المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم الأنسب والأفضل


المستشار
03-07-2021, 03:09 PM
مفهوم الأنسب والأفضل :
نحن كمجتمع مدني من واجبنا بث المفاهيم والقيم المجتمعية الإيجابية ومحاربة النزعات السلبية الفردية ونحن كنا وما زلنا نعتبر أن أكبر آفة يعاني منها مجتمعنا هو تضخم الأنا الفردية على حساب الأنا الجماعية فإذا نجحنا في معالجة هذه الآفة فسيكون النجاح حليفنا ونكون قد حققنا نقلة نوعية هائلة في تطوير المجتمع ولمعالجة هذا الموضوع كنت قد طرحت المفهوم التالي : ... (مفهوم الأنسب ) بدلاً من مفهوم الأفضل أو الأحسن لأنه غالبا ما يظن ويفهم ( وخاصة في مجتمع عشائري أو مجتمع نامي ) أن من يتقدم الصفوف أو يرشح لتقلد مهمة أو منصب أو من يرشح لتمثيل جهة ما أن ذلك الشخص هو الأفضل ؟ , وحيث أن كثيرا من الناس لدية تركز حول الذات وخاصة في المجتمعات العشائرية الذي تقول الأكثرية منهم أننا أبناء رجل واحد ولا يوجد أحد أفضل من أحد ( ولاحظوا الكلام هنا عن الأفضلية ) ويرى قسم آخر أنه الأفضل والأحق والأجدر بحق توارثه عن أبيه وجده وفق قيم تجاوزها المجتمع من خلال التطور الذي طرأ عليه . ولذلك كنت دائما أطرح مفهوم ( الأنسب ) بمعنى أنه لا يوجد أحكام وتصنيف دائم وثابت ومطلق للأشخاص ( من منطلق الأفضلية ) بل هناك مفهوم الرجل الأنسب لكل مهمة ولكل مقال ولكل زمن هناك من هو الأنسب الذي يحقق أكبر قدر من الإيجابية في تحقيق المهمة الموكلة إليه فالشخص قد يكون الانسب لمهمة ما , وقد لا يكون الأنسب في مهمة او موقع آخر وهذا ليس له علاقة بالأفضلية فلا يوجد من هو ( الأفضل ) لكل المهمات وفي كل زمان ومكان , فلقد إنتهى عصر الرجل السوبرمان , بل هناك من هو الأنسب لكل مهمة , والأنسب في مكان ما , والأنسب في زمان ما وبهذا المفهوم نحاول أن نتجاوز الحساسيات التي هي من المفرزات السلبية للماضي , وعلى الجميع أن يعوا ويفهموا ويقبلوا أننا لا نستطيع في القرن الواحد العشرين , في عصر ثورة المعلومات وعصر الإتصالات والغوغل وغيره أن نتعامل بمفاهيم وقيم تجاوزها الزمن.
ايها الأخوة هناك قاعدة فقهية شرعية تقول ( تتغير الأحكام بتغير الأزمان ) فإذا كانت هذه القاعدة تسري على أحكام ديننا فكيف لا تسري على أحكام دنيانا ومجتمعنا المدني ؟؟ علينا أن نبحث عن ترتيب جديد لعشائرنا و لمجتمعنا المدني في هذا الزمان وفق أسس عصرية تحافظ في نفس الوقت على الثوابت الإيجابية في تراثنا