجار.
قال التابعي الجيل مجاهد رحمه الله: كنت عند عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وغلام له يسلخ شاة فقال: يا غلام إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي، قال ذلك مرارا، فقال الخادم: كيف تقول هذا؟ فقاله له ابن عمر: " إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه" (متفق عليه).
ومعالجة الموضوع بالكتابة العلمية في الوقت الراهن لها أسباب منها : تذكير الناس بفضيلة
هذه السنه النبوية، وغفلة كثير من الناس عنها، وما يحدث من كثرة المشاكل بين الجيران.. :
تعريف الجار:

الجار هو القريب منك في المنزل والمسكن والجوار، وله حقوق عظيمة يجب القيام بها، بحسب موقعهم من الدار، "" .
وقال الزهري : أربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأومأ إلى أربع جهات.
و حرمة الجوار لتمتد إلى أربعين دارا، ـ.
ثانيا: أنواع الجيران:
ينقسم الجيران من حيث الحقوق الواجبة تجاههم إلى ثلاثة أقسام:
-جار له حق واحد، وهو المشرك، وله حق الجوار.
- جار له حقان، وهو الجار المسلم ، له حق الجوار وحق الإسلام.
- جار له ثلاثة حقوق، هو الجار المسلم له رحم، له حق الجوار، وحق الإسلام وحق القربى.
وأخرج البزار في مسنده عن جابر رضي الله عنه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو أدنى الجيران، وجار له حقان، جار له ثلاثة حقوق ..".
أما من حيث القرب، فالجار إما يكون قريبا منك، أو بعيدا، ملاصقا أو غير ملاصق، ورتبة هؤلاء تتفاوت من حيث عدد الحقوق ومدى القرب، والجار الأقرب يقدم على الجار الأبعد، ثم الأدنى فالأدنى من الجيران، وذلك تنبيها على قدره، ويترتب عليه حسن المعاملة، والوقوف بجانبه، واجتناب أذيته، وهذا من شأنه أن يكفل التعايش بين الناس في طمأنينة ورحمة.
ثالثا: حق الجار:
أ – حق الجار في القرآن الكريم:
نظرا لموقع الجيرة المهم في الشريعة الإسلامية وفي بناء النظام الاجتماعي الإسلامي فقد اهتم الكتاب العزيز بحق الجيرة والجيران ونبه المسلمين إليها بل شدد في ذلك مؤكدا على حقوق جميع الجيران دون استثناء أيا كان منزلة هذا الجار ودينه وجنسه. قال تعالى : " وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى المساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل" (النساء: 36).
ب_ حق الجار في السنة :
كذلك أولت السنة النبوية عناية خاصة لحق الجار وبينت ما يجب تجاهه من حقوق ينبغي مراعاتها، كالإحسان إليه، وكف الأذى عنه، وتفقده، وإعانته في حاجته وعيادته إن مرض، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره" .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل يا رسول الله من؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه " والبوائق هي الشرور والآثام والإيذاء . وفي رواية للإمام مسلم : " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه " .
وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله إن فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال : هي في النار".
ومن حقوق الجيران إن مات أن يشيعه، وإن استقرض يقرضه،وإن أصابه خير هنأه، وإن أصابته مصيبة عزاه، ولا يرفع البناء فوق بنائه، فيسد عليه الريح إلا بإذنه..
رابعا: نماذج من مراعاة السلف لحق الجار:
اهتم سلف هذه الأمة بحقوق الجار، وفطنوا لها، فضربوا بذلك أروع الأمثلة في حسن معاملة الجار، فهذا الإمام أبو حنيفة رحمه الله كان له جار يعمل نهاره ويقضي ليله في اللهو والغناء، وكثيرا ما كان يزعج الإمام بجلبته ويتغنى بقول الشاعر:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
ففقد الإمام صوته ذات مرة وعلم أنه محبوس، فصلى الصبح وذهب إلى الأمير فقابله وطلب الإفراج عن جاره، وأجابه الأمير وأفرج عن جاره. ولما خرجا قال له الإمام : هل أضعناك يا فتى؟ فقال: لا، بل حفظت ورعيت، جزاك الله عني خيرا وعن حرمة الجوار. وتاب لم يعد إلى ما كان عليه.
وشكا بعض السلف كثرة الفأر في داره، فقيل له:، لو اقتنيت هرا؟ فقال: أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر فيهرب إلى دور الجيران فأكون أنا أحببت لهم ما لا أحب لنفسي.
فهذابعض ما يقال عن حقوق الجوار في الإسلام، ومدى أهميتها، واهتمام السلف بها ومراعاتها، فهل نحن التزمنا بها اليوم؟
إن واقع المسلمين اليوم وما نسمعه من أحوال الجيران من تناكر وعدم ائتلاف إلا ما رحم الله لا يقارن بما هو مطلوب فقد يسكن العشرة في بناية واحدة فلا يعرف بعضهم بعضا، فما ظنك بمن يسكنون بنايات أخرى؟
خامسا: أثر مراعاة حقوق الجار على المجتمع:
لا شك أن لأداء حقوق الجار وحسن الجيرة أثر بالغ في المجتمع وحياة الناس، فهو يزيد التراحم والتعاطف، و سبيل للتآلف والتواد ، به يحصل تبادل المنافع وقضاء المصالح واستقرار الأمن، واطمئنان النفوس، وسلامة الصدور، ..

ابو احمد
07-26-2009, 04:47 AM
بارك الله بكِ وجزاكِ الله كل خير

الموضوع مهم جداً